23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

قبل عدة أيام كتبنا مقالاً عن التأثير السلبي للأيديولوجية على معتنقيها أن كانت تلك الأيديولوجية وضعية أو غير ذلك؟. لكن اليوم نكتب تحديداً عن التأثير الأيديولوجي الميتافيزيقي على المنظومة الفكرية للكوردي الشيعي، التي جعلته الأيديولوجية بمحض إرادته أن يصبح مطية لتنفيذ مآرب أعداء شعبه الكوردي ووطنه كوردستان، وذلك بسبب اعتناقه ذات الأيديولوجية.. التي يحملها عدو شعبه ومحتل وطنه وفرضته على هذا المواطن الكوردي بحد السيف الصفوي الدموي في القرون العجاف.
عزيزي القارئ الكريم، لا حظ كيف تسلب الأيديولوجية كرامة وشهامة الفرد وتجعله خنوعا بلا إرادة يخضع لذلك المتربع على عرش تلك الأيديولوجية..؟ ويقبل منه كلاماً قاسياً يشكك بانتمائه القومي والوطني والإنساني، وأعني بهذا الأخير أنه يخرجه من الحظيرة البشرية ويعده من نسل الجن؟ بل أكثر من هذا، يزعم في الكتب وعلى المنابر أنه – الكوردي- ابن زنى. بلا أدنى شك أنه كلام كبيرة وجارح، لكن يجب أن يقال حتى يعرف الكوردي الشيعي أولئك الذين يرددون مثل هذا الكلام المعيب عنه وعن أبناء جلدته في السر والعلن دون أن تعرق جباههم خجلا. بعد كل هذه الأمور التي يندى لها الجبين تجد هذا الكوردي الشيعي أقرب إلى العربي الذي لا زال يحتل جزءاً من وطنه من الأبناء جلدته الكورد!!.
إن الذي يحز في النفس، أن هؤلاء الكورد الأشياع رغم كل الإهانات والاتهامات والطعن والتجريح التي صدرت وتصدر من مراجع ومشايخ تلك الأيديولوجية السياسية المغلفة بغلاف ديني لم يستيقظوا بعد من سباتهم العميق، تجدهم يذهبون لقنصليات البلدان المحتلة لوطنهم يقدمون التعازي للمسئولين بسبب موت أو قتل أحدهم!! ويقيمون سرادق العزاء في العراق وإيران وفي بلدان المهجر على قتلة أبناء شعبهم؟؟!! حقيقة لا أستطيع أن أقول شيء في مثل هذا الأمر المشين سوى أنه انحطاط أخلاقي لا غير، وإلا كيف بإنسان كوردي يذرف الدموع على رحيل من دمر وطنه كوردستان وقتل أطفاله في ساحات لعبهم وغرف نومهم بدم بارد؟؟!!.
عزيزي المتابع، نتيجة حشوا رؤوس هؤلاء المساكين فقراء الفكر والثقافة بتلك الأفكار الظلامية الهدامة صار نكران الجميل سجية من سجاياهم التي ستلازمهم إلى أن تتنظف رؤوسهم من تلك الأفكار الهدامة التي تحفز الإنسان على عض اليد التي تمتد له في لحظات الاحتياج والاضطرار. على سبيل المثال وليس الحصر، في بلدان (الكفار) هناك من لديه طفل مقعد (Handikapp) يتقاضى عليه راتباً شهرياً يعادل عشرة آلاف دولار. ليست المشكلة هنا، المشكلة أنه بعد أن يصبح صاحب مال بفضل البلد (الكافر) يطلق لحيته، ويحجب زوجته بالإكراه، ليس حباً بالإسلام، بل لأن العقيدة الإسلامية تكبل المرأة وتجعلها عبداً للرجل. ومن ثم يقوم بارتياد الأماكن التي تقام فيها شعائر مذهبية وطائفية. ثم يقوم بالتجديد أنهم يسموه هكذا تجديد يعني يتزوج بامرأة أخرى على زوجته في بلد آخر من البلدان الفقيرة ويذهب إليها كلما تحركت غرائزه الجنسية، ومنهم من يمارس الجنس في تلك البلدان بصيغ مختلفة حراماً أو حلالا كما هم يشيعون عن بعضهم. طبعاً هناك استثناء للبعض الذين يبتعدون عن فعل الرذيلة، لكن الغالبية ليست هكذا تفعل الرذيلة ولا تهتز له شعرة. والأمَر من هذا كله، أنه يرفع يديه كل يوم نحو السماء ويدعوا بالشر وإنزال البلاء لهذه الدولة التي تغدق عليه وعلى غيره الملايين؟؟؟!!! أتعرف لماذا عزيزي القارئ، لأن رأسه محشوا بالخرافات، فلذا يشتم الذي آواه ومنحه المال والأمن والأمان ويشكر الذي اضطهده وبسببه ترك بلد وهاجر، حقاً شيء عجيب يصعب أن يفهمه المرء. تماماً مثل الذين في دفة السلطة الآن في العراق، لقد جمعتهم أمريكا من الشوارع والحارات وسلمتهم السلطة في العراق، لكنهم الآن يسبوها ويشتموها ويحرقون سفارتها ويعدوها بالويل والثبور وعظائم الأمور؟؟؟!!!.
