بعد أن أقترب الإفلاس من كل شيء، صارمشهد المزادات هو الغالب في وطن يشبه شرشف عريس قتيل، لا فرحة فيه غير الذكرى!
وحين تكثر المزادات، يكثر المزايدون والسماسرة ، ويكثر الخداع . وهذا ما يجري الآن بعد أن أفلست الأحزاب والسياسيون والجمعيات وكتاب وقنوات. الأفلاس ليس جديداً وليس له علاقة بالموازنة ولا بأسعار النفط، بل إفلاس إنتماء وإفلاس قضية.
والبضاعة المطلوبة في سوق المزادات ولدى المزايدين هي ” الطائفية ” ، تلك البضاعة التي رغم أن الجميع ” يكرهونها” إلا أنها مرغوبة من الجميع إلا من جاء الوطن بقلب سليم لا رياء فيه، وهم القلة القليلة بل هم أقل من الخيول التي إختفت وجاء البديل…كلابٌ مسروجة ! صار الجميع ينفرون من نغمة الطائفية رغم أنهم جميعاً مشتركون في صياغة لحن الطائفية وكتابة نوتتها، بل أن البعض الذي ينادي الآن بأنه ليس طائفياً كان هو المايسترو لقيادة فرقة الطائفية لإعلاء تلك النغمة المزعجة في كل مكان من / وفي العراق.
أولئك…يريدون – وكعادتهم مع السرقة – سرقة ثم بيع ما يسرقونه في مزاداتهم.. ها هم يسرقون ما كتبنا هنا وقلنا قبل سنتين …كان نداءاً وطنياً بلغة العربنجي …العربنجي الذي تعرفونه، وقلنا فيه بدون أي تزويق وزخرفة كلامية بأننا بحاجة إلى تشريع ” قانون معاداة الطائفية” ، ومضى النداء لأنه صادر من عربنجي لا يجيد لغة السياسة، ولا عادات ولائم السياسيين لعرض تلك الفكرة وذلك النداء على ” أصحاب” المعالي لمناقشته، غير أن السراق قد عرفوا قيمة ذلك النداء فحفظوه لديهم إحتياطياً يخرجوه حين الإفلاس من كل شيء، وهكذا فعلوا ويفعلون الآن.
فقد قاموا بسرقة فكرتنا وندائنا، ونسبوا تلك الفكرة الوطنية لهم وهم لا يعرفون حتى إملاء كتابة كلمة ” وطن ” ، وصارت لهم صفحات على الفيسبوك ، ورغم جمال تلك الصفحات من الظاهر لأنها تدعو لفكرة وطنية هي ” تجريم الطائفية” إلا أنها ورقة مزايدة مكشوفة في الأقل بالنسبة لي وأتمنى أن لا أكون وحيدا في ذلك.
نعم أنا مع كل جهد ودعوة لمحاربة الطائفية، لكني أحتفظ بحقي بأن يقول الذي يأتي بعد عقود وقد أصبحت الطائفية في خبر ” كان” ، حينذاك أكون قد رحلتُ ، وأنتم كذلك، نحن لا نرى ذلك اليوم يقيناً، ويقيناً سيأتي، حينذاك لا أريد أن ينسب ذلك العيش السعيد بعد تلك العقود للمزايدين والسراق، بل أن ينسب إلى أصله، من كان صاحب الفكرة وما هو الموقع الذي نشر الفكرة، ربما ستأتيهم المفاجأة والصدمة حين يعلمون أنه من عربنجي ومن موقع رئيس تحريره…كتابه.
للتأريخ…إليكم رابط مقالة ” قانون معادة الطائفية” التي نشرنها هنا في 23 شباط 2013
http://www.kitabat.com/ar/page/23/02/2013/9085/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A%D8%A9.html