18 ديسمبر، 2024 5:51 م

إن السيميائية مجال واسع جداً، لا تملك أي معالجة له أن تكون شاملة

إن السيميائية مجال واسع جداً، لا تملك أي معالجة له أن تكون شاملة

تمهيد
لم يزل الإنسان منذ فجر التاريخ يستنطق العلامات بحثاً عن المعنى، ولربما صح أن نقول إن هذا العلم كنشاط: أقدم النشاطات الفكرية الإنسانية وأوسعها، وصح أن نقول إن الإنسان حيوان سيميائي: أي أنه يصطنع الدلالات ويقرأها بترجمة الرموز التي تحملها، وإنما برزت السيميائية -كعلم-في عصر ما بعد الحداثة بوصفها ردة فعل على المناهج الحداثية وخصوصاً البنيوية، التي اعتمدت مبدأ المحايثة واتسمت بالانغلاق فأقصت كل ما هو خارج العلامة، وهذا ما ترفضه السيميائية التي تنفتح إلى ما وراء العلامة [1].
يعود الفضل في إبراز هذا العلم إلى عالمين اثنين:
الأول: عالم اللسانيات السويسري فردناند دي سوسير الذي بشر بميلاد علم جديد أطلق عليه اسم (السميولوجيا) ستكون مهمته “دراسة حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية”.
الثاني: الفيلسوف الأمريكي شارل سندرس بيرس الذي دعى الناس إلى تبني رؤية منطقية جديدة في التعاطي مع الشأن الإنساني وقد أطلق على هذه الرؤية (اسم السميوطيقا).
وعلى الرغم من اختلاف التسميتين واختلاف المنطلقات الإبستمولوجية فإن السيميائية ستشيع عند المؤسسين معاً حالة وعي معرفي جديد لا حد لامتداداته. فقد تبنت نتائجها النظرية والتطبيقية علوم كثيرة كالأنتروبولوجيا والسوسيولوجيا والتحليل النفسي والتاريخ، والخطاب الحقوقي وكل ما له صلة بالآداب والفنون البصرية وغيرها. بل لقد شكلت السيميائية منذ الخمسينات من القرن الماضي في المجال الأدبي تياراً فكرياً، أثرى الممارسة النقدية المعاصرة، وأمدها بأشكال جديدة لتصنيف الوقائع الأدبية وفهمها وتأويلها [2].
ما هي السيميائية؟
(السميولوجيا/ Semiology، السميوطيقا/ Semiotics، السميائيات/السيميائية/السيمياء، علم العلامات/العلاماتية، علم الرموز، علم الإشارات/الإشاراتية، علم الأدلة/الدلائلية)يصعب تحديد مفهوم جامع لهذا العلم ذلك أنه واسع وشامل “فالمجال السيميولوجي لا يزال الناس فيه بين أخذ ورد بسبب أنه لم يحدد بعد”[3] والمتفق عليه عند الدارسين أن أصل اللفظ -كما صرح بذلك سوسير-مأخوذ من الجذر اليوناني (سيميون/ ) والذي يعني الإشارة أو العلامة [4]، وهو لفظ اصطنعه أفلاطون ليرادف لديه العلامة اللسانية استناداً إلى تشابه العلامات في الحقلين”[5] وقد ارتبط هذا اللفظ طبياً في مدرسة أبقراط بـ(تيكميريون/ ) الذي يترجم عادة بمعنى (عَرَض) [6]، وهذا المصطلح لم يفارق الحقل الطبي طوال تاريخه.

أما من الناحية الاصطلاحية فتعددت تعريفات السيميائية بناء على الرؤية المعرفية التي يتبناها المعرّف لأننا “بإزاء سيمائيات متكاثرة على مر العصور؛ حتى ليصدق أن يكون كل مشتغل في الحقل قد منحه تعريفاً يتماشى مع منظوره الذي يرتضي، ومن هنا نجد السيمياء نظرية وعلم ومفهوم ومنهج وفلسفة في الوقت نفسه“[7]، والسبب في ذلك يعود إلى:
1- تعدد الأسس التي خلقت المنهج وشكلت نظامه.
2- اختلاف الحقول التي عملت السيميائية في نطاقها.
3-اللغات المتعددة التي أسهمت في بلورة السيميائية وتحديد ماهيتها.
4-المراحل الزمنية التي تقلبت فيها السيميائية تأسيساً وتنقيحاً.
5-عربياً: تنوع مداخل الترجمة وتعدد المناخات الثقافية.
وعلى أي حال لم يمنع ذلك من صياغة تعريفات تقرب هذا المفهوم وتنقله عن حيز الإبهام، فقد تناول المؤسس دي سوسير السيميائية بالتعريف فقال هي “دراسة حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية”[8]، أما المؤسس الآخر بيرس فيرى أن السيميائية إنما هي مجرد اسم آخر لعلم المنطق بمفهومه العام[9]، وهذا الاستعمال ليس جديداً فقد كان الفيلسوف الألماني لامبيرت يشير إلى السيميوطيقا بوصفها مرادفاً لكلمة منطق[10]، والسيميائية عند عامة الدارسين لها هي النظر إلى العلامة بوصفها إشارة تدل على أكثر من معنى، هذا من حيث المفهوم أما إذا أشرنا لها كعلم فهي “العلم الذي يدرس العلامات”[11].
