قال الرسول صلَ الله عليه وآله: “أياكم والدغل” في وقت كان ينبغي على من يحب العراق، أن يلتزم الصمت أمام الغرباء، ويمكث في العراق وطناً، لنتحاور تأمليا، في إيجاد حلول للمعضلات المستفحلة، في العراق.
أما مؤتمر الخيانة، الذي عقد في إسطنبول؛ فيعد جريمة وطنية كبرى، تستحق وضع المشاركين فيه داخل قفص القضاء.. تحت طائلة القانون، ما يوجب على المدعي العام تحريك شكاوى على المشاركين.
فمؤتمر إسطنبول، لا رادع لأهدافه المبغضة للعراق، سوى إنتهاج الأغلبية السياسية، التي من شأنها ردع الخونة الساعين الى تقسيم الوطن،…
أناس يسفحون دمهم الطاهر، في سبيل تحرير المدن العراقية التي إحتلتها “داعش” دم عراقية من الجنوب والشمال.. سنة وشيعة ومسيحيين و… ألوان الطيف العراقي كافة.. عربا وكردا وتركمانا و… الجميع.. الصغار منهم والكبار.. شباب قدموا زهرة أعمارهم للوطن..شهداء؛ كي يبقى العراق واحدا، بينما المترفون من ساسة ومجرمين يجتمعون في إسطنبول؛ بغية قهر الإرادة العراقية سعيا للتقسيم!
لذا أرى أن التسوية لا تأتي من الخارج، إنما تنبع من الضمير الوطني لكل أفراد الشعب، مكفولة بدستور واضح وإرادة شعبية، تتوافق مع قيادات وطنية خالصة؛ لأن أعداء العراق المندسين في العملية السياسية، بتكليف من البعث و”داعش” لن يقبلوا الحق ولن يستجيبوا لكل الحلول.
فأية تسوية لن تقبل شيعيا ولا سنيا ولا كرديا، وتفتعل الأسباب لإرباك المشهد، حينها “خيركم من سكت” كما يقول الحديث النبوي الشريف.
بالمقابل لن يتقبل رأي ممن شارك في مؤتمر إسطنبول متآمرا على الوطن.. يحيق بالعراق الدواهي، هؤلاء يجب أن تطالهم العدالة، مقدمين للمحاكمة،… هذا ما قلته خلال لقاء على تلفزيون “العراقية” من شبكة الإعلام العراقي، وإعيد طرحه في مجلس النواب، متوافقا مع فهمي المتأصل بشأن الديمقراطية التي لا تتكامل إلا بوجود حكومة ومعارضة.. معا.. على حد سواء، أما التوافقات فضرتنا.. ضرنا التردد بين النزاهة والفساد وبين الخيار الوطني وضده مؤتمر إسطنبول.. ضرتنا مصادرة الآخر تفردا بفساد يمحو النزاهة ويمحق الضمير ويبدد الثروات في غير مواضعها…
فلنشكل حكومة أغلبية سياسية، تنتشل البلد من الفساد الذي سهلته المحاصصة، وحث عليه مؤتمر إسطنبول، الذي عقد ضدا من العراق وإرادة شعبه.. قهرا.. هؤلاء يدعون الدفاع عن السنة، قهرا للسنة ويدعون الدفاع عن الشيعة.. غصبا عن الشيعة وعن الكرد تجاوزا على الموقف الكردي وعن العرب تمزيقا للعرب! وهو موقف يشمل الصابئة والأيزيديين، متخذين من المنهج البعثي المعروف “وداوني بالتي كانت هي الداء” بإسم الكرد والشيعة والسنة والعرب، يدمرون وطنا يحتضن الشيعة والسنة والكرد والعرب وشركائهم الوطنيين، من أقليات أخرى.
التسوية تتضافر مع مؤتمر إسطنبول، على إلحاق الضرر دمارا للعراق؛ لأن لا لزوم ولا مبرر ولا أي سبب، يعد مدعاة للتسوية، طالما في العراق دستور يكفل حكومة الأغلبية السياسية النابعة من حاجة المرحلة بشكل مؤكد واقعيا.. وسوى الواقع ليس إلا المؤامرات الإسطنبولية