23 ديسمبر، 2024 4:04 م

إنها تتقوى والعراق يتطوى!!

إنها تتقوى والعراق يتطوى!!

يتطوّى من طوى: جاع , طويَ الرجل :جاع , وطويَ بطنه: ضمر من الجوع .
وهي تدل على الضمور والهزال والإنكماش.
للأمانة التأريخية ولكي لا تنسى الأجيال , لا بد من التذكير بأن العراق قد تعرض لفرض عقوبات قاسية عليه وعاش حصارا خانقا لأكثر من ثلاثة عشر عاما , وقد نفذت جارته الشرقية جميع قرارات الحصار المفروضة عليه بحذافيرها وما أخلت ببند واحد منها , وما إحتجت على قرار , أو قالت بأنها ستتاجر معه , أو سوف تعينه على تحمل ويلات الحصار , وما أدخلت كيلوغراما واحدا من الطعام إليه طيلة ذلك الوقت , بل أنها إستثمرت الحصار لإيقاع المزيد من الخسائر في الشعب , وما إستنكرت موت الأطفال وقلة العلاجات , وما أسعفت إنسانا عراقيا واحدا يعاني من المرض وعدم توفر العلاج بسبب الحصار.
ويبدو أن الذين في السلطة بلا ذاكرة , فهم لم يعرفوا أعوام الحصار , لأن معظمهم كان في الدول المجاورة التي أذعنت لقرارات الحصار , وفي حقيقتهم قد أسهموا بفرض الحصار وما أصدروا بيانا واحدا لإستنكاره , ولهذا تجدهم اليوم تتأجج غيرتهم وحميتهم على التي حاصرت البلاد قبل أن يبدأ فرض العقوبات عليها.
والكثير من التقارير تشير إلى أن أعوانها أحذوا يضخون أسواقها بالعملة الصعبة المسروقة من الحق العام , والكثيرون منهم يرفعون شعار البلاد فداء لها , بل ربما بسببهم قد إعتاشت وتطفلت عليه منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم.
فالبلايين المغيّبة ربما ذهبت معظمها إليها , فهي التي تتحكم بمصير الحالة العراقية , وصاحبة اليد العليا في تشكيل الحكومات والتعيينات المهمة في البلاد التي ما عادت ذات سيادة أو كرامة أو هوية.
والمشكلة أن الذي يحكم العراق مجهول , والفاعل فيه نائب فاعل مرفوع بإرادة القابضين على مصيره والذين يحددون ما عليه أن يفعل.
نعم إنها نفذت قرارات الحصار على العراق وأذعنت لفرض العقوبات عليه بأمانة وإصرار وإمعان وما خرقتها على الإطلاق , فكيف يتصرفون هكذا ويتناسون موقفها القاسي تجاهه في زمن الحصار الأليم؟!!
ترى هل هذا سلوك وطني؟!!
ولماذا تم تقديم العراق هدية لها على طبقٍ من ذهب؟!!
مع إحترامي لشعبها وتقديري لعقولها المنورة الساعية للحرية والحياة المدنية المعاصرة!!