17 نوفمبر، 2024 6:47 م
Search
Close this search box.

إنها الحقيقة شئنا أم أبينا

إنها الحقيقة شئنا أم أبينا

إقدام الولايات المتحدة الامريکية على تصنيف الحرس الثوري الايراني بما فيه ذراعه الخارجية فيلق القدس ضمن قائمة المنظمات الارهابية، أثبت جدية إصرار واشنطن على المضي قدما في مواجهة النظام الايراني الى نهاية الخط وعدم فسح المجال له لکي يلتقط أنفاسه.
هذا الاجراء الامريکي والذي کما أکد الرئيس الامريکي دونالد ترامب في بيان له بأن”الحرس الثوري هو أداة الحكومة الرئيسية لتوجيه وتنفيذ حملتها الإرهابية العالمية” مضيفا بأن هذا التصنيف”يوضح بجلاء مخاطر الدخول في معاملات مالية مع الحرس الثوري، أو تقديم الدعم له… إذا تعاملت ماليا مع الحرس الثوري فإنك بذلك تمول الإرهاب”، يوضح بأن واشنطن عازمة على أن تشمل ليس الحرس الثوري فقط وإنما أذرعه الاخطبوطية الممتدة في بلدان المنطقة ولاسيما حزب الله اللبناني وميليشيات الحشد الشعبي وجماعة الحوثي، وهو مايعني بأن القرار بمثابة حرب شاملة على هذا الجهاز الذي أثبت وبصورة لاتقبل الجدل على إنه ضليع في الارهاب ومتورط به على مختلف الاصعدة، ومع إن النظام الايراني حاول کثيرا وبطرق عديدة أن يحث واشنطن على عدم إتخاذ هکذا خطوة غير عادية وحتى إنها هددت ليس بالحرس وإنما بأذرعه أيضا، ولکن يبدو واضحا بأن صدور القرار قد کان تأکيدا على إن لسان حال واشنطن يقول: نحن لها.
رد الفعل من جانب النظام الايراني على هذا القرار بتصنيف مجلس الأمن الأعلى في إيران القوات المسلحة الأميركية ک”منظمة إرهابية” ردا على قرار واشنطن إدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة الأميركية للجماعات الإرهابية الأجنبية، هو رد فعل أقل مايقال عنه بائس ومثير للشفقة لأنه قرار هزيل وتأثيره لايتعدى الحدود الايرانية ولاسيما عندما قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في بيان إن طهران تعتبر نظام الولايات المتحدة الأميركية (الإدارة الداعمة للإرهاب) و(القيادة المركزية الأميركية سنتكام) وجميع القوات المتعلقة بها إرهابية! أکثر شئ يثير السخرية والتهکم هو إن النظام الايراني الذي يواجه مشاکل کبيرة في دعم أذرعه في بلدان المنطقة بعد الانتکاسات المالية الکبيرة التي تعرض ويتعرض لها بفعل العقوبات الامريکية والجدية التي تصاحبها في التنفيذ، فکيف بها أن تفتح جبهة أخرى ضد الامريکيين؟
الحقيقة التي شئنا أم أبينا قبولها أو عدم قبولها هي إن الحرس الثوري الايراني وأذرعه في المنطقة هي تمارس الارهاب بصورة مکشوفة ومتورطة فيها من قمة رأسها الى أخمص قدميها، وإن الادلة الدامغة التي سبق وإن قدمتها المقاومة الايرانية بشأن تورط الحرس الثوري وأذرعه في النشاطات الارهابية والدعوة والمطالبة بإدراجه ضمن قائمة الارهاب من جانب زعيمة المعارضة الايرانية مرارا وتکرارا، لم تصدر من فراغ وإن هذا الاجراء الامريکي من شأنه أن يثلج صدور شعوب وبلدان المنطقة بعد أن کانت واشنطن تقف ولأعوام طويلة الى جانب النظام الايراني.

أحدث المقالات