23 ديسمبر، 2024 5:31 ص

إنّ بعض الظّنّ إثم …

إنّ بعض الظّنّ إثم …

كنّا على أحرّ من الجمر قبل التصويت على قانون هيئة الحشد الشعبي , وحين أعلن في المركز الخبري عن وصول سماحة السيد عمار الحكيم إلى مجلس النوّاب , امتعضت وساورني الشّك والقلق , وقلت مع نفسي ما الذي جاء بك الآن وماذا تريد يا سيد عمار ؟ كنت أظّنّ أنّ حضوره هو للضغط على نوّاب التحالف الوطني لتأجيل التصويت على القانون , ليوصل رسالة إلى خميس الخنجر وتحالف القوى إننا ماضون معكم في مشروع التسوية حتى لو كان ذلك على حساب حقوق المجاهدين في الحشد الشعبي , خصوصا بعد أن أعلن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري كامل المالكي , أنّ من يتخلّف من نوّاب التحالف الوطني عن التصويت على قانون هيئة الحشد الشعبي خائن لبلده وشعبه , ولا أخفيكم القول كنت خائفا جدا وقلقا من انسحاب نوّاب المجلس الأعلى ونوّاب كتلة الدعوّة المؤيدين لرئيس الوزراء حيدر العبادي , خصوصا بعد وصول كتاب مهدي العلاق الذي يطالب فيه مجلس النوّاب بتأجيل التصويت على القانون إلى مجلس النوّاب .
لكنّ الظّنّ لا يغني من الحق شيئا , وسرعان ما اتضحت الحقيقة وتبيّن أنّ كتاب مهدي العلاق كان اجتهادا شخصيا منه دون علم رئيس الوزراء , وباعتباره مجتهد فله حسنة واحدة فقط , أمّا حضور السيد عمار فلم يكن كما ظننت به فالرجل حظر بنفسه ليطمئن على إقرار القانون , وهو يعلم جيدا إنّ هذا الموقف سيعرّض مبادرة التسوية التي تبّناها التحالف الوطني إلى الفشل وسيذهب بها أدراج الرياح , خصوصا إذا علمنا أنّ السيد عمار الحكيم مندفع بشكل كبير لتحقيق هذه التسوية وحتى بشروط أقلّ كثيرا من شروط زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي حول المشمولين بهذه التسوية , وبكلّ صراحة إنّ موقف السيد عمار الحكيم من قانون الحشد الشعبي وحضوره شخصيا لمجلس النوّاب وبقاءه لحين التصويت على القانون , كان موقفا مسؤولا ومشرّفا ويسّجل له وللمجلس الأعلى , وبالرغم من كوني مالكي الهوى والسيرة , إلا أنّ هذا لا يمنع من قول الحق الذي سخرّت له نفسي وقلمي , فلسماحة السيد عمار الحكيم كل التحية والاحترام والتقدير , والف مبروك لمجاهدي الحشد الشعبي الأبطال الميامين في قانونهم المبارك .