ألتزمت روسيا ومنذ مدة طويلة بأتفاقياتها مع شركائها في الشرق الأوسط، في السبعينيات أنقذت مِصر التي تعرضت للعدوان الثلاثي، منذ ذاك الحين.. وروسيا رغم تفوقها في صناعة السلاح، تُعتبر المورد الثاني بعد الولايات المتحدة للمنطقة، نتيجة صراعات سياسية أكبر من الصفقات التجارية، وإن خصت المنظومة العسكرية.
روسيا التي قبلت بلعب دور المورد البديل، وجدت في حكومات ما بعد التغيير في المنطقة، طريقاً سالكاً للدخول في صراع التسليح، ويعود السبب في ذلك؛ إلى تنصل الولايات المتحدة الأمريكية عن وعودها ونكثها لأتفاقات مبرمة مع الحكومات الجديدة، إلا أن هذا الصراع بقيّ حبيس أطار التسليح حتى أعلنت روسيا الحرب على داعش، وهي سابقة لم تحدث في المنطقة.
الأزمة التي مرت بها روسيا منذُ أنتصارها في الحرب العالمية، وتشكيل حلف غربي يعاكس أتجاهاتها، وجد لها أيضاً أصدقاء يشاركونها معاداة المنهج الغربي، كالصين وكوريا الشمالية مثلاً، إلا إن الجمهورية الأسلامية في إيران، مثلت لروسيا الصديق الواعي والمُخلص في أستشارته.
الأحترام الكبير الذي تكنه روسيا لأيران، جعلها متيقنة من تحذير الجنرال قاسم سليماني في زيارته الأخيرة لروسيا، حيث نقل للرئيس “فلادمير بوتين” خشيته من تزايد أعداد المقاتلين الشيشان في صفوف داعش، حتى وصلت الأرقام إلى خمسة عشر ألف مقاتل شيشاني، وأكده الرئيس الشيشاني “رمضان قديروف” حين أعتزم مشاركة روسيا الحرب على داعش.
دولة مثل الاتحاد الروسي لا يمكن أن تمضي بلا حسابات، فخطوة تتمثل بعودة هذا الكم من المقاتلين الشيشان قد تكسر الحاجز الأمني الحديدي في روسيا، لهذا وجد “بوتين” الضرب بيد من حديد أوقع من أنتظار القدر، خصوصاً مع عدم وجود جدية عند التحالف الغربي للقضاء على داعش.
تحذير الجنرال سليماني أخمد نيران قد تشتعل في موسكو، مثلما قد تحرق عواصم بعيدة أخرى كما حدث في باريس مؤخراً، وستبقى تلك الدول منتظرة لحظة أشتعال، بينما يقضي الدب الروسي على جرذان داعش.