19 ديسمبر، 2024 3:57 ص

إنهم لهم الغالبون حقا

إنهم لهم الغالبون حقا

“فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ”.   نستنتج في ما يبدو على أن مايدور من أحداث متلاحقة ومتسارعة في الساحة العربية هو حالة من حالات “التيه العقدي والضمور السياسي والذعر الاجتماعي”، عندما أدى شواذ هذه الأمة دورهم في ادارة الصفقات المشبوهة وفي تبني “بعض من التداعيات المصيرية والنظريات المغلفة والظواهر التطبيقية الشاذة” اللاتي حرفن بوصلة أهداف الشعوب العربية في انجاز تطلعاتها والحفاظ على هويتها وأمنها وكرامتها، إضافة الى ما حل بها من وبال تراكمي قد بلغ درجة “الخبل والعمى” سببه ترهل الثروات المذهلة التي يتلاعب بها بعض المستهترين من حكام الأعراب، وسبب آخر هي الأفكار المطبوخة على نار هادئة في مطابخ السياسات الصهيونية التي يحملها وينفذها أولئك الأعراب على تلك الشعوب المغلوبة على أمرها.    لذا فإن هاتين الضابطتين بطبيعة الحال تعتبرإن جزء لا يتجزأ من تلك المرتكزات التي ارتكز عليها الكيان الصهيوني والوهابية الاعراب في المنطقة لإرباك الشعوب وزعزعتها، وبالتالي فهي كثيرة، فمنها واصلها ونتاجها على سبيل المثال لصوصية الاحتلال الصهيوني المزمن للأراضي العربية واصراره على توسيع رقعتها لصالحه، وفي هذه الحالة لا نلوم اللص أحيانا الذي دبر واقعة السطو على الدار الفلسطينية واحتل أرضها ودنس ترابها ونهب خيراتها وسلب بنيتها وصادر تراثها وقضى على خلص شبابها فحسب، بل إن اللوم الأكبر يقع على أصحاب الدار وأمهاتهم الذين مهدوا له سبل الطريق وفتحوا له الأبواب مشرعة، وقالوا له صاغرون طائعون: “هيت لك”، وقالوا له أيضا: “يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا*** نحن الضيوف وأنت رب المنزل”، بل وذهبوا إلى ماهو أبعد من ذلك أن ركبوا طريق الذل والغلس والخنوع, كما وضربوا وحدة الخطاب العربي السياسي والحؤول دون نضج ذلك الخطاب أو تحقيق وحدته في يوم ما، بل ورفعوا من قواميسهم ويافطاتهم جميع المصطلحات التي تؤشر وتدل على اللصوصية والاحتلال ومنزلة العداء مداراة منهم لمشاعر ضيفهم المدلل وشقيقهم الأوفى الكيان الصهيوني الذي أطلق على نفسه بعد واقعة السطو والاغتصاب اسم “اسرائيل”.   هنا وبحسب تقديرنا بات لزاما على الكيان الصهيوني أن يتعاطف مع اشقائه واخلائه الواقعيين من “الوهابية الأعراب والسلاجقة” في هذه المرحلة حصرا تعاطفا خاصا وغير مسبوق من خلال التعاون والتعايش وتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات للقضاء على العدو الأسيتراتيجي الأول المشترك “وهم الشيعة”، عبر الآليات التي تحملها أفكاره الخبيثة التي تبناها في جميع المناسبات والمحافل الدولية، وعبر إدعائاته المتكررة ب”مقاومة الإرهاب” فكان من أبرزها ادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الصفيق بنيامين نتنياهو بمقاومة الإرهاب للحد الذي حدا به آن تجرأ للإعلان لما سماه بالانضمام ل”التحالف السني” والوقوف مع ما يسمى بحالة “الاعتدال السني” في معركته ضد الإرهاب، ذلك يعني “وكما يعنيه هو” التنكيل بالمقاومتين اللبنانية والفلسطينية اللتين يمثلهما حزب الله وحماس، والاستخفاف بالمقاومات الاسلامية المسلحة الاخرى في سورية والعراق واليمن والبحرين كمحاولة منه أنطلت على دهاقنة بعض سنة العرب لغسل يديه من دماء الفلسطينيين وبقية العرب والمسلمين مرة، وللتخاطر مع دعم عقول وتطلعات حكامهم في ارضاء الكيان الصهيوني ومداهنته مرة أخرى، ولتصفية حسابه مع شيعة المنطقة والقضاء عليهم وعلى رأسهم الدولة الشيعية النووية إيران ثالثة اخرى.   وتأسيسا لهاتين الضابطتين “المال السحت والأفكار المنحرفة” جاء الوليد الشيطاني الارهابي الطاريء الجديد “داعش” على رأس اخوته “الحرميين” ليعيث في الأرض الخراب والدمار والقتل والفساد، بينما يمضي وللأسف الشديد حكام الأعراب لأصباغ المقاومات الاسلامية الشريفة والمقدسة التي تكافح الكيان الصهيوني والإرهاب بصبغة “الإرهاب”، ولكنهم كما عهدناهم ومعنا شرفاء العالم أجمع بأنهم رجال الله وجنوده سبحانه و”إنهم لهم الغالبون حقا”، والخيبة والعار والشنار لمن عاداهم وخذلهم، وما النصر إلا من عند الله العزيز. 
“ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون” 

أحدث المقالات

أحدث المقالات