17 نوفمبر، 2024 2:36 م
Search
Close this search box.

إنما الرجال مواقف

إنما الرجال مواقف

لكل رجل مواقف وهناك مواقف تعرف بالرجال او العكس فهناك رجال تعرف بالمواقف ونحن في زمن نبحث فيه عن المواقف، ولا يمكن ان تأخذ نظرة على رجل من موقف اخطأ فيه من دون قصد او نعتبر ما صدر عنه هو القرار النهائي.

اليوم ونحن نبحث عن رجال لا نريد رجالا تبني على مال او رجالا تأخذ ولا تعطي، بل نريد رجال تكون لهم مواقف تظهر بالملمات الصعبة.

وقد تشوب الرجال ،وخاصة العاملين في كل الميادين، مواقف تقلل من نصاعة البياض الذي نروم الوصول اليه، ولذلك نذكر المثل العربي انما الرجال مواقف، التي تبين احترام الشخص لرجولته وذلك من خلال مواقفه الذي يتخذها امام امور تحدث معه في حياته، كما يدل على ان الرجل يعرف من مواقفه وليس من موقعه او شكله او هندامه وكما يروى عن السلطان عبدالحميد موقف بليغ لكل الحكام فقد سمع ان مؤلفا غربيا الف رواية يطعن فيها برسول الله وزوجته ويتعرض الى بعض الصحابة وكان يعتزم عرضها على احد المسارح الفرنسية فارسل السلطان رسالة شديدة اللهجة طالب فيها بمنع العرض ، فامتنعت فرنسا من عرضها، لكن المؤلف انتقل الى بريطانيا وسمحت له بالعرض ولم تأخذ برسالة الاحتجاج وردت بانها تحترم الرأي.

فماذا تتوقعون أن يفعل السلطان؟! بعث برسالة الى حكومة بريطانيا يهدد باعلان الحرب ان عرضت الرواية، فما كان من بريطانيا الا ان تراجعت عن الموقف ولم تعرض الرواية استجابة لموقف السلطان.

هكذا يعرف الرجال بمواقفهم واخلاقهم وسلوكياتهم، فالذي يعطي الموعد ثم يخلفه ليس برجل والذي يضيّع حقوق الناس ليس برجل والذي يتأخر عن مساعدة الناس وهو قادر ليس برجل والذي يقصر في خدمة الناس ليس برجل لان الرجال هم اصحاب المواقف يشهد لهم برجولتهم ومروءتهم وشهادتهم ووفائهم وصدقهم وطيبة قلوبهم.

وها هي الشدائد التي تصقل الرجال وتكشف معادنهم وتظهر كوامن الاخلاق فلا تعرف الرجال الا عند الازمات.

وعندما نسأل من يقوم بالتثبيت في مثل هذه الظروف نقول انهم رجال المواقف، الذين يعرفون كيف يتصرفون وماذا يتطلب منهم وما هي اهم واجبات المرحلة حتى يقوموا بواجباتهم من دون كلل او تعب او اعتراض، ولكن الرجال لا يعرفون عند الاتفاق لأن هذا امر لا غبار ولا مشاكل فيه، بل المهم هو عند الاختلاف على مدى تسامح الانسان وحلمه وتحريه وعدله وانصافه، وهكذا يكون الرجل من الطراز الاول الفريد ويكون من النخبة، بل يعتبر الصفوة التي لا غبار عليها وتقود المجتمعات وهكذا يكون من الرواد، رواد الأمة.

ننتظر سماع موقف يسجله التاريخ وكل ابناء الوطن حتى نطلق كلمة رجال او رجل على هذه المرحلة امام جملة من المشاكل التي نعانيها في بلادنا وتحتاج الى موقف، فهل نسمع كلمة تحيينا ،او نبقى حتى يتسلل الموت الينا؟! رسالة اليكم يا رجال.. فهل وصلت؟!.

أحدث المقالات