سيميولوجيا أم سيميوطيقا؟
ارتبط مصطلح (السميولوجيا/Semiology) عند الأوربيين بالعالم سوسير ومنهجه ذو الاتجاه اللغوي اللساني، وقد رأى سوسير أن هذا العلم سيكون جزءًا من علم النفس العام كما أنه قصر دراسته داخل المجال الاجتماعي[12]، أما مصطلح (السميوطيقا/Semiotics) فيرتبط بمنهج بيرس ذو الصبغة المنطقية الفلسفية، واعتبر بيرس أن هذا العلم حاكم على كل العلوم وأنه لا ينظر إلى الرياضيات، والأخلاق، والاقتصاد، والتاريخ إلا من زاوية سيميوطيقية[13]، وهو – أي السيميوطيقا- المصطلح الذي أقرته (الجمعية الدولية للسيميوطيقا) بباريس عام 1969 علماً على هذا العلم[14].
وهذان اللفظان مترادفين عند عامة الدارسين إلا أن ذلك لم يمنع بعضهم من التفريق بينها، فـ قريماس على سبيل المثال يرى أن (السيميوطيقا) تدرس أنظمة العلامات المختلفة وتحيل على الفروع، أما (السيميولوجيا) فتحيل على الأصول أي: الهيكل النظري العام للعلم، وذهب آخرون إلى أن السيميولوجيا تدرس الموضوعات اللسانية، بينما تدرس السيميوطيقا الموضوعات غير اللسانية[15]، ورغم ذلك فإن المصطلحين لم يقص أحدهما الآخر وسارا بخطين متوازيين حتى في أوروبا وبتواجد مساهمين في هذا العلم كـرولان بارت الذي رأى ترادف اللفظين واستعمل (السيميولوجيا) وإمبرتو إيكو الذي دعى إلى عدم إقصاء هذا اللفظ.
ما موضوع السيميائية؟
إن صعوبة تعريف السيميائية إنما هو نابع عن صعوبة تحديد موضوعها فإن “السيميائيات لا تنفرد بموضوع خاص بها فهي تهتم بكل ما ينتمي إلى التجربة الإنسانية العادية شريطة أن تكون هذه الموضوعات جزءاً من سيرورة دلالية … إن كل مظاهر الوجود اليومي للإنسان تشكل موضوعاً للسيميائيات “[16] وإذا أردنا أن نحدد مجال دراسة السيميائية فهو (العلامة) أو بشكل أكثر تحديداً: السيميوزيس/ semiosis في اصطلاح بيرس أو الوظيفة الدلالية في اصطلاح لويس هالمسليف.

ما أقسام العلامات السيميائية؟[17]
تقسَّم السيميائية بشكل عام إلى قسمين رئيسيين بحسب موضوعها: العلامات اللسانية والعلامات غير اللسانية وسيأتي بيانها:
أ) العلامات اللسانية
السيميائيات اللسانية تسمى بـ (اللسانيات/الألسنية) التي تطورت بعد الدراسات التقليدية philology/فقه اللغة، تنقسم إلى علامات الكلام وعلامات الكتابة، أدنى الوحدات الصوتية تسمى فونيم وهي الوحدة المكونة للكلام وتتركب لتعطي الكلمات، وأدنى علامة للكتابة تسمى بالحرف وهي” العلامات الخطية التي حددها النحاة انطلاقاً من معطيات إملائية (كالصوتيات/Phonology والتركيب/syntax والتصريف/morphology والدلالة/Semantics).
ب) العلامات غير اللسانية
وهي الميدان الفعلي للسيميائية وترتبط بكل ما له دلالة للحواس الإنسانية، كما أنها الوسيلة الحتمية لأنظمة الإعلام كالتلفزة والسينما وشبكات التواصل الحديثة، وتنقسم إلى:
1-العلامات الشمية:
إن الإنسان منذ الأزل قد راقب الروائح وصنفها إلى روائح جيدة وروائح رديئة، والروائح الجيدة ما يكون أصلها نباتياً أما الروائح الرديئة فما يكون من أصلها حيوانياً إفرازياً، فبعدما رفض الإنسان الروائح الإفرازية ابتكر العطورات المصنعة لطرد الأخرى “هكذا يكون المجال الطبيعي للتواصل عن طريق الشم قد تحول من وظيفته الأساسية وانتهى إلى وضع سنن للروائح الإنسانية معتمداً في ذلك على المعرفة الاجتماعية لا على المعرفة الحيوية للشم”[18]، ويجدر التنبيه على أن سيميائيات الروائح لم تولد بعد لعدم وجود دراسة تعنى بهذا الجانب.
2-العلامات اللمسية:
يستعمل هذا النمط من التواصل باعتباره بديلاً للبصر في النظام الألفبائي اللمسي/لغة برايل والعالم اللمسي كالعالم الشمي يعتبر عنصراً هاماً لمراحل الطفولة الأولية فبها يعرف الإنسان ما حوله من الحرارة والبرودة والصلابة والنعومة، وهذا الحقل كالذي سبقه لم يتطرق إليه بالدراسة وقد حدد برنار توسان أدنى وحدة دالة على اللمس بـ (لمسة/ tactile) على غرار أدنى وحدة صوتية (الفونيم(
3-العلامات الذوقية:
يوضح لفي ستراوس أن الإنسان كلما ازداد تحضراً تغيرت طريقته في التذوق ويحلل ذلك فلسفياً: فقد بدأ الإنسان بطبخ الأكل على النار بواسطة أدوات بدائية ثم بالغلي على الماء ثم بالهواء …إلخ بناء على ذلك فإن طريقة الطبخ تمثل المظهر الثقافي للطعام، وقد حدد لفي تراوس أدنى وحدة ذوقية بـ(ذوقة/taste) وهو الوحيد الذي اهتم بالتنظير لهذا المجال.
