بدون مبالغة .. بل نكاد نجزم بأننا كعراقيين بتنا في الربع ساعة الأخير من شوط أطول مباراة عرفها التاريخ البشري عامة والعراقي خاصة , دامت ثلاثة عشر عاماً بين فريقين .. فريق يضم أكثر من ثلاثين مليون إنسان .. ألا وهو الشعب العراقي , والفريق الآخر مجموعة من السراق واللصوص والمزورين وقطاعي الطرق , لا يتجاوز عددهم في أحسن الأحوال المئة فرد .. بين نصاب ومحتال ومزور ولص ومتستر ومتلبس بلباس الدين والمذهب , كانت ومازالت حتى هذه اللحظة لهم الغلبة والهيمنة والفوز الساحق خلال هذه المباراة بفضل قوة وجدارة وخبرة وحنكة مدربيّهم الأمريكي والإيراني !؟؟؟.
إذاً .. ما هو الحل وكيف نستطيع تحقيق الفوز والانتصار الساحق عليهم , بعد كل هذه المعاناة الطويلة , وكيف نستطيع تسجيل الأهداف الآن في مرمى الخصم كي نهزمه قبل فوات الأوان , ولا ننتظر ركلات الترجيح لأنها حتماً ستكون في صالحهم , كون المدربين وحكم المباراة ومراقبي خطوط التماس متحيزيين ومتحمسيين جداً لصالحهم على طول الخط , ولهذا لا توجد أمامنا خيارات أو حلول أخرى أو متسع من الوقت كي نطوي صفحتهم السوداء إلى الأبد , وندحرهم وننتصر عليهم , لأن زمن المباراة شارف على الانتهاء ..
ولهذا نتوجه بهذا النداء الأخير …
نداء موجه فقط للنشامى , وإلى أصحاب النفوس الأبية والأنوف الحمية , وأهل الغيرة والأخيار الذين لايهابون الموت , ولا يخافون من الوقوف مع مطالب شعبهم العادلة وحقوقه المهضومة من قبل عصابة إجرامية لا تمت ولا تنتمي لقيم وأخلاق وتاريخ هذا الشعب العريق , الشعب الذي تسلط عليه واستحوذ على خيراته ومقدراته في غفلة من الزمن مجموعة وشلة من الأفاقين والمنافقين باسم الدين وباسم الانتماء لآل بيت النبي الأطهار زوراً وكذباً .
أيها النشامى في وطننا الجريح , يا أبناء شعبنا الصابر المجاهد الأبي الذي يخوض غمار معركته المصيرية الأخيرة ضد الباطل والدجل والظلم والتعسف والطغيان , ويمر بأحلك مرحلة تعتبر وتصنف بأنها الأخطر والأصعب منذ قيام وتأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى عام 2003 , عام دخول حفنة مارقة من شذاذ الآفاق والساقطين , ومن أولئك الذين وزعوهم أسيادهم الأمريكان والإيرانيون على جميع الملل والطوائف والنحل بشكل منتظم وعادل , ليوهموا بهم كافة فئات ومكونات الشعب العراقي , بعد أن وصلوا خلف غبار دبابات وبساطيل جيوش الغجر والنور واليانكي الذين جندتهم أمريكا وحلفائها من مختلف مواخير العالم , بالإضافة لعملاء وخدم وأوباش وجواسيس وأدوات المحفل الفارسي الجديد .
أيها الغيارى .. أيها الأحرار نحن الآن في الربع ساعة الأخير …فإن لم نقف وقفة رجل واحد ونتصدى لهذين المشروعين الخبيثين – الصهيوني الماسوني والفارسي الصفوي , فسيأتي اليوم الذي ستلعننا وتسبنا وتشتمنا فيه الأجيال القادمة لامحالة , لأننا فرطنا بأعز وبأغلى وأثمن ما نملك … ألا وهو الوطن . فلنحافظ على هذه الدرة التي وهبها ومنحنا إياها الله سبحانه منذ بدء الخليقة , ولنضحي من أجلها بالغالي والنفيس
الندم والبكاء على الأطلال والهروب إلى الأمام والهجرة إلى دول الشتات والمهجر وركوب البحر المحفوف بالمخاطر والمآسي والآلام … سوف لن ولم يجدي نفعاً , بل هذا ما يريده ويتمناه الأعداء في الداخل والخارج .
