23 ديسمبر، 2024 3:38 ص

إن گِيتْ لِلحَأّْ ؛ الأهلي أحَأّْ

إن گِيتْ لِلحَأّْ ؛ الأهلي أحَأّْ

هو اقتراح ليس إلاّ .. قد لا يتحقّق , وقد لا , المهم تجربة مع من جرّبوا “براس العراقيين , فهو من حيث المفهم أقرب ل”الكيّ” , لوسط سياسي عراقي ملغوم وموبوء , ومع ذلك فهي تبقى وجهة نظر نلقيها والسلام , بعد أن ضاعت القيادة السياسيّة للبلد في أتون الصراع الدموي الداخلي على السلطة
وبعد ان تشظّى الخلق العراقيّ الأصيل وسط معمعة خليط إيديولوجيّات دينيّة “إسلاميّة” ويساريّة مزيّفة تمتطي التديّن المزيّف واليسار الانتهازي
وبعد أن فقد العراقيّون تراثهم التسامحي وطمست معه معالم النخوة والشهامة و”البغددة” الّتي لم تكن تفرّق يوماً في السابق بين يهودي أو مسيحي أو مسلم
ولا بين شيعي أو سنّي
ولا بين بصراوي أو بغدادي أو كركوكلي أو عقراوي أو مصلاوي أو عمارتلي “يبيع دهن ودبس بالعمارة” منذ آلاف السنين
وبعد أن فقد العراق بوصلة كيانه العريق وحدّقت عيون الطارئين عليه تجاه آبار حقوله النفطيّة وتجاه مؤشّر ارتفاع مستوى البورصة العالميّة وأرصدتهم في البنوك العالميّة  لا تجاه بناء العراق أو إعماره ولا تجاه مصلحة العراق أو مصلحة العراقيّين
وبعد أن هبّت رياح التغيير الديموغرافي الصهيوني منذ قرنين من الزمان ل “خلط العراقيّين”
ولتهجير الآشوريّين عن حكم العراق منذ الاجتياح “الاسلامي” له ليكمل بعده , وبعد أفول امبراطورية المستنصر والمتوكّل والمستعصم  “بمؤامرة” تهجير بدأت قبل قرنين بدأت من شمال العراق و”شرقه”  بأيادي “خفيّة” .. ف”شمّو” طالب ابتدائيّة ستينيّات القرن الماضي “يهوى لعبة رمي القرص” كان معي في مدرسة واحدة ؛ قال لي إنّي راحل غداً إلى ديترويت في أميركا
ـ ولماذا أنت راحل ؟ وهل ستعود ؟
ـ سبقنا أعمامنا من القوش ووو ولن أعود
ـ وماذا “ستشتغل” ؟
ـ أكمل دراستي هناك وأعمل في مطعم عمّي
ـ ومن يأكل في مطعمكم ؟ “الأمريكيين” ؟
ـ ديترويت امتلأت بالعراقيين المسيحيين “من زمان” .. (!!)
وعلى ضوء ذلك :
ليكن الرئيس العراقي آشوريّاً مع مهام أوسع طالما أصبح الرئيس العراقي كرديّاً خارج معايير “الأغلبيّة” , بعدما يكون الكلد آشور أعدّوا أنفسهم جيّداً لهذا الأمر , لسدّ عدّة ذرائع :
1 . “القيل والقال” ميول وطائفيّة وانحياز , لأنّ من الواضح أنّ سياسيّو الصدفة سوف لن يتركوا رئيساً أو رئيس وزراء على حاله إلاّ وخلقوا له انتماءً رغماً عن أنفه , يا إمّا شيعي ويا إمّا سنّي , حتّى وإن كان “المنتخب” لا يشتري المذهبيّة بقندرة عتيقة ويعتبرها عيب وانحراف أخلاقي , حتّى ولو كان من ينتخبه الشعب جبريل ع نفسه !  وكأنّ “شهادة منح الترخيص” لأيّ مصدر إعلامي من شروطه “تشخيص الانتماء” !
2 . الآشوريّ سيضع نصب عينيّه أنّ العراق بلده وموطنه منذ غابر الأزمان , على الأقل صاحب الأرض هو من سيعيد فتح ملف الغيرة والحميّة على وطنه لا يستطيعها الطائفيّون كما هو واضح ؛ والمركونة في زوايا النسيان منذ زمن طويل
3 . ستنحسر الميول الشخصيّة تجاه دول الجوار فلا انتماء , لا لإيران المتمشيعة , ولا لوهّابيّة مملكة آل سعود , ولا لتركيا العثمانيّة , قد تكون تجاه أوروبّا بعض الشيء , وما في ذلك ؟ , الأوروبيّون برأيي أفضل , ومتقدّمون وأغنياء  “ومن جاور الغني اغتنى ومن جاور أهل الفگر استفگر!” ..  المهم ميوله لموطنه الأصلي
4 . لعلّها ستكون آخر الحلول
 
“عندما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة بحجر جديد , “اختلفت قبائلها عن الّذي لا بدّ وسيكون له شرف بناءها” , ( حتّى كادوا يقتتلوا ) !! .. الفتنة بين العرب على ما يبدو  من أسهل ما يكون إشعالها بينهم , والاقتتال فيما بينهم كما يروي لنا التأريخ أنّه يبدأ ولا ينتهي بينهم إلاّ بأنهار من الدم ولأجل بيضة أو لأجل دجاجة ممكن وليس فقط لأحل حجر “مقدّس” !
 
عندما سافر أحد أصدقائي لأميركا لغرض الدراسة و دخل معهداً للغة الانكليزيّة أوّل الأمر .. وفي إحدى الدروس نشب خلاف بين امرأة وافدة وبين مدرّسة المادّة كانت من نفس البلد أي من أصل أوروبّي , جرى الجدل أثناء الدرس , حول مصطلح لغوي عن الأجناس البشريّة كما روى لي ذلك الصديق , ثمّ احتدّ الجدل نوعاً ما وطال , نهضت إحدى الطالبات وكانت من أصول هنديّة أميركيّة , من الهنود الحمر يعني ,  فقالت للمجادلتين : كلتيكما لستنّ أميركيّتين , نحن الهنود الحمر فقط أصحاب هذه الأرض .. فانتهى الخلاف فوراً وساد الصمت بدأ بعدها مواصلة الدرس ! ..