23 ديسمبر، 2024 2:33 م

إنهم يحرقون أغصان الزيتون

إنهم يحرقون أغصان الزيتون

لم يبق من بيت سماحة الشيخ العلامة عبد الملك السعدي سليل العفة والطهارة والاعتدال سوى الرماد الذي يتناثر بين أروقته التي كانت تحتضن حلقات طلبة العلم الذين نهلوا من علمه ونشروا نفحاته بين أبناء المعمورة.
ذلك البيت الطاهر الذي تعرض لحريق مفتعل أتى على كنوز من العلم تذكِّرنا بما فعل التتار عندما غزوا بغداد الأبية، وألقوا بمكتبتها الثمينة في نهر دجلة.
العلماء ورثة الأنبياء ، هذه العبارة سمعناها منذُ نعومة أظفارنا وتربينا على هديها فما بالكم برجل ملأ الدنيا أدباً وورعاً، وجعل من بقايا أيامه حسن الخواتم ليقابل بعد عمر طويل ، وجه ربه بقلب طاهر، ووجه ناصع، وسيرة يتفاخر بسردها أمام الملأ ، الأعداء قبل الأصدقاء!!
 فمن له سهم كسهمه في دنيا هذا الزمان الذي لم يسمح لنفسه أن يبقى صامتا على نظام يؤكل فيه مال الأيتام والأرامل. ويحرسه الفقراء الذين آذتهم الحاجة فايقنوا أنهم مسيرون أمام سطوة الجلاد ليكونوا (خدماً) للصوص والفاسقين!
أصحاب السلطة وأذنابهم ممن قبلوا أن يكونوا مطيةً لتنفيذ أجندات خارجية تملى عليهم رغم أنوفهم لأنهم عبدة الرزم الخضراء الأمريكية ، تطاولوا في بادئ الأمر على شيخ الوسطية والاعتدال بشتى الأوصاف والألفاظ النابية التي لا تخرج إلا من أصحاب المكر السيء الذي لا يحيق إلا بأهله ، فأدركوا أنهم بفعلهم هذا ينالون من رمزية شيخنا الجليل إلا أنهم ردوا خائبين تزينهم الخسة والعار، فلم يهنأوا حتى امتدت أيديهم إلى داره فأحرقوها وعاثوا بها فسادا إرضاءً لأصحاب الأنفس المريضة التي لا تفرق بين أوراق الحنظل وأوراق الزيتون؟!
 
إن هذه الجريمة الوحشية وأمثالها لن تنال من عزم رأس الفتوى في العراق، ومرجع العلم الشيخ الجليل وإصراره على مواصلة طريق الحق ، لأن العراقيين عامة وأهل محافظة الأنبار خاصة يعرفون أن العلامة “السعدي” مدرسة تربي الأجيال على الانتصار للحق، والتضحية في سبيله.
 
السلام على صاحب النور المحمدي  فضيلة الشيخ (عبد الملك السعدي) الذي نبتهل لرب العزة أن يعوضه خيرا مما ذهب منه في الدنيا والآخرة، وأن يديمه ويبقيه شوكة في عيون الظالمين، وعونا للمظلومين، ولا سلام على الفئة الضالة من حلف الغادرين الذين إنحنت رقابهم للعباد التي خلقها الله من نطفة ومن ماء مهين!