18 ديسمبر، 2024 7:59 م

إن كنت ناسي أفكرك ياغراهام

إن كنت ناسي أفكرك ياغراهام

أكثر ما يميز السياسيين الامريكان عن مثيلهم في دول العالم ، هي تلك ” الوقاحة ” ، التي يتميزون بها عن غيرهم ، وكذلك أسلوب “المراوغة ” واستخدام كل ” الحيل ” للوصول الى مبتغاهم ، خدمة لمصالحهم الشخصية في المقام الأول ، ويستمتعون و “يتلذذون “من اجل الوصول الى مبتغاهم ” بالقتل والدمار ” ، فقتلهم اكثر من مليون طفل عراقي أيام الحصار ، لم تحرك فيهم ذرة ” الحياء ” المتبقية عندهم ، إن كان لديهم ” حياء ” أصلا ، وقبل أيام ، شاهد الجميع في العالم ، ما قاله السيناتور الامريكي العجوز ” الخرف ” ، من كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام ، ( الذي زار كييف سرا مؤخرا ) ، وبابتسامته المتكلفة في حضرة ” المهرج ” فلاديمير زيلينسكي ، وتفاخره ، في الاستثمار في قتل الروس ، وقال “الروس يموتون.. لم ننفق المال بهذه الجودة من قبل ” .
قد يرى البعض في كلماتنا هذه بعض من المبالغة، لكننا وشعبنا ، ذاق من ” جرائم ” الامريكان الكثير ، بدءا من الحرب ” الظالمة ” التي شنوها على العراق العظيم ، صاحب أكبر حضارة عرفها التاريخ ، ليدمروا كل شيء حي ، وكل حجر وبشر ، وجعلوه منذ 20 عاما ، بلد للفوضى والنهب والفساد ، بمباركة من القيادة الامريكية ، التي تتفاخر ، بأنها حررت هذا البلاد ، وأسست فيه ديمقراطية لم تعرفها منطقة الشرق الاوسط ، كذلك ” وقاحة الامريكان ” ، التي وصلت عند اليابان ، حيث حضر الرئيس الأمريكي جو بايدن أجتماع مجموعة السبعة في هيروشيما ، بعرض سيرك عبثي وحلبة للنفاق، يحاول الغرب من خلالها قلب كل شيء رأسا على عقب ، ففي ذلك المكان ، اسقطت أمريكا قنابلها النووية ، لتحرق هناك كل شيء من البشر والحجر ، دون أن يذكرها الرئيس الأمريكي بكلمة اعتذار عن ” الجريمة ” البشعة التي ارتكبتها الإدارة الامريكية السابقة ، بل والإصرار على عدم كتابة هذا ” الاعتذار ” في سجل زيارات المدينة ، وأجاب مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان ، ب ” لا ” ، ردا على سؤال أحد الصحفيين حول ما إذا كان جو بايدن يعتزم الاعتذار لرئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن تفجيرات هيروشيما وناغازاكي في أغسطس 1945 ، برأيكم ، ألم تكن هذه قمة ” الوقاحة ” .
وجلبت انتباهنا وبشكل كبير ، تعليق المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ، وهي ترد على تصريحات هذا ” العجوز الخرف ” ، ودعت غراهام الى استذكار ما جرى خلال محكمة نورمبرغ ، ففي هذه المحكمة كشف وزير الاقتصاد في ألمانيا النازية ، هجالمار شاخت ، أن الرايخ الثالث تمت رعايته أيضًا من الخارج ، وسمى أكبر شركتين أمريكيتين ، هما فورد وجنرال موتورز ، وقد تم عقد صفقة غير معلنة معه( شاخرت ) – الحرية مقابل الصمت ، وأن الأسطورة الأسطورية هنري فورد ، كان حائزًا على وسام الاستحقاق من النسر الألماني ، ( وقال هتلر لمراسل أخبار ديترويت قبل عامين من أن يصبح المستشار الألماني في عام 1933 ، موضحًا سبب احتفاظه بصورة بالحجم الطبيعي لصانع السيارات الأمريكي بجوار مكتبه: “أنا أعتبر هنري فورد مصدر إلهامي”- ) ، فهذه الشركة ، لم تنتج مصانعها في ألمانيا ما يصل إلى 70 ألف شاحنة سنويًا لتلبية احتياجات الفيرماخت فحسب ، بل استخدمت أيضًا عمالة السجناء لهذا الغرض ، بما في ذلك أوشفيتز، وكانت شركة فورد الألمانية ثاني أكبر منتج للشاحنات للجيش الألماني بعد جنرال موتورز / أوبل ، وفقًا لتقارير الجيش الأمريكي .

