تكرار الأحداث نسميها (التاريخ يُعيد نفسه)، لكنها تختلف بالزمان والمكان والأدوات والوجوه، يعمل فيها إنتهازيوا السلطة لإستغلال قضايا الناس، لأجل تحفيزهم عن الإنضواء والتأثر بأفكارهم، ثم يصعدون على الأكتاف ويسرقون المطالب، لبناء مجد مصنوع من الجماجم؟!
يحصل هذه الأيام ما هو أخطر من عودة البعث، وأساليبه القمعية، بمسح صفحته السوداء نتيجة فشل بعض الطبقة السياسية، وندم السذج على الدموية.
إعتاد البعثيون على إستنزاف الدولة بحروب همجية، طالت المعارضين بشتى التوجهات، الى مقولتهم (تسليم العراق تراب)؟! ووضع الشعب أمام خيارين، أما حكمهم ونتائجه، أو تتحرك أصابع قذرة مستعدة للتعاون مع الإرهاب، والنفوذ لإجتياح مؤسسات الدولة.
حينما تسير في أيّ مدينة عراقية تشاهد المنشأة الحكومية، تقف هياكل محطمة ولم يتم إستثمارها طيلة 11 عام، تشعر بالأيادي الخفية التي تقف وراء إستهداف البنية التحتية، وتعطيل المصانع والقطاع الخاص، وجعل المواطن يرتبط بالسلطة، على أساس محسوبيات تمرر الفساد، ولا يقدم النظام الحالي أكثر من سابقه؟!
مسلسل الأزمات السابقة واللاحقة ما نزال نعيش على إنقاضه، تقول أن البعث هو الحاكم، وترى كبار الجلادين وأذنابهم يتحكمون بمصائر البلاد، و المواطن بعيش في دوامة الأزمات، بعيد عن تخطيط أروقة السياسة.
لَعَبتْ الصدفة دورها، في إكتشاف مخطط خطير يحاك ضد العراق، ووجود ممر سري لنقل السلاح بالطائرات الى داعش، بعلم مسؤولين كبار عششوا في المؤسسات لسنوات بالوكالة، بنسبة 80% من المناصب المهمة، وهم من سمح لبيع النفط الى داعش، ودخول الطائرة المحملة بالسلاح؟! ونفس الأيادي تلك التي إفتعلت أزمة الغاز، في وقت دأبت وزارة النفط لزيادة إنتاجها من 80 ألف أسطوانة الى 130 ألف؟!
الإستهداف الممنهج للنظام الجديد، يُدار بأيادي بعثية، تُفنع المواطن أن الدكتاتورية أفضل من الديمقراطية، والشعب العراقي لا يمكن حكمه إلاّ بالقوة، ومثاله إحاطة رأس السلطة بشخصيات، جل همها إثارة النعرات والكراهية والعداء بين المكونات؟!، والشك والريبة بين الطبقة السياسية، وزج المجتمع بالخلافات السلطوية؟! وإعتراضها على التغيير؛ بإفتعال الأزمات، كي نقول أن فترة حكم المالكي أفضل من العبادي؟!
البعثيون وأذنابهم أفرغوا خزائن العراق قبل سقوطهم بشكل منظم؟! واليوم يُعاد نفس المشهد وخزائن العراق فارغة؟!
الإعتراض على التغيير، بدءاً من إتهامات النائبة حنان الفتلاوي، بأن تشكيل حكومته سوف يرضي داعش؟! وإستمراراً الى إعتبار التهادن بين المكونات، ودعوة المرجعية الدينية للمصالحة الحقيقية بالإنبطاح، وزهيق الصيادي معترضاً على العلاقات الدولية؟! وإنتهاء بإصرار المالكي على عدم تسليم القصر الرئاسي، وتحريضه الواضح على الحكومة وهو في سلطتها التنفيذية؟! لأجل إقناع الناس، أن حكمه كان الأفضل، وما على الناس، سوى ترك المعركة مع الإرهاب والثورة ضد العبادي، بقيادة الرفيقة حنان؟!