يقول فرويد : من المحال إدراك طبيعة الجماعة إذا أهمل ( القائد ), نعم قد يعذر فرويد لأنهُ تناسى إن الدماء حاكمةٌ على الحكمة والأدب الاجتماعي ..
هذه دماك على فم تتكلم .. ماذا يقول الشعر إن نطق الدم
فعندما نتصفح سجلات البطولة والكفاح للشعب العربي في الاحواز فإننا سنتيقن انه يؤمن بصدق الولاء و الانتماء إلى وجوده وجذوره وأصالتهِ , بل ومستجيب دائما لنداء الفطرة الرافض لكل معتدِ غريب وأجنبي … فقد يطول الليل وتستباح المحارم والأعراض وتنتهك الأخلاق والمقدسات وكل المعايير من قبل الوحش الحاكم في الجمهورية الإيرانية إلا إن الثأر جذوته وجمرته مشتعلة , فالرجل العربي الاحوازي لا يؤمن بمعادلة ( الإله الراعي ) أو ( الراعي المتأله ) التي تجعل من الرعية عبارة عن قطيع يساق إلى مقاصل الذبح والجلد والانبطاح , فالاحوازي أبي النفس عصاميٌ , فيه دافت و انعجنت الشيمة والغيرة العربية الأصيلة التي تأبى الخنوع والركوع لكل ظالم , فهم فرسان تخرجوا من مدرسة سيد البلغاء الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .. لذلك فعندما يروّن بأُم العين إن المرشد الإيراني علي الخامنائي وحرسه الثوري وعصابات الباسيج ومليشيات الحشد تمارس بحقهم كل أنواع الإرهاب من القتل والسرقة والاغتصاب ومصادرة أرواح وعقول شبابهم بالمخدرات والإدمان بل وزج مثقفيهم في الفتن الطائفية والتطرف الديني والإرهاب السياسي ومحاولة سلخ الهوية العربية من خلال فرض اللغة الفارسية بالقوة … فالعربي ليس دارويني كما يتصور العقل المجوسي وانه بمحاولته الارتقاء نحول التكامل يضع خطوة في التحول من القرد إلى الإنسان , إنما هو انعكاس وتجلي عن السمو والرفعة التي زرعها لهم نبيهم محمد صلى الله عليه واله وسلم حينما نطق كتابه ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) .. فالتاريخ يحتم ويوجب عليكم يااحوازنا أن تضعوا العصي في عجلة المارد الإيراني وتعيدوا رسم الخارطة النضالية من جديد فالتاريخ لا يذكر الجبناء والمستسلمين لان الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض , فانتم دعاة الإصلاح والوعي والعلم لأنكم تخرجتم من حكاية وحكمة المضايف وشموخ القصب وخضار ونعومة السعف ,فلا وقت للترف والبطون جائعة ولا مجال للهو مع عملاء ومستعمرين وصلوا إلى هاوية وحضيض الأخلاق في تعاملهم مع الإنسانية ولم يتركوا لكم إلا اختيار الموت البطيء بالجوع أو الموت السريع بالمواجهة بصدور عارية واكف حديدية وإرادة صلبة وسترون النمر هو نمر على ورق .. لأنكم أمة [ والأمة تكون امة بدينها ولغتها وأخلاقها وعاداتها ,فإذا لم يحفظ خلفها عن سلفها هذه المقومات بحفظ تاريخها تكون عرضة للتغير بتأثير حوادث الزمان وتقلبات شؤون الاجتماع مع جهل المتأخر بما كان عليه المتقدم , وبكيفية التغيير الضال للجهل بالتاريخ ].
اهواز يا بــلد الأمجاد والقـــــيم … من كــل ضـــر وقاك الله والعدم
قد كنت ريعا وفي التاريخ منـــعطفا … لك الخلود وحسن الصيت في الأمم
فيا ســـراجا مـــدى الأيام مشـــــتعلا … للســائرين ينير الدرب في الظلم
بشعبك الحر قد نالتك مكــــرمة … له الـــمآثر عند العــــرب والعجم
يا شعب أهواز قد سجلت مفخرة … بأحرف النور في التاريخ من قدم
