23 ديسمبر، 2024 1:52 م

إنهم أسوء من رادوفان کارادوفيتش

إنهم أسوء من رادوفان کارادوفيتش

لايزال العالم يتذکر الکثير من الجرائم التي إرتکبها کل من سلوبودان ملوسوفيتش و رادوفان کارادوفيتش في صربيا و البوسنة، ولاسيما مجزرة”سربرنيستا”، التي شهدتها البوسنة و راح ضحيتها 8 آلاف شخص من المسلمين، التي أشرف عليها الاخير، ومع بشاعة و دموية الجرائم و المجازر التي قاما بها هذين الجزارين المجرمين غير إن کونهما الان خلف قضبان العدالة يمنح إحساسا بالغبطة و الامل و الثقة بالمستقبل ولاسيما فيما يتعلق بمن يشابه هذين المجرمين.
تسليط الاضواء على الاوضاع في إيران و سوريا، وإلقاء نظرة على مجريات الامور و الاحداث و التطورات خلال حکم النظامين الحاکمين فيهما، يميط اللثام عن جرائم و مجازر يقشعر منها البدن، ولعل أبسط مثال نورده عن وحشية و بدائية نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تتجلى في قيامه بإغتصاب الايرانيات العذارى لکي لايحظين بالجنة إذا ماکن عذارى! کما إن مجزرة قتل 30 ألف من السجناء السياسيين الايرانيين في صيف عام 1988، ممن کانوا يقضون أحکاما قضائية على أثر فتوى لاحقة للخميني، وهو من أغرب الفتاوي و الاحکام في التأريخ، يجسد مدى دموية و بربرية هذا النظام الذي أنجب جلادين و جزارين أمثال خلخالي و مصطفى بور محمدي(وزير العدل الحالي!!)، ويبين بوضوح الماهية و المعدن اللاإنساني لهذا النظام.
الجرائم و المجازر الدموية التي إرتکبها و يرتکبها النظام السوري منذ عام 2011، ولحد يومنا هذا ضد أبناء الشعب السوري الثائرين بوجه ظلمه و إستبداده، وخصوصا عندما نعلم بأن أغلبية الشعب السوري قد باتت بين قتيل و مشرد ولاجئ و مشروع للإبادة و القتل، فإن الصورة و المشهد المأساوي في سوريا تتوضح ملامحه المٶلمة أکثر فأکثر بعد أن نرى تعاظم دور و نفاذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا البلد المثکل بالمصائب و المآسي، ذلك إن هذا النظام الذي أثقل کاهل شعبه بالجرائم و المجازر المروعة يبدو إن کل ذلك لم يروي غليله للجريمة فطفق يکرر نفس الشئ ضد الشعب السوري بشکل خاص و ضد شعوب المنطقة بشکل عام.
إجرام قادة هذان النظامان الذي تجاوز کل الحدود و المقاييس، لم يعد مقبولا من مختلف النواحي، خصوصا وإن المجتمع الدولي الذي يدرك و يعي هذه الحقيقة ولايبادر لإتخاذ الموقف المناسب ازاء ذلك، لکن المقاومة الايرانية و المعارضة السورية، بادرتا من أجل عقد مٶتمر دولي اقيم يوم السبت 26 تشرين الثاني/ نوفمبر مؤتمر في قاعة موتواليته بباريس تحت شعار «الدعوة إلى العدالة .. محاكمة مرتكبي الجريمة ضد الإنسانية في إيران وسوريا» بحضور السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية ومشاركة عدد من الشخصيات السياسية وحقوقيين بارزين من فرنسا واوروبا وممثلين عن دول المنطقة بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في المعارضة السورية، کان خطوة صحيحة و أکثر من مناسبة بحق هذين النظامين ولاسيما من حيث لفت أنظار العالم کله الى حجم و هول الجرائم و المجازر التي يرتکبها هذان النظامان و من العار إلتزام الصمت حيالهما، خصوصا وإن قادتي النظامين هم بحق أسوء و أردء و أکثر إجراما من ملوسوفيتش و کارادوفيتش، وإن العالم عموما و شعوب المنطقة خصوصا بإنتظار ذلك اليوم الذي يتم فيه جرجرة قادة هذين النظامين أمام المحاکم الدولية لينالوا جزاءهم العادل. 
[email protected]