أيتها الأخوات … أيها الأخوة الشرفاء , لنقف جميعاً مع الوطن ومع الشعب الآن .. الآن .. وليس غداً , وقبل فوات الأوان من خلال دعم وتأيد التظاهرات السلمية التي يحاول العالم باسره تجاهلها , وتقف بعض الدول والقوى المعادية بالضد منها , بل تحاول تشويه صورتها , وتقف بعض وسائل الإعلام العاهر والدعار موقف المتفرج , ويمرون عليها مرور الكرام في جميع نشراتهم الإخبارية
من هنا يجب علينا جميعاً أن نرفض رفضاً قاطعاً ادعاءات وتخرصات واصلاحات عصابة المحمية الغبراء , لأنها اصلاحات كارتونية ووعود وعهود كاذبة , وترشيق وتقشف كاذب مخادع , وادعاء سمج بائس بأنهم سيقومون بمحاسبة واحالة الفاسدين والمفسدين إلى القضاء والمحاكم , وقد أثبتت الأسابيع الفائته بأنها عبارة عن عمليات ذر الرماد في العيون , وما هي إلا محض كذب وخداع وافتراء , بل ثبت باالأدلة القاطعة بأن أغلب الفاسدين من الحيتان والديناصورات والقطط السمان تم إقالتهم أو احالتهم للتقاعد , ليحصلوا على مزايا وامتيازات ورواتب تقاعدية لا تقل عن ما كانوا يتقاضونه ويتنعمون به , وجوازات سفر أجنبية و دبلوماسية يتنقلون بواسطتها بين دول العالم كيف ومتى ما يشاؤون , ولم يحاسب فاسد أو حرامي واحد حتى هذه اللحظة , ولن ولم يسترجع سنت واحد , أو يزج في السجون مجرم أو سارق واحد , كما يجب وكما ينبغي وكما هو متعارف عليه في شتى دول العالم , أو كما بشر واستبشر البعض بفجر وعصر حيدر المالكي ( العبادي).
وان كل ما قاموا به خلال هذه الأسابيع الستة السابقة ما هو إلا ممارسة مزيد من الألاعيب والحيل والمماطلة والتسويف والكذب واللف والدوران ليس إلا , وامتهان وممارسة الجداوه والتسول والوقوف على أبواب الدول المانحة والتوسل بالبنوك العالمية ورهن وبيع ما تبقى من ثروات العراق تحت الأرض وعلى رأسها الثروة النفطية لعشرات أو مئات السنين , للحصول على بعض الأموال لتسديد رواتب موظفي الدولة لشهر أو شهرين .
كما يجب أيضاً … أن لا تنطلي علينا أبداً أكاذيب ودجل من يسمون أنفسهم رجال دين آخر زمان , وأن لا نصدق بالأفاعي الرقطاء والملساء , وبثعابين وعقارب وخفافيش وعناكب الظلام التي تعشعش في سراديب النجف وكربلاء وتحتلها باسم الدفاع عن المذهب منذ مئات السنين , تلك الأفاعي التي بدأ فحيحها يعلو وسمومها ينفذ إلى أنسجة وشرايين البسطاء , وتحقن فيه أجساد العراقيين لتخديرهم وتنويمهم لعقود قادمة , ومن أجل ثنيهم ووقف زحفهم وسيلهم الجارف صوب المنطقة الخضراء , لقلع بقايا الاحتلالين , وقلع جذور الفساد والتبعية وهز وقلع عروش الخونة والعملاء , ولهذا كلما خرجوا العراقيين مطالبين بحقوقهم واستعادة واسترجاع أموالهم المنهوبة من قبل السراق واللصوص والحرامية , خرج علينا هذا المرجع أو ذاك الوكيل والخطيب ودعانا للتريث ومنح الوقت الكافي واعطاء الفرصة !؟؟؟.
في حين يعلم القاصي والداني بأن أغلب هؤلاء السياسيين بما فيهم حيدر العبادي وزمرته وصلوا لسدة الحكم بمباركة وموافقة ودعم واسناد المرجعية في النجف الأشرف , الذين يدعون اليوم بكل صلافة ووقاحة الحرص ويوجهون النصح والإرشادات للشعب المنتفض وللحكومة العميلة , وها نحن نراهم يقفون فوق التل يراقبون المشهد عن كثب , وتتبع ميايشياتهم وأدواتهم وقادتهم الأمنيين قادة المتظاهرين والنشطاء واللجان التنسيقية خطوة .. خطوة من أجل ملاحقتهم وتصفيتهم جسديياً أو اجبارهم على الرحيل والهجرة , أو اغرائهم بالمال السحت الحرام كي ينسحبوا من تزعم وقيادة التظاهرات .
