في خِضمِ المعترك الذي يعصف بالشرق الأوسط عموماً وبالعراق بشكلٍ استثنائي ، خاصة ً وأن أتون الحربِ الطائفية ِ غير المُعلنةِ قد إستعر إواره ، تلك الحربُ المُمنهجة التي تجلببت برداءٍ جديد واتشحت بحُلةٍ مستحدثة والخصمُ فيها الشعبُ بكلِ مذاهبه وأطيافه من جهة ، والأحزابُ الحاكمة من جهةٍ أخُرى يجسدُ فيها دور البطولة وصُناع الأحداث الأجهزة الأمنية والقطعاتِ العسكريةِ التي أدارت ظهرها للمهنية المتعارف عليها وتأدلجت بعقيدةٍ وافدةٍ من خلف الحدود لتُنفذ مبدأ ( من لم يكن معنا فهو ضدنا) .
في خِضمِ هذا المُعترك أطلق َ رئيسُ إقليمِ كُردستان مقولته الشهيرة : ( إذا ما إندلعت الحربُ بين السُنةِ والشيعة ، فإنها ليست حربُنا ، ولن ْ نكون َ طرفاً فيها ؟؟؟) ….
وها هي الأيامُ والسنينُ العجاف تُثبتُ صحة ما ذهبنا إليه : أن ما يجري من صراعٍ في العراق ْ فلا يُمكن أن يندرجَ تحتَ الحرب الأهليةِ بأي شكل من الأشكال ، بل هو صراع ٌ بين الأحزابِ المتنفذة والمهيمنةِ على المشهد السياسي وبين َ كُلِ من يتقاطعُ معها آيدلوجياً وعقائدياً من أيِ طائفةٍ أو مذهبٍ أو عِرقٍ ودين ْ .
مايعنينا اليوم أن البحر المتوسط ينوء بحمله من بارجاتٍ ومدمراتٍ وحاملاتٍ للطائرات هدفها سوريا ؟؟؟
فهل يستطيع العراق أن يقول ما قاله البارزاني : إنها ليست حربُنا …؟؟؟
إن المُتتبع لسير العمليات في سوريا يُدركُ بما لا يجعل مجالاً للشك والريبة أن إرادتٍ دولية وأطرافٍ عدة وأحزابٍ شتى ومليشيات تحملُ أسماءاً ذات طابعٍ ديني تُقاتلُ للحيلولةِ دون تهاوي النظام الحاكم في سوريا ، والقاسمُ المُشترك الذي يجمعُ هاتيك الأحزاب والمليشيات هو الإيمان بنهج (ولاية الفقيه) الأمر الذي عزز من فُرص بقاء بشار الأسد على رأس هرم السُلطة حتى وإن تطلب أمرُ بقائه إفناء َ الشعب السوري عن بكرةِ أبيه .
فإذا ما وقع المحذور ودارت رُحى الحرب وأطلقت أميركا العنان لنيران ترسانتها العسكرية صوب الأهدافِ التي وقع الخيارُ على إستهدافها بغية جعل حزب البعث العربي الإشتراكي الحاكم في سوريا والمدعوم من إيران والعرق وحزب الله وروسيا والصين ، بُغية جعله يترنح ليكون الطرف الأضعف في مفاوضات جنيف 2 المُرتقبة ، فهل يستطيع النظام الحاكم في العراق أن يقول حينذاك كما قال البارزاني : إنها ليست حربنا ….؟؟؟؟ أم سيجد نفسه مضطراً لدخول حربٍ ستأتي على الأخضر قبل اليابس بحكم الولاء والإيمان (بولاية الفقيه) وكونه سيكون خط الدفاع الأول عن (الثورة الإسلامية الإيرانية) ، مما سيجر الشعب العراقي إلى محرقةٍ قد تفضي آنذاك إلى حربٍ أهلية …؟؟؟
يارب أحفظ العراق وأهله ….
وأحفظ كل بلاد المسلمين …
يارب سلم …يارب سلم …يارب سلم