 

وقال مسؤولون بولنديون إن وثائق النازية التي صدرت حديثًا ، تظهر أن شركة فورد موتور ، كانت واحدة من 500 شركة لها صلات مع أوشفيتز ، وكانت قائمة الصناعات المرتبطة بأوشفيتز من بين وثائق الحقبة النازية التي سلمتها موسكو مؤخرًا ، حيث تم الاحتفاظ بأرشيف المعسكر منذ نهاية الحرب ، والدعوى المقامة ضد شركة فورد ، وهي الأولى من نوعها ضد شركة أمريكية ، مستوحاة من نجاح الضحايا النازيين في تأمين تعويضات من البنوك السويسرية التي استفادت من ودائع النازيين في زمن الحرب .
وتتجاوز القضايا المطروحة على المحك بالنسبة لشركات السيارات الأمريكية المبالغ المتواضعة نسبيًا التي ينطوي عليها رفع أي دعوى قضائية، فخلال الحرب، أسست شركات السيارات لنفسها سمعة باعتبارها “ترسانة الديمقراطية” ، من خلال تحويل خطوط إنتاجها إلى طائرات ودبابات وشاحنات ، وإنهم ينكرون أن مصالحهم التجارية الضخمة في ألمانيا النازية قادتهم ، عن قصد أو عن غير قصد ، إلى أن يصبحوا أيضًا “ترسانة الفاشية”.
أما أيقونة صناعة السيارات الألمانية ، أوبل ، فهي تنتمي إلى جنرال موتورز ، ويصف الباحث برادفورد سنيل دور الشركة على النحو التالي: “كانت شركة جنرال موتورز أكثر أهمية لآلة الحرب النازية من البنوك السويسرية ، فقد كانت سويسرا مجرد مستودع للأموال المسروقة ، و كانت جنرال موتورز جزءًا لا يتجزأ من المجهود الحربي الألماني ، حيث كان بإمكان الرايخ الثالث غزو بولندا وروسيا (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية) دون مساعدة سويسرا ، لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك بدون مساعدة جنرال موتورز ، في حين صنعت شركة كوداك في مصنعها بألمانيا صمامات للقنابل الجوية ، دون ازدراء حتى باستخدام عمل أسرى الحرب ، وكان مصنع Coca-Cola في كولونيا وقبل تأميمه من قبل الحكومة الألمانية يزود بانتظام بالصودا ، بما في ذلك الجنود الألمان ، و “فانتا” الشهيرة اخترعها النازيون بالكامل.
كما وساعدت شركة النفط العملاقة Standard Oil ، من خلال الشركات التابعة لها ، هتلر في نقص المنتجات البترولية ، وشاركت في تطوير المطاط الصناعي والوقود الصناعي ، وأنتجت شركة IBM ، المحبوبة من قبل خبراء تكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء العالم ، أجهزة محاسبة وتحكم للنازيين ، بما في ذلك إنتاج النفط ، ومن بين أمور أخرى ، ساعدت معدات هذه الشركة في تتبع مواعيد القطارات إلى معسكرات الموت …
وكان لدى JPMorgan Chase & Co أيضًا يد ، ثم Chase National Bank ، الذي تم من خلاله تنفيذ معاملات بمليارات الدولارات ، وأتيحت الفرصة لبرلين لشراء الدولارات وتنفيذ المعاملات المالية ما وراء البحار ، وتعاونت “تشيس” مع بنك “ألاينس” الألماني حتى في أمور مثل ، تأمين الممتلكات والحياة لحراس معسكرات الاعتقال التابعة للرايخ الثالث ، اذن لدى السناتور غراهام ما يمكن مقارنته به ، فقد أدى أحد استثماراتهم إلى الحرب العالمية الثانية والمحرقة ، والآن ، تتدفق مليارات الدولارات الأمريكية في الحلق النهم لنظام النازيين الجدد في كييف ، وفي هذا الصدد ، وتخاطب زاخاروفا غراهام ” نود أن أذكر أعضاء مجلس الشيوخ وجميع المستفيدين الأمريكيين كيف انتهت المغامرة السابقة”.
