ليس هناك من تهديد وخطر يحدق ببلدان المنطقة والعالم کما کان الحال ولايزال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوصا وإنه يسعى علنا وبصورة سافرة من أجل بسط نفوذه وهيمنته على بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب إليها والى العالم أجمع، وإن تزايد المواقف الاقليمية والدولية الشاکية والمدينة للدور السلبي لهذا النظام والتي کان أخيرها وليس آخرها موقف العاهل السعودي الذي قدم وصفا ملفتا للنظر عن النظام الايراني خلال کلمته أمام أعمال الدورة 75 لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث قال:” أيديولوجيات تسعى في كثير من الأحيان لتغطية تطرفها وطبيعتها الفوضوية التدميرية بشعارات سياسية زائفة”، وطالب بموقف دولي حازم ضد المساعي التسليحية المشبوهة لهذا النظام.
التهديد والخطورة التي جسدها ويجسدها النظام الايراني لبلدان المنطقة والعالم لايعني إطلاقا بأنه نظام مثالي مع الشعب الايراني بل إننا لانبالغ إذا ماقلنا من إنه أکبر عدو لهذا الشعب وحتى إن الشعب الايراني وخلال إنتفاضتي أواخر عامي 2017، و2019، هتف بشعارات معادية للنظام من أبرزها وأکثرها لفتا للنظر”عدونا هنا أمامنا وليس في أمريکا”، ولذلك فإنه ليس بأمر غريب أن يکون هناك تضامن وتعاون بين الشعب الايراني وشعوب المنطقة وحتى إن الشعب الايراني قد رحب بقوة بإنتفاضة الشعبين العراقي واللبناني ضد دور ونفوذ النظام الايراني وضد أذرعه في هذين البلدين، کما إن الشعبان العراقي واللبناني قد رحبا من جانبهما أيضا بإنتفاضات الشعب الايراني ضد النظام من أجل الحرية وإسقاط النظام، ولذلك فإن هذا النظام کان له دائما موقفا سلبيا ضد کل ذلك ويعتبر أي تحرك ونشاط ضده مشبوها ويصفه بشتى الاوصاف التي لاوجود لها إلا في مخيلته.
رسالة رئيس النظام الايراني في إجتماعات الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أهان من خلالها علنا وبصورة صلفة الشعوب في كل من إيران والعراق ولبنان، واصفا احتجاجاتهم بأعمال الشغب في الشوارع وغير الديمقراطية ونسبها ضمنيا إلى قوى أجنبية. حيث وصف روحاني، في هذه الرسالة، احتجاجات وتظاهرات الشعوب في كل من إيران والعراق ولبنان ضد النظام الايراني وأتباعه في العراق ولبنان بأنها أعمال شغب في الشوارع وغير ديمقراطية، واعتبرها ضمنيا من عمل الولايات المتحدة. والذي لابد من الانتباه والاإشارة إليه هو إن إهانة روحاني لشعوب العراق وإيران ولبنان في وقت استشهد فيه ما لا يقل عن 1500 إيراني بنيران مباشرة خلال انتفاضة نوفمبر الماضي في إيران وحدها، وتعرضت المظاهرات البطولية للشعب العراقي التي مضى عليها الآن عام واحد مرات عديدة للقتل بشكل متكرر على أيدي مرتزقة ومليشيات تابعة للنظام الإيراني وخلفت ما لا يقل عن 800 شهيد. لکن الملاحظة التي لابد لنا من الإشارة له هنا، هي إنه في الوقت الذي کان فيه موقف النظام من إنتفاضات شعوب إيران والعراق ولبنان بهذه الصورة المهينة والسلبية جدا فإن موقف المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کان على العکس من ذلك تماما حيث إنها ومع الاخذ بنظر الاعتبار دورها المٶثر في إنتفاضات الشعب الايراني ضد النظام، فإنها قد رحبت على الدوام ليس بإنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني ضد دور ونفوذ النظام الايراني وأذرعه في هذين البلدين وإنما بکل موقف ونشاط معادي لهذا النظام الذي يعتبر أکبر کابوس للشعب الايراني وشعوب المنطقة ولاأمن ولاإستقرار إلا بتغييره.