قبل فترة وانا اتناول نوع من الخضار ابتسمت ابتسامة كانت من القلب فعلا لاني تذكرت اني كنت بصغري عندما اشاهد والدتي وهي تتناولها استغرب كيف تستطيع اكلها وهي بطعمها السيء هذا وسبحان الله الذي غير ذائقتي وفكرتي وصرت اتناولها بحب..! واسترجع دائما امور مهمة في تفكيري وطبيعتي قد تغيرت.. يغير الله محبتنا وتقبلنا لبعض الاشياء والاشخاص والاماكن وتتغير كل طبيعتنا بمرور الزمن فلماذا نحن نتمسك ببعض الافكار والاعتقادات ونرى انها من المحضورات التي لايجب الاقتراب او حتى محاولة التفكير بالبحث عن اصولها او كونها تتقبل الصح او الغلط… في السابق كنت ارى من يثبت لسنين على رأي ولايغيره انه قوي وواثق من نفسه وافكاره وآرئه، اليوم صرت ارى العكس فسرعة تطور الحياة وكل هذا الكم الهائل من المعلومات وابواب العلم المفتوحة تستوجب التطور والتغيير فكما يتغير كل شيء في الكون تتغير افكارنا وتتطور وتكبر بالبحث والتفكر والتعلم المستمر. فلا يمكن للانسان ان يبقي نفسه في اطار واحد وآراء محددة لاتتقبل النقاش ولا التغيير، حتى طباع الانسان قابلة للتغيير نحو الافضل بمجرد تغير افكاره وطريقة استجابته للاحداث من حوله. نجد الكثير من الامثلة خاصة في الحياة الريفية مثلا تكون صفة سائدة يطلقها نساء العشيرة الواحدة على انفسهن ان نساء هذه العائلة عنيدة مثلا ولا تغير رأيها وطبعا يعتقدن ان الامر فيه شيء من التميز.. او هذه العائلة رجالها مزاجهم صعب ويعتقدون انها صفة ثابتة ويتناقلها الابناء والاحفاد… والكثير من الصفات واني على يقين كل من يقرا تذكر شيء مماثل، والحقيقة ان اغلب هذه الصفات هي يتم طرحها وتمريرها من خلال الاحاديث وتكبر لتصبح افكار ثم افعال متوارثة وهذه من الادلة التي تثبت عدم محاولة الانسان تغير افكاره لعدم وعيه وانه يرى التغيير شيء غير صحيح ومخالف للنواميس والاعراف ويعمل على محاربة كل تغيير لانه ليس على طريق الاباء والاجداد..فهم يغيرون ملابسهم مع الزمن يوم بيوم ويؤثثون منازلهم بأحدث الاثاث واجملها . . . وافكارهم اثرية لم تتجدد منذ سنين..(… بل نتبع ماالفينا عليه اباءنا ….. )، مما يجعل كل تعاملاتهم تحددها هذه الافكار وتجمد اي محاولة للاستنتاج او التكهن بمستقبل مختلف لان المعتقدات ثابتة اذن لايتغير شيء..!! تغيرك وتحديث افكارك يدل على انك حي وتستجيب وتستقبل اشارات الكون لك. فيقال ان من لايتغير… ينقرض..!