أقول لهؤلاء الكورد الشيعة، هل أن الفارسي الشيعي يصبح مطية للكوردي كما أنتم – الكورد الشيعة -مطية للشيعة (العرب) والشيعة الفرس؟؟. الطامة عزيزي القارئ، أنهم يقدسون المراجع والشيوخ الشيعة الذين يصفونهم كما أسلفت في سياق المقال بأقذع الأوصاف؟!. كي لا أظلمهم، من هؤلاء الكورد الشيعية تجده في الليل إسلامي وفي النهار علماني، صدقني عزيزي القارئ هذا ليس إدعاءً بل الحقيقة بعينها لاحظته بنفسي، مثل هذا الفعل الانتهازي يسمى شعبياً اللعب على الحبلين. وفي زمن حزب البعث المجرم كانوا بعثية، تصور كوردي يصبح بعثيا كم هذا منحط خلقاً وأخلاقا، حزب يقول صراحة: أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. كيف بشخص كوردي من قومية غير عربية يرتبط مصيرياً بحزب يقود شرائح من قومية أخرى غير كوردية؟؟!!. تجد منهم – الكوردي الشيعي- وصل به عدم الاكتراث بقضايا شعبه الكوردي ووطنه كوردستان إلى الآن لا يعلم أن الزعيم الكوردي (ملا مصطفى البارزاني) متوفي، صدقوني هذه ليست نكتة بل حقيقة. ومنهم من لم يسمع بالقيادي الكوردي المرحوم (عادل مراد) لكن حين تسأله عن فلان “إمام زادة” في العمق الإيراني يعرف أصله وفصله. ومنهم من جاوزه التاريخ، تجده إلى الآن يسمي إقليم كوردستان بشمال العراق. يجب على هؤلاء.. أن ينتبهوا لأنفسهم وإلا ينطبق عليهم المثل الشعبي” اللي ينكر أصله نغل” طبعاً إنكار الأصل ليس في الكلام فقط؟ إن مَن لا يكافح قولاً أو فعلاً من أجل خلاص شعبه من نير الاحتلال العربي التركي الفارسي البغيض عملياً هو ناكر أصله، فلذا هو أو هي يكون أو تكون نغل (لقيط)؟؟.
الذي أريد أن أقوله في نهاية هذه المقالة للأكاديميين والإعلاميين والمثقفين من هذه الشريحة الكوردية يجب عليهم أن يقوموا بدورهم القومي الكوردي والوطني الكوردستاني وذلك بتوعية هذه الشريحة بوعي قومي ونضوج سياسي كي ينقذوهم من أفواه محتلي كوردستان أعداء الشعب الكوردي قبل أن تصبح لقمة سائغة لهم. وإلا سيلعنكم التاريخ والشعب أبد الدهر. ألم يقل الشاعر مظفر النواب: إن النملة تعتز بثقب الأرض. هل أنتم أقل اعتزازاً من النملة بوطنكم؟! الذي اسمه كوردستان ويمتد من البحر إلى البحر.
“ليس المهم بالكرامة الشخصية، بل المهم كرامة الوطن وقضيته”