يقال إن النقاش والحوار يهذب العقول ونميها وهذا الأمر لا يختلف عليه إثنان من اهل العقل واللب, لكن إذا اصطدمت مع شخص فاقد العقل والبصيرة لا يعتبر إن النقاش والمجادلة بالحسنى لها دور في تهذيب العقول ولا يرى بأن خلاف الرأي لا يفسد في الود قضية بل يعتقد بأن خلاف الرأي يفسد ليس في الود فقط بل إنه يكون مسوغ شرعي لإستباحة الدم والعرض والمال !!…ومن الشواهد على ذلك الدواعش التيمية فأغلب رواد النت قد اصطدموا بهكذا أشخاص في المواقع والمنتديات فكانت نتائج النقاش معهم هي التكفير والسب والشتم هذا على مستوى الواقع الإفتراضي أما على أرض الواقع فهي القتل وسفك الدماء والسبب هو إنك لم توافقه على ما يقول ولم تسلم به, ويأتي أحدهم ويقول نحن لا نكفر أي أحد !! بينما حتى أدبيات فكرهم تفوح بالتكفير فكل من يطلع على كتب وآراء ابن تيمية – منبع التكفير – تجدها عبارة عن تكفير في تكفير وتحث على استباحة الدم لكل فرقة وطائفة وفئة إسلامية تخالف فكر إبن تيمية بالرأي !!وحتى ما يخص من يعتمدون عليه في نقل الروايات والآراء من الصحابة والتابعين والمحدثين وغيرهم, فعندما تكون الرواية التي ينقلها هذا الصحابي أو الراوي و المحدث تطابق فكر إبن تيمية تجده يصبح خط أحمر لا يمكن المساس به, أما فيما لو وجدت له رواية تخالف فكر إبن تيمية وشيوخه فأنه يصبح عرضة للنقد والتجريح وتناقش كل تفاصيل حياته, هذا مع من هو صحابي أو تابعي أو محدث فكيف يكون الحال مع ما دون هؤلاء وهو على خلاف مع ابن تيمية في الناحية الفكرية والعقدية ؟ فإنه يصبح كافراً ومباح الدم والعرض والمال…
وهذا ما أكد عليه المرجع الديني العراقي الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة من بحث ( وقفات مع …توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) حيث أكد ان منهج التيمية مبني على التكفير واباحة الدم والعرض والمال لكل انسان لا يقل بما يقولون من سفاهات وخزعبلات !! وأكد ايضا ان التيمية لا يناقشون من يقل بما يقولون كل ما يأتي به فهو صحيح وتام وكأنّه أتى من النبي وهو عبارة عن وحي يوحى ما دام يصب في التوحيد التيمي الأسطوري حسب تفسيرهم وتأويلهم !!…حيث ذكر المرجع الصرخي قول ابن تيمية حول الخلة والكلام والرؤية :” قال الشيخ تيمية: {{قال القاضي وروى أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان فيما خرجه من أحاديث الصفات بإسناده عن ابن عباس قال كانت الخُلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين …
(( فقط إشارة: عند التيمية كل واحد له خصوصية وله مقام ما، فابن عباس لا يُناقش في شيء مما يقول، كل ما يأتي هنا من ابن عباس فهو صحيح وتام وكأنّه أتى من النبي وهو عبارة عن وحي يوحى ما دام يصب في التوحيد التيمي الأسطوري حسب تفسيرهم وتأويلهم، أمّا عندما تأتي لروايات ابن عباس في الفقه أو في التاريخ والسيرة وهو يخالف منهج التيمية والمارقة وحكام المارقة فيُناقش ابن عباس وإيمان ابن عباس وعُمُر ابن عباس وفقه ابن عباس، وهل هو أفقه من فلان أو فلان أفقه منه وهكذا، وهذا الأسلوب يستخدمه التيمية مع ابن عباس ومع غيره ))…
وأضاف المرجع الصرخي الحسني : (( لاحظ: التيمية يقولون إنّ الخُلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد. فإذا لم تُصدّق الخلة والصداقة والألفة والعلاقة الحميمة بين الله وبين إبراهيم كالصداقة بين الناس وبين الأصدقاء فأنت كافر، فأنت جهمي ومباح الدم والعرض والمال!!! وإذا تنكر الكلام العادي بين الناس الذي له مقدمات وأسباب وأعضاء وأجزاء حتى يصدر الكلام ويوجد في المقابل الجهاز والعضو الذي يستقبل الكلام ويفسر الكلام ويحلل ويفهم الكلام، إذا لم تقل بهذا الكلام الطبيعي بين الناس فأنت جهمي كافر، وكذلك في الرؤية فإذا لم تقل بالرؤية الحقيقية، رؤية العين للشاب الأمرد الجعد ولغيرها من سفاهات فأنت جهمي كافر مرتد وثني ملحد يجب أن تُقتل ))…
ثم أكمل السيد الصرخي قول ابن تيمية : { قلت وهذا صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما كما تقدم، قال(القاضي) وروى أبو حفص بن شاهين في سننه بإسناده عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه رآه بفؤاده مرتين وهو الذي اتبعه أحمد واحتج به عن ابن عباس كما تقدم، وأما هذا التقييد فمن وضع بعض المتأخرين،
قال القاضي وروى أبو حفص بإسناده عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربه بفؤاده مرتين وروى أيضًا بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس قال {رأى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه بقلبه} قال القاضي وهذا الاختلاف عنه ليس براجع إلى ليلة المعراج وإنما هو راجع إلى رؤيته في المنام في غير تلك الليلة، رآه بقلبه على ما نبينه فيما بعد، قلت(ابن تيمية) هذه الألفاظ المتأخرة ثابتة في الصحيح عن ابن عباس وهو ذكرها في تفسير قوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}النجم13، ولم يقل ابن عباس إنّ الرؤية بفؤاده كانت في المنام بل تكون في اليقظة}} وعلق المرجع الصرخي مشيرا ً إلى تأكيد ابن تيمية وإصراره على إن الرؤيا لم تكن في المنام بل كانت في اليقظة !! :
(( لاحظوا كيف يؤكد ابن تيمية وبكل إصرار على أن الرؤيا لم تكن في المنام بل كانت في اليقظة!!! (( فهذا رأي ابن تيمية فعن أيّ إنكار تتحدثون من أجل التغرير بأنفسكم وبالآخرين؟!! )).