23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

إنّها قضية وطن مسلوب وكرامة شعب

إنّها قضية وطن مسلوب وكرامة شعب

بدأت وتيرة التظاهرات الشعبية العارمة التي انطلقت شرارتها في محافظة البصرة وانتشرت في معظم المحافظات الجنوبية والوسطى تتصاعد ومعها تتصاعد سقف طلبات المتظاهرين فخرجت من سقف المطالبة بتحسين الخدمات الى طلبات جذرية ومهمة تمس سيادة البلد ومنع التدخلات الخارجية واعادة بناء العملية السياسية والمطالبة بالعدالة في توزيع ثروات البلد واعادة النظر في الامتيازات الخيالية للطبقة السياسية والمطالبة باقالة ومحاسبة المسؤولين الفاسدين وتقديمهم للقضاء وغيرها من الطلبات المشروعة لاصلاح وضع البلد والمواطن, من كل هذا يجب على الحكومة والكتل السياسية أن تتعامل بشكل جدي مع هذه المطالب والكف عن التصريحات الغير مسؤولة التي يطلقها السياسيون المتضررون من هذه التظاهرات ومحاولتهم تسقيطها وافراغها من محتواها وكيل التهم المختلفة جزافاً , وعليهم أن يدركوا بأن الأمر هذه المرة مختلف وان الجماهير الغاضبة لن تهدأ بسهولة وان الأسد قد خرج من عرينه وغضب ولن يمكن اعادته بسهولة.
المطلوب من الحكومة التعامل بجدية عالية مع المطالب المشروعة وعدم الاكتفاء بالاجراءات الترقيعية بتخصيص الأموال والدرجات الوظيفية لانها لم تعد كافية وورقة التوت قد سقطت عن عورة العملية السياسية لذا فان المطلوب اجراءات حقيقية تطفأ غضب الجماهير المنتفضة وخاصة بالاقتصاص من الفاسدين, وأنا كعراقي عشت في هذا البلد وذقت كل المرارة والمعاناة لعقود طويلة ولم أغادره يوماً وأعرف أبناء شعبي وأعرف بما يفكرون وأنا مسؤول عن كلامي وأقولها للحكومة وللكتل السياسية أن القضية هذه المرة ليست نقص في الكهرباء والماء والخدمات بل قضية (وطن مسلوب وكرامة شعب) فعلى الحكومة أن تبحث عن الوسائل الكفيلة بالحفاظ على الوطن ورد كرامة الشعب التي انتهكت والأمن المفقود والسلاح السائب فشعبنا يشعر بأنه صار غريباً في بلده وأمنه مفقود وماله مسروق من قبل الفاسدين والحكومة تتفرج ولاتستطيع أن تفعل شيئاً والمواطن صبر الى أن ملّ الصبر منه وبلا نتيجة لذا فعلى السيد رئيس الوزراء أن يشرع وهو في أيام ولايته الأخيرة أن يختار مع أي طرف سيكون مع شعبه المظلوم والثائر أم مع الكتل الحزبية والمصالح الضيقة وأعرف جيداً مدى حراجة موقف السيد العبادي ومدى الضغوط الهائلة التي تمارس عليه ولكن القضية هذه المرة لن ينفع معها الكلام والشعارات والوعود والمماطلة بل هي قضية اختيار حاسم ونصيحتي له أن يختار الطرف الأقوى والأضمن وهو شعبه وأن ينسلخ نهائياً من جميع الضغوطات ولايخاف من أحد لأن شعبه هو الذي سيحميه والتأريخ سيذكره بأحرف من نور ويباشر فوراً بضرب الفاسدين ومحاسبة السراق وتقوية القضاء وابعاده عن كل التأثيرات السياسية واعطائه الضوء الأخضر بالاقتصاص من كل من سوّلت له نفسه أن يسرق خيرات هذا البلد مهما كان منصبه ومكانته وحصانته والمباشرة فوراً بسحب كل السلاح الموجود خارج الدولة والضرب بيد من حديد على كل من يخالف هذا الأمر, ووعد مني وباسم كل المتظاهرين والمنتفضين أنه لو فعلها وباشر بخطوات فعلية في ذلك فستهدأ الحناجر وسيقل الغضب وتهدأ النفوس, وقضية النقص في الخدمات سيتحمل شعبنا الصبور جولة أخرى لحين تنظيف البلد من السراق واللصوص ويبدأ من جديد في اعادة بناء البلد واعماره فخيرات البلد كثيرة وكافية لاعادة كل البنى التحتية وبأفضل صورة وبفترات قياسية والخير كافي ليشمل الجميع وبعدالة.