وخلال سنوات الحرب ، ذهب التعاون المالي بين ألمانيا وسويسرا في عدة اتجاهات ن بادئ ذي بدء ، مولت البنوك السويسرية مشتريات ألمانية من الأسلحة المصنعة في سويسرا ، بمبالغ القروض التي تتزايد باستمرار ، لذلك ، إذا حصل الألمان على 150 مليون فرنك سويسري طوال عام 1940 ، فقد حصلوا على 315 مليون فرنك سويسري في فبراير 1941 ، وفي يوليو من نفس العام – 850 مليونًا أخرى ، وكان الألمان سعداء بشراء مدافع Oerlikon متعددة الماسورة المضادة للطائرات ، في حين لم يفاجأ الجنود الامريكان عندما دخلوا المانيا ، وهم يرون ان العدو المزعوم يقود أيضًا شاحنات تصنعها Ford و Opel – ، وهي شركة فرعية مملوكة لـ GM بنسبة 100٪ – ويطير بطائرات حربية من صنع أوبل ، (كان دور كرايسلر في جهود إعادة التسلح الألمانية أقل أهمية بكثير).
وسويسرا التي صمدت لأطول فترة ، ورفضت بعناد قطع العلاقات مع ألمانيا ، ففي عام 1944 ، استبدلت البنوك السويسرية حوالي 5 أطنان من الذهب الألماني بالعملة كل شهر ، وفي فبراير 1945 ، جمدت سويسرا علنا رسميًا الحسابات الألمانية وأوقفت المعاملات المصرفية مع ألمانيا ، لكنها في السر استمرت في المعاملات المالية السرية ، وتم غسيل الأموال النازية في البنوك السويسرية ، ثم تم تحويلها إلى بنك الفاتيكان ، ومن هناك ذهبت إلى أمريكا الجنوبية ، وخاصة إلى الأرجنتين ، فقد تم تحويل جزء من الأموال إلى بوينس آيرس وعواصم أخرى في أمريكا الجنوبية من خلال بنوك إسبانيا والبرتغال.
وإذا كانت السويد ملحقًا صناعيًا للاقتصاد الألماني ، وكانت سويسرا أيضًا محفظة ، فقد زودتها إسبانيا والبرتغال بالموارد اللازمة ، فقد كانت دول شبه الجزيرة الأيبيرية محمية من الغزو الألماني من خلال نظامها السياسي ، واشتهر الديكتاتور الإسباني فرانكو بوصوله إلى السلطة في حرب أهلية دامية ، ودين بالكثير لهتلر و موسوليني ، من ناحية أخرى ، وبفضل إسبانيا أصبحت الموانئ الإسبانية أهم نقطة عبور للواردات الألمانية ، وتمكنت ألمانيا من التجارة حتى مع أعدائها ، بينما أنشأ الزعيم البرتغالي أنطونيو سالازار نظامًا قمعيًا يذكرنا بشكل غامض بالفاشية الإيطالية.
وتتساءل زاخاروفا، ونحن معها ، هل تعتقدون أن السناتور الأمريكي غراهام وحيد في خطابه النازي؟ أم أنه استثناء قبيح؟ لأن النظام الأمريكي لا يستطيع أن ينتج مثل هذا الوحش؟ ، وللتذكير وكما تشير المتحدثة باسم الخارجية الروسية الى المحادثة التي اجراها المخادعين فوفان ولكزس ، قال جورج دبليو بوش (الأصغر في سلالة الرؤساء الأمريكيين) هذا بالضبط ، معتقدًا أنه كان يتواصل مع نظام كييف: “مهمتك هي قتل أكبر عدد من الروس ان امكن ” ، وبعد أن أعلن هذا في المؤتمر الصحفي بدأت الدعاية الأمريكية في الظهور ، مؤكدة أن بوش لم يكن في السلطة ، وحتى ان كانوا في السلطة وبوش وغراهام ، لذلك ما زالوا لا يقولون كل ما هو مكتوب في الوثائق العقائدية الأمريكية.