4-العلامات الإشارية الحركية:
تستعمل الإشارة الحركية في التواصل بديلاً عما لا يراد نطقه كالكلام البذيء؛ لأنها تُكتم وتُحجب تحت إشارة سرية تعوضها وتأخذ وظيفتها الدلالية، كما تستعمل هذه الوظيفة التعويضية للغة الكلام الإشارية في حال لم يكن المرسل متقناً للغة أجنبية فهو يرسل إيماءات تعوض الدلالة اللسانية بالإشارية، أو في نسق تواصلي جديد حتمي كلغة الإشارة للصم والبكم، كما أنها مجال خصب للاستعمال الديني والثقافي.
وضع إمبرتو إيكو اصطلاحاً لهذا الحقل وأسماه (الإيمائية/kinesic) ويعني دراسة الحركات الجسدية كما حدد أصغر وحدة دالة في هذا الحقل (إيماءة/kineme).
5-العلامات السمعية:
السمع هو الحاسة الثانية المستعملة في سلم الحواس الإنسانية بعد البصر، وينقسم التواصل السمعي إلى ثلاثة أصناف وهي:
1- الظواهر اللفظية: وهي لا تحمل معنى معين أو مفهوم، ولكن لها دلالة خاصة كالأصوات التي ينطقها الأطفال.
2-الأصوات الطبيعية: وهي ما يحتف بالإنسان من أصوات يومية طبيعية، كتكسر الزجاج، وأصوات العصافير وأصوات المحركات … إلخ.
3- الصائتيات الثقافية: أفضل مثال لتوضيح هذا الحقل هو الموسيقى؛ لأنها تعتبر صائتيات ثقافية منجزة بواسطة الإنسان لأهداف تواصلية/غير تواصلية مختلفة.
6-العلامات السمعية البصرية:
يعتبر هذا الحقل وليد العصر الحديث ويرتبط بشكل وثيق بالمنجزات التكنولوجية، ويعد شكلاً تعبيرياً ووسيلة تواصلية إضافية، وهو لا يوجد إلا “باعتباره أشكالاً تكنولوجية لحركية الصورة وارتداد الصوت بواسطة عملية تسمى تسجيلاً”[19] كالتلفاز والسينما.
7-العلامات الأيقونية:
يعود الفضل في تسمية هذا الحقل إلى المؤسس بيرس، وقد قسم هذه العلامة إلى نوعين:
1- علامات عالية الأيقونية: كالصور التليفزيونية الحية، والصور الفوتوغرافية، وبعض اللوحات الفنية، والنماذج ومجسمات المباني والمشاريع.
2- علامات منخفضة الأيقونية: هي التي تكون المحاكاة فيها ضعيفة، كبعض الرقصات الشعبية، واللوحات الفنية كالسريالية.
ويجدر التنبيه أن هذا التقسيم ليس الوحيد في المجال السيميائي، فإن هناك من قسمها إلى (إرادية/غير إرادية) أو (طبيعية/صناعية .(
مشكلة تأريخ السيميائية
انقسم الدارسون لهذا العلم إلى اتجهاين؛ (أ) منهم من يقول بإمكان وضع تأريخ للسيميائية وهم أيضاً منقسمون إلى منهجين: (الأول) يؤرخ للنظرية الحديثة (الثاني) يعود إلى أبعد من ذلك وينظر في أصول هذه النظرية وتجلياتها، (ب) أما الاتجاه الآخر فينفي إمكانية التأريخ لهذا العلم ويعيد ذلك إلى حداثته و صعوبة تحديد مجال عمله، يقول الدكتور سعيد بنكراد “إن كتابة تاريخ السيميائيات، أو حتى محاولة تحديد بعض محطاتها الكبرى أمر بالغ الصعوبة” ويعلل ذلك بأنها ليست تياراً واحداً منسجماً، وليست فكرة معزولة كما أنها ليست نظرية، إنها على العكس من ذلك حالة وعي معرفي عرف بامتداداته في حقول معرفية متعددة”[20].
ولربما كان هذا الرأي متأثر بأوائل من صاغ هذا العلم كرولان بارت إذ يقول إن السيميائية “ما تزال حقلاً معرفياً غير مكتمل” بل يذهب تودوروف إلى أبعد من ذلك ويقول إنها مجرد “مقترحات وليست بناء معرفياً مستقل”[21].

رغم هذا الجدل فإن إمبرتو إيكو لم يمتنع من قراءة الفكر الفلسفي بناء على النظر في فلسفة العلامة وطريقة التعامل معها عبر العصور فإن “فلسفة اللغة من الرواقيين إلى كاسيرير ومن القروسطيين إلى فيكو ومن القديس أوغسطين إلى فتغنشتاين، لم تكف عن مساءلة أنساق العلامات، وبذلك تكون هذه الفلسفات قد طرحت بشكل جذري قضية السيميائيات”[22].
