23 ديسمبر، 2024 5:51 ص

إنهيار الوعي الحضاري العربي!!

إنهيار الوعي الحضاري العربي!!

الأمم والشعوب بنخبها , التي تقودها وترسم خرائط مسيرات أجيالها , وتمدها بالأنوار المعرفية الدالة على الأهداف المنشودة.
وإذا أصيبت النخب بالتبعية والتقليدية والإستنساخية , وعدم القدرة على الإبداع المتوثب الأصيل , فالأمم والشعوب ستترقّد في قيعان القنوط والإبلاس , وتتناهشها العظايا والآفات المنهمكة بتفسيخها , ودحرها في بدن الأرض السابغ الذي لا يشبع.
ومما يثير الحيرة والعجب , أن نخب الأمة تكتب بمداد الدموع والدماء , وتستعمل مفردات نواحية رثائية موتية , فيها إبحار بالسلبيات وإستحضار للخطايا والآثام , وكأن الأمة كتلة من الوجيع الدامي المتدحرج على سفوح الأيام.
وهذا أفك وإفتراء وعدوان!!
الأمة فيها الصالح والطالح , ومجتمعاتها تحوي الضار والنافع , والمجتمع بحاجة لقيادات توظف ما ينفعه وتحجِّم ما يضرّه , وبهذا يمضي على سكة التفاعل مع الحياة.
وفي واقعنا الممتد لأكثر من قرن ونصف , تجدنا أمام تفاعلات قهرية وتطلعات عبثية , تهدف لتفريغ الأمة من القدرات الإيجابية , وتحويلها إلى بحيرات دماء ودموع , وأشعار رثاء ومواويل أحزان وأنين , وجلد مروِّع للذات , وتقديم الماضي المتخيل المطعَّم بآيات التقديس والإنبهار على أنه الفردوس المفقود.
وبهذا يتحقق دفع الأجيال نحو متاهات العجز والإحباط , والتعامل السلبي مع الذات والموضوع.
وهي أساليب معروفة تمارسها القوى الساعية لإفتراس غيرها , والأمة هدف سمين للقوى الناهضة فوق النراب , والهدف تم ترويضه وتأهيل عناصره لتعمل لصالح الطامعين به والساعين لإبتلاعه أو سرطه.
فتجدنا أمام نخب مغرر بها , جاهلة لجوهر الأمة وإرادتها , وتستحضر ما يُطبَخ في مختبرات إمتلاكها وإستعبادها , وتحويلها إلى أدوات لإنجاز أهداف الآخرين.
وهكذا يكتبون ويفكرون ويصرّحون , ويوهمون الأجيال بأن أمتهم خاوية , وهم بلا قدرات وطاقات , وعقولهم عاطلة , وعليهم أن ينغمسوا بالدين المُفقّه , ويمعنون بالجهل والتجهيل , والتنكيل ببعضهم حتى يتملكهم الخوار ويسودهم الذل والهوان , ويتشوفون لطامع فيهم يأخذ بأيديهم إلى جحيمات كان.
فهل من نهضة أصيلة ؟!!