لست من الأشخاص الذين يتأسفون على وفاة إنسان مهما كان عزيزا لأني مؤمن بأن ارادة الله هي التي تفرض نفسها شئنا أم ابينا ولا داعٍ للحزن على العزيز حتى لو كان رئيسا للعراق ولكن بالتأكيد سيفرح طلاب الابتدائية لأننا سننكس الأعلام ( علم العراق وليس علم الحسين ) ونعيش إياما عطلوية ( عطلة حداد ) ونشاهد مزيدا من النفاق الاجتماعي والسياسي والحزبي والقومي والطائفي فالإخوان مع الاخوات سيتذكرون بصدق الصفات الفاضلة لمعالي مام جلال وهو الزائر الجديد للرفيق الأعلى ولا أعلم كيف سيكون موقف مام جلال ورب العزة يعرف خفايا القلوب ولا تفيد معه السفسطة ولا النفاق ولا الكذب والغدر فحصيلة خبرة قرن إلا نيف ( 20 عاما ) لا تفيد مع كاشف الأسرار وكيف سيكون موقف رئيسنا في العالم الآخر وهل سيكون حاله حال باقي البشر أم سيكون بحاشية كبيرة ( 3500) جندي مدجج بالأسلحة وهل سيكون فعلا بالكفن الابيض العادي والذي سعره لا يتجاوز ( 25 الف دينار ) أم سيتفاخر بكفن الحرير لكونه رجل حزب ورئيس دولة مثل العراق وهل سيدخل مام جلال إلى جهاز كشف الكذب أم أن الجهاز المتوفر لا يتناسب مع عطاء رئيسنا وجهده في تسفيط الحروف بطريقة الضحك على عباد الله وهو في رحاب الله ولكن وهذه الـ ( لكن ) ترن في عقلي وقلبي وكأنها طرقات ليلية على سن متهالك دون أن أجد حبوب مهدئة وهذا الالم يتمثل في المبلغ الذي تم صرفه في مشافي المانيا ( 50 مليون دولار ) لرحلة علاج رئيسنا جلال مع طاقم مكون من طائرتين وحجوزات لفنادق كاملة في العاصمة الالمانية إذ تم حجز كامل المشفى للرئيس وطاقمه ونسائهم واطفالهم ( سياحة وتبضع ) والمبلغ كله من خزينة الدولة ( خزينة بحارس أعور ) ولكن يبدو أن الطب الالماني كان مخادعا فلم يمضي سوى شهور على هذا العلاج الملوكي وفجأة سقط رئيسنا سقطة مدوية سمعها دولة الرئيس وهو في المنطقة الخضراء (القصر الجمهوري سابقا ) وتحرك على الفور إلى مكان السقوط وهو يردد في داخله ( ها مام جلال راح تطرق ونخلص منك ) ولكن من باب اللياقة الرئاسية أن يظهر السيد المالكي حرصه الكبيررررر على صحة الرئيس ( بروتوكلات نفاقية ) يقابله في هذا البروتوكول السيد النجيفي ليقطع سفرة الصين دون أن نفهم هل جلب الدواء الجديد لمكافحة الكهولة في خيل المرحوم والده من دوائر البيطرة الصينية أم جاء على عجل دون أن يطمئن على مصرف (najoff bank)وهل مبلغ مئتان مليون دولار تكفي لهذا المصرف ولا ننسى كيف سيكون الاخ والشقيق اللدود مصطفى بعد وفاة عفوا استشهاد السيد مام جلال ( مفردة استشهاد خاصة بكبار الدولة حتى لو سقط أحدهم في حمام القصر فهو شهيد وسعيد ) وكيف ستكون حفلة السيد مصطفى السرية بوفاة الاخ والشقيق حاضرة في عقول الحضور وكيف سيكون موقف السيد عمار ومعه السيد النائب الاول والثاني والثالث الدكتور ( الخزاعي ) الذي يحلم هذه الساعات بقيادة العراق ولو لكذا شهر ليدخل في تاريخ وسجل رؤساء العراق بعد أن كان معلما مغمورا في محافظة العمارة ( قضاء المجر الكبير ) ثم هرب بقوة ردة الفعل ونابض الارجاع إلى إيران الخير إيران الكرامة الإسلامية ثم كيف سنفهم موقف السيدات ( السياسيات ) من هذه النكبة الرئاسية وهل سيكون لجناب رئيسنا فاتحة نسائية بقيادة السيدة مريم الريس أو بقيادة السيدة مها الدوري ( ممثلة الشعب الكادح ) ورئيسنا من محبي الشعب الكادح لأنه لحد هذه اللحظة لم يملك إلا طقمين من الملابس المستعملة ( تواضعا ) وقطعة أرض بجكوك الشعلة مساحتها 50 م2 والمقاول يطلب رئيسنا مبلغ دبل الطابوق الإضافي بعد أن باع رئيسنا طقم الذهب الخاص بحرمه في سوق الكاظمية إلى الصائغ محمد هاشم الورد بمبلغ زهيد وتبين أن رئيسنا ( البسيط والساذج ) قد خدع بطقم ذهب برازيلي مزور معتقدا انه ذهب عيار 21 اماراتي ولكن لا يهم فالله هو الذي يعاقب عباده وسيكون مكان هذا الصائغ في جهنم وبئس المصير لأنه خدع رئيسنا المتواضع .
أخيرا نحن في أسف شديد لأننا سنخسر مبلغ كبير أيضا على مراسيم الفاتحة وستتوقف الحركة في الشوارع حدادا على رئيسنا الهمام صاحب القلب الطيب وستتوقف الحياة في أروقة البرلمان وسنتأخر كذا يوم عن قطار الدول المتقدمة لأننا بعطلة اجبارية يقضيها ساستنا في عمان ودبي لشراء الملابس السوداء حزنا على مام جلال الشهيد السعيد وما يبقى الله وجه الله الكريم وكلنا على هذا الدرب ويشهد ربي إني لست من المتشمتين لأني عراقي خالص وربطة عنقي جاهزة مع طقم الملابس الداكنة تنتظر دورها في هذا الكرنفال الحزين .