وعلى ذلك جرى كثير من الدارسين للسيميائية وهو المنهج الذي سنسير عليه في هذه الورقة.
قسّم إيكو تاريخ السيميائية إلى خمسة مراحل يمكن أن نعرضها بإجمال عبر أبرز من مثلها:[23]
المرحلة الأولى: أفلاطون وأرسطو والرواقيين
يذهب إيكو إلى أنه في هذه المرحلة تحدد ما يسمى بالمثلث السيميائي (الدال، المدلول، المرجع) وهذه المفاهيم الثلاثة هي أعمدة التفكير السيميائي منذ تلك اللحظة حتى عصرنا الحالي.
ولم يقتصر إسهام أفلاطون على ذلك فحسب فقد أولى العلامة اهتماماً بالغاً خاصة في محاورة (كراتيليوس)[24] وذهب إلى أن الصلة بين الدال والدلول صلة طبيعية، وأن الكلمات تعبر عن الحقائق.
ويكمن إسهام أرسطو السيميائي في بسط وتطوير المفاهيم التي وضعها أفلاطون إلا أنه أنزل السيميائية من السماء إلى الأرض فقد استبدل فكرة المثل العليا عند أفلاطون بفكرة المفهوم وبنى على ذلك أن “الأصوات التي يخرجها الإنسان رموز لحالات نفسية، والألفاظ المكتوبة هي رموز للألفاظ التي ينتجها الصوت، وكما أن الكتابة ليست واحدة عند البشر أجمعين فكذلك الألفاظ ليست واحدة هي الأخرى لكن حالات النفس التي تعبر عنها هذه العلامات المباشرة متطابقة عند الجميع”[25].
كما قسّم أرسطو العلامة إلى صنفين، الأولى: وضع لها اسماً وهو (تيكميريون) بمعنى الدليل/العلامة الضرورية، ومثالها (من لديه حمى فهو مريض)، الثانية: لا تملك أسماً كما عبّر أرسطو -وأشار لها إيكو بـ (العلامة الضعيفة) -ويمثل لها بـ (إذا كان تنفسه مضطرباً فلديه إذن حمى)، ونرى أن العلاقة في الأولى قطعية وفي الثانية ظنية.
أما الرواقيون فهم سَلف السيميوطيقا البيرسية إذ المنطق الرواقي قائم على العلامات كما أنهم سلف السيميولوجيا السوسرية فهم أول من قال بأن للعلامة وجهين: دال ومدلول، وكما أنهم اكتشفوا أن أصوات اللغة وحروفها أي شكلها الخارجي والذي يدعى الدال، وراءه مدلولات متماثلة مع اللغة اليونانية، ويشر إيكو إلى أن الفضل يعود في هذا الاكتشاف أن الرواقيين قد كانوا مهاجرين ومروا بتجربة الازدواج الثقافي والحضاري واللغوي من خلال ثلاث لغات وهي: الكنعانية والأمازيغية واليونانية.
المرحلة الثانية: القديس أوغسطين
يعتبر القديس أوغسطين أول من وضع الأساس الأكبر لاستنطاق الغرب للعلامات في العصور الوسطى كما استفاد من التعاليم الرواقية بشكل خاص فوظفها في مجاله اللاهوتي، وقد طرح السؤال: ماذا يعني أن نفسر ونؤول؟ ومن خلال هذا السؤال شكّل نظرية التأويل النصي -في النصوص المقدسة- وتكمن أهمية هذه المرحلة في كونها تؤكد على إطار الاتصال و التواصل و التوصيل عند معالجة موضوع العلامة، كما قدّم هذه العلامات بصفتها الموضوعات المناسبة للتمحيص الفلسفي، وساعد على تضييق مجال دراسة العلامات بأن أظهر موقفه حيال الطريقة التي تبدو من خلالها الكلمات على أنها (قرائن/كلمات ذهنية)، ويذهب بعض الدارسين إلى أن أوغسطين مؤسس السيميائية غير اللغوية ذلك أنه وضع تصوراً عاماً للعلامات وقسمها إلى قسمين: الأول العلامات الطبيعية وهي: التي لا تستخدم أصلاً لنقل المعنى، ومثالها (الدخان علامة على النار)، والثاني العلامات الاصطناعية وهي: التي يستخدمها الإنسان بقصد التوصيل بشكل متفاعل لإيصال أفكاره ومشاعره ومعتقداته وتصوراته، كما ذهب أوغسطين إلى تفضيل العلامة

اللغوية على غير اللغوية وهذا يرجع إلى أن “كل علامة غير لغوية يمكن الدلالة عليها بالعلامة اللغوية والعكس غير صحيح”[26]، ولهذه الإسهامات الأثر البالغ في السيميائية الحديثة.

المرحلة الثالثة: روجير بيكون و بيتر أبيلار
كانت هذه المرحلة تتميز بأنها فترة التأمل في العلامات واللغة على يدي بيكون و أبيلار، وهمشت هذه المرحلة عند غالب الدارسين للسيميائية وربما كان السبب يعود لعمومية الأفكار المقدمة من الفيلسوفين أو أنهم يرون أنه لا مزيد في كلامهم على من سبقهم[27].