نعم .. أنهم مصدومين من تحرك وهيجان ووعي الشارع العراقي الذي أذّهلهم وأرّقهم وقّضَ مضاجعهم ومضاجع أسيادهم في قم وطهران وواشنطن وتل أبيب , لأنهم كانوا يتصورون جميعاً بأن ثلاثة عشر عاماً من النفاق والدجل وممارسة شتى أنواع الكذب والافتراء والإلهاء في خزعبلات وطقوس بوذية كهنوتية … تكفي لجعلهم أدوات رخيصة بايديهم , وعبارة عن قطعان من الحيوانات الداجنة حاشاهم يذهبون ويأتون ويبكون ويلطمون على مدار العام في مناسبات ابتدعوها وضاعفوها لكي تكون وسيلة لشغلهم بممارستها واحياء شعائرها , ليتنعموا وليعيشوا في أمن وأمان وبحبوحة من العيش الرغيد على حساب هؤلاء التعساء والمساكين , ويستغفلون شعب كامل , يسرقون أمواله وخيراته ومقدراته في وضح النهار , ناهيك عن إلهائهم بحروب واقتتال طائفي مقيت لاينتهي ولا يتوقف , إلا بكف أيديهم واخراجهم من جحورهم وكهوفهم وسراديبهم , وكف يد وانهاء حقبة الاحتلال والتدخل الأمريكي الصهيوني الإيراني إلى الأبد
بكل تأكيد أنهم وأسيادهم خائفون يراقبون ويتابعون على مدار الساعة كل شاردة وواردة , يثيرون الخوف والذعر والرعب كم خلال اطلاق الإشاعات والدعايات الرخيصة لتهبيط المعنويات وشل القدرات , حتى أصبح الناس البسطاء يخافون من بعضهم البعض بسبب فبركة الأخبار التي تروج بين الناس في عموم مناطق العراق , وهنالك غرف عمليات مشتركة بينهم وبين أسيادهم تراقب وتحلل وتوجه وتتابع لحظة بلحظة إلى أين تتجه كفة الثورة الشعبية الوطنية السلمية … وهل هي في تصاعد مستمر , وهل ستتفاقم وستستمر وسيكتب لها النجاح والانتصار بعون الله وهمة الأحرار , أم لا قدر الله ستفشل وتتشرذم وتنتهي !؟.
أخيراً ننشادكم أيها الأخوة في سوح الجهاد السلمي الوطني المبارك … أيها النشامى أحذروا قساوسة وكهنة الدجل والفتنة الجدد , أصحاب العمائم السوداء والبيضاء فإنهم جواسيس وشياطين وخونة وعملاء ينتحلون صفات رجال دين ومصلحين ومرشدين زوراً وكذباً وبهتانا … فلا تغرنكم الشعارات والخطب الرنانة والطنانة والكلام المعسول … فهؤلاء مجتمعين هم من أبناء وأحفاد أولئك الخونة والدجالين والغادرين الذين خانوا وغدروا بسيدنا الإمام علي بن أبي طالب ع , وخانوا ووشوا بأبن أخيه مسلم أبن عقيل سفير الحسين ع , وقتلوه وسحلوه في شوارع الكوفة , وخانوا وغدروا بأولاده الحسن والحسين وأحفادهم على مر العصور , فلا تثقوا ولا تصدقوا بهم أبدا.
عاشت الثورة والإنتفاضة الشعبية السلمية , أم الثورات والانتفاضات العراقية , عاشت ثورة الحق ضد الباطل والدجل والمتاجرة باسم الدين والمذهب , عاشت عروس الثورات العراقية منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا .. عاشت ثورة العزة والكرامة والأباء والشموخ العراقي , عاشت ثورة جياع وفقراء ومحرومي ويتامى وثكالى ومهجري ونازحي العراق …
وإلى أمام .. فأما النصر .. وأما الشهادة في سبيل الله والوطن والشعب .. ولا نامت أعين الخونة والمرجفين والجبناء .