22 ديسمبر، 2024 2:50 م

إياد علاوي والولاء للمذهب !

إياد علاوي والولاء للمذهب !

في واحدة من تصريحاته الأخيرة انتقد الدكتور علاوي نائب رئيس الجمهورية وجود الجنرال قاسم سليماني في العراق ومشاركته في الجهد العسكري ضد داعش .

هذا التصريح يمثل واحدا من اظهر تناقضات الدكتور علاوي الذي ينسى نفسه وموقعه الرسمي في كثير من الأحيان ويتصور نفسه زعيما للمعارضة فيصرح بمقتضى ذلك .

وهنا لابد من تذكيري للدكتور علاوي بأمور يتغافل عنها ..

الجيش العراقي الذي يريد اقتصار الجهد العسكري عليه فشل فشلا ذريعاً ، جندا وقادة مع كامل الاحترام للشهداء الذين هم ضحية قيادات فاشلة لا زالت في مأمن من العقاب ، ولم يستطع الجيش تجاوز أزمته إلى الآن ، ومن هنا أتى مشروع الحشد الشعبي الذي يتحمل الجهد الاول في المرحلة الحالية .

الجنرال سليماني أتى هو وثلة من قادة الحرس الثوري لحماية العراق من السقوط الكامل أمام داعش وقدموا العديد من الضحايا الذين ابّنهم وقدرهم العراق الرسمي أو ليس الدكتور  جزءا من هذا العراق الرسمي أم ماذا ؟

الوجود الأجنبي في العراق لا يقتصر على إيران ، بل هناك وجود اكبر منه للولايات المتحدة بقيادة الجنرال ألن ولم نسمع من الدكتور علاوي كلمة واحدة في رفض الوجود الأمريكي رغم إن الولايات ضنت بأبنائها عن أن يحترقوا في هذه المعركة ، والفارق أن الجنرال سليماني يحترم السيادة العراقية فلا يظهر في الإعلام بينما الجنرال ألن يغطي نشاطاته إعلامياً دون  مواربة !

لا نريد هنا ان نخوض بنوايا الدولتين فلذلك حديث آخر ليس الآن مجاله ولكننا نشرّح السلوك السياسي العراقي المتناقض  ، فلماذا التفريق ؟ وهل علاقات الدكتور علاوي بمخابرات الولايات المتحدة التي لم ينفيها في يوم من الأيام سببا لسكوته عن الوجود الأمريكي ؟

وهل هناك سبب آخر خفي يرتبط برواية سمعتها ولا أصدقها أو أكذبها واترك ذلك لفخامة نائب الرئيس أن يقول لنا حقيقتها ، فقد قيل والعهدة على الراوي انه وقبل تشكيل الحكومة إن الدكتور احمد الجلبي نظم لقاءً للدكتور علاوي مع كل من الجعفري والسيد عمار الحكيم وعرضوا على علاوي أن يكون وفيا للمذهب وساعيا لتمكينه وان يكف عن انحيازه للسنة وان ذلك هو ثمن إشراكه في التشكيلة القادمة.

ويقول الراوي إن الدكتور التزم بذلك وتعهد بان يكون وفيا لمصالح الطائفة والمذهب وبناء على ذلك رشح نفسه و رشح من طلب منه ترشيحهم للمواقع الوزارية على خلاف رغبة كتلته البرلمانية  وهذا ولد بعد ذلك شرخا بين علاوي وكتلته كما رأى ذلك الجميع .

لقد سكت علاوي على وجود سليماني رغم إن الجنرال ضيف دائم منذ ستة أشهر فما الذي حصل هل شعر الدكتور علاوي إن الرياح ما عادت تهب على أشرعة إيران وجنرالها في العراق .

لذلك نرجو من الدكتور الضليع في عالم السياسة أن يخدمنا فيوضح لنا ما خفي علينا ، نحن الذين نعاني أمية في فهم السلوك السياسي  العراقي الذي يصح عليه قول الحجاج  ( يا أهل الشقاق والنفاق ) !! .