19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

إن الشاة لأعقل من الإنسان!

إن الشاة لأعقل من الإنسان!

هناك إستفهامات كثيرة تطرح على الساحة العراقية، في وقتنا الراهن وتفرض نفسها بقوة، أبرزها هل الإنقسامات السياسية الجارية منذ عام (2003) وحتى اليوم، ستغير خارطة العراق؟ ولماذا تفزع مكونات الشعب العراقي من مسألة التقسيم، إذا ما علمنا أن مخططات الأعداء، كانت ترمي من أولها وحتى الآن، تفتيت وحدة العراق، واللعب على أوتار الطائفية ثم الإرهاب.
إن نشر أخبار الموت في كل شبر من أرضنا، مع وجود قنوات مأجورة، ومشاهد طائفية هستيرية ساخنة، وفصول هزيلة تبث السموم والعلل في الجسد العراقي، وكل سياسي يطرب قائلاً: صوتك ثم صوتك، أنا صوت مَنْ لا صوت له، ويبدو وكأنه يشترك ببرنامج (سعداء رغم الحرب)، رغم أن الإعلامي الذي يقدم هذا البرنامج يدرك الفرق جيداً، بين مَنْ يرسم وردة كاذبة على الشاشة، وبين مَنْ يجلب وردة حقيقية لخدمة أبناء شعبه، والحالة الأولى هي جوهر سياسي خالٍ من الإبداع والنزاهة، وهؤلاء الثلة الفاسدة التي أوصلت العراق لهذا المنزلق الخطير.
يتربص أعداؤنا اليوم بكل محاولاتهم لتمزيق العراق، سعياً في نهب المزيد من ثروات العراق، وإستنزاف جهوده للقضاء على الإرهاب، وعدم الإلتفات للمشروع الوطني القادم، ورسم خارطة جديدة ممزقة وغير آمنة، لكنهم وهم ما زالوا يبحثون بين ترابه، عن أي أزمة مفتعلة، لتشتيت الانتباه وصرف الأنظار عن عملية التحرير، وإعادة النازحين، وإعمار المناطق المحررة، وحسم الملف الأمني لضمان الاستقرار، وهذا بالطبع لا يرضي الكثير، ممَنْ عولوا على دولة الخرافة.
العراق سيغرق في بحر من التقسيم، إذا لم تتفق الضمائر والقلوب من أجل وحدته، فلا تجعلوا للشيطان عليكم من سبيل، إتقوا الله في عراقنا الجريح، وإرسموا البسمة على وجوه أبنائه، الذين يعانون الضياع بسبب سياستكم الغريبة والغبية بنفس الوقت، التي لم نجنِ منها سوى الخوف والألم، وخوفنا الأكبر هو أن نصحو ولا نجد بلداً يجمعنا، فيصبح عراقنا ممزقاً.
ختاماً: (إن الشاة لأعقل من الإنسان، في إنها تماشي صوت الراعي عندما يجمع قطعيه، على عكس الإنسان الذي ينزجر من أوامر البارئ عز وجل، ويعصي ربه في كل حين).