المرحلة الرابعة: جون لوك
تميزت هذه المرحلة بتعدد أنشطة المفكرين الألمان والإنجليز في إرساء معالم نظرية العلامات والإشارات، ومن أبرز مفكري هذه المرحلة الفيلسوف جون لوك الذي ألف كتاب بعنوان “مقال في الفهم البشري” سنة 1690م، قسّم لوك العلوم إلى ثلاثة أقسام، الأول: الفلسفة الطبيعية، والثاني: الأخلاق العملية، أما القسم الثالث: فقد أطلق عليه مصطلح (السميوطيقا/Semiotics) أو مذهب العلامات وهو مرادف للمنطق عنده، ويهتم بطبيعة العلامات وعملها وتوظيف العقل لها لفهم الأشياء أو نقل المعرفة للآخرين، ويعود الفضل إلى لوك في إدخال هذا المصطلح إلى الفكر الفلسفي[28] كما أنه يعدّ من مؤسسي السيميوطيقا الفلسفية الذي سيتبناها بيرس من بعده.
المرحلة الخامسة: سوسير و بيرس
يتفق جل الباحثين على أنها المرحلة الحاسمة في التحديد العملي السيميائي، إذ كانت السيميائية إشارات متفرقة ودراسات مبتورة حتى هذه المرحلة التي “ستشيع عند المؤسسين معاً حالة وعي معرفي جديد لا حد لامتداداته”[29]، وسيأتي بيانها بمزيد تفصيل.
معالم السيميولوجيا عند سويسر
السويسري (فرديناند دي سوسير) هو عالم لغوي يعود له الفضل في تشكيل علم اللسانيات ويعد الأب الروحي للبنيوية، طرح سوسير في محاضراته[30] إشارات كانت هي الباعث لإحياء السيميائية في أوروبا. يقول في ذلك “إن اللسان نسق من العلامات المعبرة عن أفكار[31]، وهو بذلك شبيه بأبجدية الصم والبكم وبالطقوس الرمزية وبأشكال الآداب والإشارات العسكرية، إلا أنه يعد أرقى هذه الأنساق، من هنا تأتي إمكانية البحث عن علم يقوم بدراسة هذه العلامات داخل الحياة الاجتماعية (…)، ويمكن أن نطلق على هذا العلم السيميولوجيا، وستكون مهمته هي التعرف على كنه هذه العلامات وعلى القوانين التي تحكمها (…)، ولن تكون اللسانيات سوى جزء من هذا العلم العام، وستطبق قوانينه، التي سيتم الكشف عنها على اللسانيات”[32].
العلامة عند سوسير[33]
يمكن أن نجمل أبرز ما قدمه سوسير في النقاط التالية:
1-أن العلامة وحدة ثنائية المبنى تتكون من وجهين كالورقة وهما (الدال) و (المدلول). والدال: هو حقيقة نفسية [34] تُحدِث في دماغ المتلقي صورة ذهنية، أما المدلول: فهو الصورة الذهنية التي تستدعيها الحقيقة النفسية في ذهن المتلقي. [35]
2- أن العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية -ما عدا الأصوات الطبيعية – وهذا الارتباط بين الدال والمدلول هو ما يسمى بالدلالة.
3- التفريق بين اللغة والكلام وأن العلامة صورة نفسية مرتبطة باللغة لا بالكلام.
4- أن اللغة نظام من العلامات.

السيميوطيقا عند بيرس
الأمريكي (تشارلز سندرس بيرس) هو فيلسوف وعالم موسوعي كان له اهتمام بالمنطق والرياضيات والفلك وهو المؤسس الفعلي لعلم السيميائية، إذ أنه اشتغل معظم حياته بدراسة أنظمة العلامات وإيضاح العلاقات بينها، رأى بيرس أن هذا العلم هو مرادف لعلم المنطق بمعناه العام، إذ لا يمكن دراسة نسق معرفي ما إلا عبر السيميوطيقا، وغلب على منهج بيرس الطابع المنطقي الرياضي الظاهراتي كما وصفه الدارسون، وكان هدفه من هذا العلم توحيد التعامل مع مختلف العلوم الإنسانية، وإضفاء الطابع العلمي التجريبي عليها[36]، كما هو هاجس الوجدان الأوروبي منذ القرن السابع عشر.
العلامة عند بيرس[37]: يعرّف بيرس العلامة بأنها:
“(شـــــيء مـــــا) يـــنــــوب لــــ (شـــخـــص مـــــا) عـــــن (شــــيء مــــــا) بـ (ـــــصـــــفـــــة مـــــــا”.
(المصورة) (المفسرة) (الموضوع) (الركيزة(
1- المصورة/ representamen: هي الحامل المادي للعلامة وتقابل (الدال) عند سوسير.
2-المفسرة/interpretant: هي الصورة الذهنية للشيء المشار إليه وتقابل (المدلول) عند سوسير.
3-الموضوع/ object: وهو المرجع أو الشيء المشار إليه في عالم الموجودات.
4-الركيزة/ ground: وهي طريقة الإحالة التي تتجه إليها المصورة.
ولهذه العلامة أنواع:
1-الأيقونة/icon: وهي “علامة تحيل إلى الشيء الذي نشير إليه بفضل صفات تمتلكها خاصة بها وحدها” والمبدأ المتحكم في هذه العلامة هو التشابه كالصور الفوتوغرافية.
2-المؤشر/index: وهو ” علامة تحيل إلى الشيء الذي تشير إليه بفضل وقوع هذا الشيء عليها في الواقع” والمبدأ المتحكم في هذه العلامة هو السببية كالدخان علامةً للنار.
