يستشيط نظام الجمهورية الاسلامية حنقا و غضبا و حتى يکاد أن يفقد صوابه عندما يتم ذکر مايتعلق بمنظمة مجاهدي خلق المعارضة أو مايرتبط بالقضايا المتعلقة بإنتهاکات حقوق الانسان في إيران، بل وإن هذا النظام ومن فرط حساسيته و حذره المتناهي من منظمة مجاهدي خلق، فقد هدد دائما بتبعات إقتصادية و سياسية ضد أية دولة تتعاون و تتعامل مع هذه المنظمة.
منظمة مجاهدي خلق التي تأسست عام 1965، و خاضت مواجهة ضارية ضد نظام الشاه الى الحد الذي صارت خصما و ندا عنيدا له و مع إن الاجهزة الامنية لنظام الشاه قد مارست مختلف الاساليب و الوسائل القمعية ضدها بحيث قامت بإعدام أبرز قادتها، لکن المنظمة مع ذلك بقيت واقفة على قدميها والاهم من ذلك ظلت ترد الصاع صاعين للنظام، والملفت للنظر إنها کانت تقارع النظام ليس داخل إيران فقط وانما حتى خارج إيران و لعل المظاهرات و الاعتصامات التي کانت تقوم بها في الدول الغربية أثناء زيارة الشاه أو مسٶولين آخرين لها في عقد السبعينات، کانت أکبر دليل على قوة دور و حضور هذه المنظمة.
تيار رجال الدين المتشددين بقيادة الخميني و بعد أن تمکنوا من رکوب موجة الثورة و قاموا بإقصاء القوى الاخرى المشارکة في صنع الثورة أو حتى القضاء عليها و حولوا الثورة الايرانية الى نظام سياسي ـ فکري يعتمد على نهج ديني بالغ التشدد و أعلنوا نظام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أساس نظرية ولاية الفقيه التي يعتبرها العديد من رجال الدين الشيعة بمثابة بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، فقد رکزوا کل جهدهم على ثلاثة نقاط أساسية هي:
ـ القضاء على منظمة مجاهدي خلق بأية صورة ممکنة خصوصا وإن دورها و حضورها الجماهيري الواسع کان حجر عثرة أمام إقامة نظام ولاية الفقيه.
ـ قمع الشعب الايراني و مصادرة حرياته بمختلف الطرق الممکنة بصورة فاقت ماکان يمارسه الشاه من قمع و إظطهاد ضده.
ـ البدء بتصدير التطرف الديني و الارهاب الى دول المنطقة تحت مسمى”تصدير الثورة”، والثورة الايرانية من هذا التيار براء.
ولعل البعض يتسائل عن العلاقة التي تربط بين هذه النقاط الثلاثة، وذلك مايمکن توضيحه بسهولة بالغة، ذلك إن منظمة مجاهدي خلق کانت القوة السياسية الايرانية الوحيدة التي أعلنت بکل صراحة رفضها لنظام ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا للنظام الملکي و لکن برداء ديني، ولهذا فقد وقفت بکل قوتها ضده و لم
تقبل بکل أساليب الترغيب و الترهيب و أصرت على إن الشعب الايراني و القوى السياسية کلها قد ثارت من أجل الحرية و لهذا فإنه لايمکن التفريط أبدا بالحرية.
وقد بدأ النظام الديني بقمع الشعب الايراني و مصادرة حرياته لأنه کان يعلم بأنه سيواجه الکثير من المشاکل معه خصوصا عندما يبدأ بتطبيق مشروعه لإقامة إمبراطورية دينية على حساب دول المنطقة من خلال تصدير التطرف الديني و الارهاب و التدخل في شٶون المنطقة، ولأن منظمة مجاهدي خلق تعتبر الرابط و القاسم المشترك بين الامور کلها فإن هذا النظام صمم على خوض حرب ضروس ضدها، وإن العجب و کل العجب من تجاهل دول المنطقة وخصوصا الحکومة العراقية لهذه المنظمة التي بإمکانها أن تشکل مصدر قوة لها في مواجهتها للنفوذ الايراني خصوصا فيما لو عزمت على ذلك. [email protected]