18 ديسمبر، 2024 7:41 م

إيران بعد قاسم سليماني

إيران بعد قاسم سليماني

بعد أن جاءت قضية مقتل قاسم سليماني قائد فيلق قدس الارهابي کضربة وصدمة غير مسبوقة للنظام الايراني لم يتمکن أبدا من إخفاء تأثيراتها وتداعياتها السلبية عليه في داخل إيران وفي بلدان المنطقة ولاسيما في العراق، فإنه قد بذل جهدا إستثنائيا من أجل جعله رمزا يخدمه ويساهم في تقوية موقفه ووضعه في إيران والمنطقة، وقد عمل من أجل تحقيق هذه الغاية بالتزامن مع إستعداداته للرد على الولايات المتحدة والثأر لسليماني، لکن يبدو إنه کان هناك ثمة تضارب في حسابات النظام الايراني وتوقعاته خصوصا بعد السخرية والاستهزاء من رده الذي يبدو واضحا إنه قد تعمد النظام أن يکون باهتا والانکى من ذلك قيام الحرس الثوري بإسقاط الطائرة الاوکرانية ومماطلة النظام بالاعتراف بإسقاطها لکنه ومع إعترافه بإسقاطه فقد إندلعت التظاهرات الغاضبة من طهران وإمتدت الى مختلف مدن البلاد، بما في ذلك اصفهان وبابل ومشهد وشيراز وسنندج ولاهيجان وتٶکد التقارير الواردة من داخل إيران بأن دائرة هذه التظاهرات آخذة في التوسع.
النظام الايراني الذي کان يتصور بأن مقتل سليماني سوف يساهم في إمتصاص زخم الغضب الشعبي ضده ويهدأ الاوضاع وفق سيناريو المراسيم غير العادية للعزاء وتأبين ودفن سليماني، لکن يبدو إن القدر کان بالمرصاد لذلك ولم يسمح للنظام بتحقيق أهدافه المشبوهة ولذلك فقد کانت حادثة إسقاط الطائرة الاوکرانية ضربة موجعة للجسد المتهالك والمثخون بالجراح للنظام، وإن التظاهرات المتواصلة والتي شهدت تمزيق صور قاسم سليماني وترديد شعارات من قبيل:” ليستقل القائد العام للقوات المسلحة” أي خامنئي و”قوات الحرس ترتكب جرائم والزعيم يدعمها” و”لا تجدي الدبابة والمدفع، ليرحل الملالي” و”لم ير شعب مثل هذه الجرائم على طول هذه السنين” و”اسمع يا خامنئي نحن شعب ولسنا أوباش” و”أيها الدكتاتور وأيها الحرسي، إنكم دواعش في إيران”، وهذه الشعارات الى جانب تمزيق صور سليماني(رمز قوة ومناعة النظام”، أکدت للعالم بأن هذا النظام ليس على مايرام وإن الاوضاع في إيران مضطربة والنظام ليس يمسك بزمام الامور کما يدعي، وهو مايٶکد أيضا بأن الاوضاع في إيران وبعد مقتل قاسم سليماني ليست بأفضل من قبل مقتله بل وإنها تزداد وخامة.
هناك ثمة مشکلة کبيرة جدا يعاني منها الشعب الايراني وهي ليست الاوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفکرية مع أهميتها القصوى، بل إن هذه المشکلة تتلخص في النظام نفسه، وإن إسقاطه وکما أکدت منظمة مجاهدي خلق المعارضة هو الخيار الوحيد لإيجاد حل للمعضلة الايرانية من الاساس، وإن هذه الحقيقة قد تأکدت أکثر بعد مقتل قاسم سليماني!