3-الرمز/symbol: وهو “علامة تحيل إلى الشيء الذي تشير إليه بفضل قانون غالباً ما يعتمد على التداعي بين أفكار عامة” والمبدأ المتحكم في هذه العلامة هو العرف والاصطلاح.
وهذا مجمل ما أمكن عرضه للعلامة عند بيرس لأنها شديدة التشعب [38] إذ أن بيرس في نهاية مطافه انتهى إلى تصنيف العلامات إلى ستة وستين نوعاً، ويظل التقسيم السابق هو الأكثر انتشاراً وفاعلية في مجال الدراسات السيميوطيقية.[39]

السيميائية عند العرب
تؤكد جل الدراسات في التراث العربي القديم أن العرب قد عرفوا ما يسمى اليوم بعلم السيميولوجيا [40]، وإن كانت إشاراتهم مبعثرة في علوم متنوعة كالنحو، والبلاغة، والتفسير والتصوف وغيرها، وسنتناول بعض ما ورد حولها في هذا المبحث.
لفظ (سيمياء) واستعمالاته
أ-لغةً: ورد في لسان العرب أن “السيمياء: مشتقة من الفعل (سام) يدل على ذلك قولهم: سوم فرسه؛ أي جعل عليه السمة، وقيل: الخيل المسومة، هي التي عليها السيمة؛ والسومة وهي والعلامة”، هذا فيما يتعلق بالتعريف المعجمي -والذي وجدنا أنه يعني علامة-مما يجعلنا نرى أن هناك تقارباً في المفاهيم والمصطلحات بين العرب والأمم الأخرى.
وفي القرآن ورد هذا اللفظ من دون الياء في عدة مواضع ومنها: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح:29]، {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ} [الأعراف:48]، ونلاحظ أن الدلالة التي حملتها هذه اللفظة في القرآن هي ذات الدلالة التي ذكرها ابن منظور، كما ارتبطت بالتعرّف على الشيء [41].
وقد وردت هذه اللفظة أيضاً في عصر الاحتجاج ومنه قول أسيد بن عنقاء الفزاري:
غُلامٌ رَماه اللَّهُ بالحُسْنِ يَافِعًا
له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ عَلَى البَصَرْ
ب- اصطلاحاً
تعدد استعمالات مصطلح (سيمياء) كعلم عند العرب قديماً، فقد ورد في كتاب (الدر النظيم في أحوال العلوم والتعليم) لابن سينا فصل معنون بعلم السيمياء” يقول فيه “علم السيمياء يقصد فيه كيفية تمزيج القوى التي في جوهر العالم الأرضي ليحدث عنها قوة يصدر عنها فعل غريب” وهو أنواع منها ما يتعلق بالحركات العجيبة التي يقوم بها الإنسان وبعضها متعلق بفروع الهندسة، وبعضهم الآخر متعلق بالشعوذة، وقد ورد في (كتاب أنموذج العلوم) لـشمس الدين الفناري فصل معنون بـ(علم السيمياء) قوله: “إنما نذكر منه الحلال: وهو ما يتعلق بتصريف الحروف وفيه ثلاثة أصول” ويقدم ابن خلدون فصلاً في مقدمته لعلم أسرار الحروف يقول فيه “المعروف بالسيمياء نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من غلاة المتصوفة … في جنوحهم إلى كشف حجاب الحسن وظهور الخوارق على أيديهم”

وعلى الرغم من التقارب بين المصطلحين العربي والغربي إلا أن “السيمياء التي عرفها العرب لا تتصل من حيث هي بالسيمياء الحديثة”[42].
ويجدر التنبيه أن التراث العربي لم يخلو من إشارات متفرقة للمفاهيم السيميائية الحديثة التي لا تقل قدراً عن إسهامات فلاسفة كبار كأفلاطون وأوغسطين ولوك، وفيما يلي نستعرض بشكل موجز مما ورد في التراث من إسهام في هذا المجال.
الجاحظ (العلامات غير اللغوية) [43]في مجال الدراسات العلمية الجادة قدّم الجاحظ دليلاً باهرًا على عبقريته المشهود بها، وهو يرفد الدراسات العلمية ببحث سيميائي مميز نلخص ملامحه فيما يلي:
1-تعريفه البيان بأنه: “اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى. أي كل ما أوصل السامع إلى المعنى المراد، ويستوي في ذلك اللغة والإشارة.
2-تعداده العلامات والإشارات التي تدل على المعنى؛ وهي خمسة أشياء: اللفظ، والإشارة، والعقد، والخط، والحال.
3-تفصيله الإشارات الناقلة للمعاني وشرحه لكيفيتها، وتطورها، وتحديده للمواقف الاجتماعية التي تستدعي التعبير بالإشارة كالرغبة في ستر بعض الأمور، وإخفائها عن الحاضرين.
الجرجاني (اعتباطية اللغة والتحول الدلالي) [44]أهم ما يمكن أن نعثر عليه من أفكار سيميائية عند صاحب نظرية النظم والذي تجاوز بها مقولة اللفظ والمعنى
1-حديثه عن اعتباطية العلامة اللغوية، يقول نصر حامد أبو زيد عن ذلك “فألفاظ اللغة عنده –أي الجرجاني-ليست مجرد علامات وسمات دالة على المعاني … فيمكننا أن نستبدل علامة بعلامة للدلالة على نفس المعنى” وهو قريب إلى حد كبير مما يسميه سوسير (اعتباطية العلامة) [45].
2-أن من مميزات العلاقات اللسانية هو “قابليتها للدخول في علاقات تركيبية، إلى جانب التحول الدلالي بحيث تتحول العلامة في سياق معين، إلى علامة ذات دلالة مركبة يتحول مدلولها إلى دال باحثاً عن مدلول آخر”.
الرازي (العلاقة بين الدال والمدلول(
يحدد الرازي أنواع العلاقات بين الدال والمدلول في اللغة ويقول في ذلك “الألفاظ إما أن تدل على المعاني بذواتها، أو على وضع الله إياها، أو بوضع الناس، أو يكون الأول بوضع الله، والباقي بوضع الناس” ويقول أيضاً عن أن الحكمة في وضع الألفاظ للمعاني راجع “إلى أن يعرف غيره ما في ضميره، ليمكنه التوسل به إلى الاستعانة بالغير، ولابد لذلك التعريف من طريق، والطرق كثيرة مثل الكتابة والإشارة والتصفيق باليد والحركة بسائر الأعضاء” وهذا ما يذهب إليه أصحاب الاتجاه السيميولوجي اليوم.

“وهكذا نجد أن السيمياء موجودة في علوم المناظرة، والأصول، والتفسير والنقد، فضلا عن ارتباطها الوثيق بعلم الدلالة الذي كان يتناول اللفظة وأثرها النفسي كذلك، وهو ما يسمى بالصورة الذهنية والأمر الخارجي عند المحدثين. فالواقع يقول إن المساهمة التي قدمها المناطقة والأصوليون والبلاغيون العرب مساهمة مهمة في علم الدلالة انطلاقا من المفاهيم اليونانية، وقد كانت محصورة ضمن إطار الدلالة اللفظية، وتوصل العرب إلى تعميم مجال أبحاث الدلالة على كل أصناف العلامات، ومن الواضح أنهم اعتمدوا اللفظية نموذجا أساسيا. كذلك فأقسام الدلالة عند العرب قريبة من تقسيم بيرس، وتبقى أبحاثهم التي تتناول تعيين نوعية دلالة
الألفاظ المركبة أو بوجه عام العلامات المركبة، وتحليل الدلالة المؤلفة من تسلسل عدة توابع دلالية مدخلاً جديداً ذا منفعة قصوى للسيماء المعاصرة”[46].
أهم المفاهيم السيميائية [47]
إن هذه “المفاهيم التي سنقدمها هنا لها وضع خاص، فهي من جهة ليست وحيدة الاستعمال ولا ترتبط بهذا النشاط المعرفي دون غيره، فهذه المفاهيم تستعمل أيضا في الكثير من العلوم الإنسانية (اللسانيات، الأنثروبولوجيا، التحليل النفسي، علم الدلالة …)، وهي من جهة ثانية لا تحيل على نفس المضمون، فالكثير من هذه المفاهيم لها دلالات متعددة وفق استعمالاتها داخل هذا الحقل أو ذاك، وقد يشوش هذا الوضع على الاستعمال السيميائي الصرف لهذه المفاهيم.”[48]
السيميوز (السيرورة المنتجة للدلالة(
السيميوز في تصور بيرس هو “السيرورة التي يشتغل من خلالها شيء ما كعلامة” وهذه السيرورة مكونة من (المصورة، والمفسرة، والموضوع.
المحايثة
التحليل المحايث لا ينظر إلى النص إلا في ذاته مفصولا عن أي شيء يوجد خارجه، والمحايثة بهذا المعنى هي عزل النص والتخلص من كل السياقات المحيطة به، فالمعنى ينتجه نص مستقل بذاته ويمتلك دلالاته في انفصال عن أي شيء آخر.
الدلالة
هي “سيرورة لإنتاج المعنى” وهذه السيرورة هي الارتباط بين الدال والمدلول عند سوسير فلا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، والعلاقة بينهما تلازميه.
المعنى
المعنى عند بعضهم معنيان: المعنى الاصطلاحي الذي يتشكل من عناصر لغوية لم يطرأ عليها
تغيير دلالي، والمعنى الإيحائي، ويتألف من عناصر شكلية تحمل دلالات متعارف عليها في مجموعة لسانية معينة.
ويرى المعاصرون أن الأصل واحد وهو المعنى الذي تدركه في الإحاطة الأولى، أما معنى المعنى فهو الدلالة التي تشير إلى السياقات الممكنة التي تشتمل عليها العلامة، ولا يفرقون في ذلك بين اللغة ووسائل الاتصال الأخرى من إشارة أو طقوس أو غيرها.
التأويل:
التأويل هو أخذ المعنى على غير معنى الكلمات بتجاوز الظاهر إلى الخفي، وقد تداخلت حدوده في كثير من الأحيان مع مصطلحين آخرين هما: الشرح والتفسير. غير أنه يمكننا أن نزعم أن معظم الباحثين قد استقروا على أن التفسير خاص بدراسة الألفاظ والجمل دراسة معجمية ونحوية، وجعلوا الشرح جامعاً بين الدراسة الدلالية والتفسير وسرد الأخبار.وللتأويل ارتباط وثيق بمفهوم الدلالة لأن الكلمة لا تقف عند حدود التعيين أي تحديد الشيء الذي نحتت من أجله الكلمة. بل تتخطى ذلك إلى سياقات ضمنية ليست أصلية تتعلق بالوضع الثقافي وهناك إجماع على تعدد الدلالات لكل من الكلمة، ووسائل الاتصال غير اللسانية.

المراحع والمصادر
[1] السميولوجيا (الجذور، المفاهيم، الامتدادات)، عبد الرحمن المهوس، ص13
[2] بتصرف: السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، دار الحوار، ص9
[3] محاضرات في السيميولوجيا، محمد السرغيني، دار الثقافة، ص5-6
[4] معجم السيمائيات، فيصل الأحمر، منشورات الاختلاف، ص11
[5] السميولوجيا (الجذور، المفاهيم، الامتدادات)، عبد الرحمن المهوس، ص29
[6] بتصرف: السيميائية وفلسفة اللغة، أمبرتو إيكو، المنظمة العربية للترجمة، ص43
[7] الأسس المعرفية للسيماء، أحمد الشيخ علي، دار دجلة الأكاديمية، ص9
[8] السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، دار الحوار، ص9
[9] انظر: C. S. Peirce_Logic as Semiotic: The Theory of Signs، by: justus buchler
[10] العلاماتية وعلم النص، منذر العياشي، المركز الثقافي العربي، ص33
[11] الاتجاه السيميولوجي ونقد الشعر، عصام خلف كامل، دار فرحة، ص16
[12] أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة، سيزا قاسم/نصر حامد أبو زيد، دار الياس، ص149
[13] السيميائيات النشأة والموضوع، سعيد بنكراد عالم المعرفة (عـ3)، (مجـ53)، ص30
[14] السميولوجيا (الجذور، المفاهيم، الامتدادات)، عبد الرحمن المهوس، ص33
[15] المصدر السابق
[16] السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، دار الحوار، ص28-29
[17] انظر: ما هي السيميولوجيا، برنار توسان، دار أفريقيا الشرق
[18] المرجع السابق 28
[19] ما هي السيميولوجيا، برنار توسان، دار أفريقيا الشرق، ص41
[20] السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، دار الحوار، ص11-12
[21] السميولوجيا (الجذور، المفاهيم، الامتدادات)، عبد الرحمن المهوس، ص13
[22] السيميائية وفلسفة اللغة، إمبرتو إيكو، المنظمة العربية للترجمة، ص33
[23] انظر: السيميائية وفلسفة اللغة، أمبرتو إيكو، المنظمة العربية للترجمة / السيميولوجيا، عبد الرحمن المهوس/ محاضرات في السيميولوجيا، د. باية سيفون، ورقة علمية/كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة محمد بوضايف.
[24] يقول مارسلو داسكال إن “التأملات اللسانية في كراتيليوس تشكل جزءاً لا يتجزأ من هذا التراث” أي: التراث السيميائي.
[25] نقلاً عن: أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة، سيزا قاسم/نصر حامد أبو زيد، دار الياس، ص49
[26] السميولوجيا (الجذور، المفاهيم، الامتدادات)، عبد الرحمن المهوس، ص59
[27] انظر: برنار توسان في كتابه (ما هي السيميولوجيا) وتخطيه لهذه الإسهامات المؤثرة من أفلاطون إلى جون لوك.
[28] انظر: John Locke’s Place in the History of Semiotic Inquiry ، by: John Deely
[29] السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، دار الحوار، ص9
[30] محاضرات في علم اللغة العام، جمعها بعد وفاته تلميذاه شارل بالي و جورج سشهاي
[31] وربما تترجم بـ : “إن اللغة نظام من العلامات المعبرة عن الأفكار”.
[32] السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، دار الحوار، ص86-98
[33] أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة، سيزا قاسم/نصر حامد أبو زيد، دار الياس
[34] يعبر سوسير بلفظ (نفسية) وقد انتقده عدد من الدارسين إذ أن الدال حقيقته مادية.
[35] يقول سوسير “إن العلامة لا تربط بين الشيء والاسم بل بين المفهوم والصورة”.

[36] أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة، سيزا قاسم/نصر حامد أبو زيد، دار الياس، ص17
[37] المرجع السابق
[38] يعزو بعض الدارسين أن هذا التشعب هو سبب الإعراض عن سيميوطيقا بيرس والتوجه إلى دراسة وتطوير سيميولوجيا سوسير
[39] انظر: محاضرات في السيميولوجيا، محمد السرغيني، دار الثقافة / الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة، مارسيلو داسكال، أفريقيا الشرق
[40] معجم السيميائيات، فيصل الأحمر، منشورات الاختلاف، ص29
[41] انظر: [البقرة:273]، [الأعراف:46]، [محمد:30]، [الرحمن:41]
[42] الأسس المعرفية للسيماء، أحمد الشيخ علي، دار دجلة الأكاديمية، ص61
[43] السيميائية: أصولها ومناهجها ومصطلحاتها، سعدية عمر البشير، ورقة علمية
[44] انظر: معجم السيميائيات، فيصل الأحمر، منشورات الاختلاف، ص31
[45] ما هي السيميولوجيا، برنار توسان، دار أفريقيا الشرق، ص50
[46] علم الدلالة عند العرب، عادل فاخوري، دار الطليعة، ص70.
[47] بتصرف: السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، دار الحوار، ص253
[48] المرجع السابق