19 ديسمبر، 2024 1:01 ص

إنقذوا جلال الشحماني  …  كي تنقذوا ثورتكم و أنفسكم

إنقذوا جلال الشحماني  …  كي تنقذوا ثورتكم و أنفسكم

الثائر  جلال الشحماني لم يكن يجهل ان حياته ستكون في خطر  عندما وضع نفسه في فوهة المدفع و تقدم المتظاهرين في المطالبة بحقوق الشعب العراقي المظلوم من قبل حكامه و من قبل قضاءه العفن من امثال مدحت الملعون و بيرقداره الكريه ، جلال الشحماني ، و بكوفيته المميزة و بوجهه المستنير بالحق ، كان يصدح بلا أدنى خوف بالمطالب المشروعة التي يتمناها و يريدها كل عراقي شريف ، و خير دليل على شجاعته هو مواجهته للطغاة من على منبر قناة البغدادية و هو يعرف ان هؤلاء الطغاة سيشاهدوه و سيسمعون ما يقوله بحقهم ، و هو يعلم أيضا ان صوته المجلجل بحب العراق سيؤدي به الى مواجهه مع ظالمين لم يعرف التاريخ لهم مثيلا ، جلال الشحماني عندما وضع نفسه رأس حربة لثورة العراقيين لم يكن يبحث عن مصلحة شخصية له أو لعائلته الكريمة ، و لم يمثل نفسه فقط ، بل كان يمثل الجميع و كان يمثل العراق كله من أقصاه الى أقصاه ، و شجاعته هذه حفزت الآخرين و بعض المترددين على وضع الخوف خلفهم و المشاركة في الثورة  بوجوههم و أسمائهم ، من هنا قرر أعداء الثورة تغييب صوته و صورته أيضا ، و هذا هو الدليل الذي ما بعده دليل أن أعداء الثورة كانوا يخافون جلال الشحماني  ، و كانوا يخافون شجاعته التي كسرت حاجز الصمت و الرهبة و فتحت الطريق أمام الثوار الآخرين كي يحذوا حذوه ، هو لم يحمل سلاحا و لم يشتم أحدا ، سلاحه الوحيد كان كلمة الحق و وضع نهاية للظلم الذي يتعرض له الشعب العراقي كل يوم ، بل كل ساعة ،  و كان ملفتا تصديه لمشرعن الشر مدحت الملعون ، مطالبا بإقالته ، و كان متوقعا أن يتحرك أعداء العراق ضده فتم اختطافه في وضح النهار  ، و عملية الإختطاف هذه كانت رسالة أيضا الى الثوار الآخرين من أن نفس المصير ينتظرهم إن أظهروا نفس الشجاعة التي تميز  و إشتهر بها الشحماني … و لعدة أيام بعد إختطافه لزمت الحكومة و أجهزتها الأمنية الصمت المطبق ، و كأنها سعيدة بما حصل ، و كأن الأمر لا يعنيها و ربما كانت تعول على ان الموضوع سيطويه النسيان ، كما حصل في حالات سابقة مماثلة ، فالكثيرون يتم إختطافهم بين فترة و اخرى و حكومتنا (  الرشيدة جدا  )  لا تعرف من يخطفهم أو انها تعرف لكنها لا تستطيع ان تفعل شيئ، ألم  يختطف ثمانية عشر تركيا في وضح النهار من مكان عملهم  و الحكومة تدعي أنها لا تعرف شيء عن مصيرهم  ، رغم أن خاطفيهم أخذوهم في جولة ( سياحية ) لمدينة البصرة ثم أعادوهم الى الحلة و انتهت الرحلة السياحية على جسر المسيب … و الحكومة تقول انها لا تعرف شيئا أيضا عن مصير الشحماني ، و كأنها تريد أن تقول لنا : نحن لم نعرف مصير ثمانية عشر شخصا ، فكيف تريدون منا معرفة مصير شخص واحد ؟ ايتها الحكومة اللارشيدة أنتم تعرفون حق المعرفة من الذي خطف الشحماني ، كما عرفتم من خطف الاتراك بدليل المواجهة التي حصلت بين الجيش و الخاطفين في شارع فلسطين ، و إدعائكم بعدم معرفة مصيره كذب لا يرقى اليه الشك ، و يا حيدر العبادي و بحكم منصبك انت المسؤول الأول و الأخير عن مصير جلال الشحماني و عن أي ضرر يلحق به ، مصير الشحماني لن يطويه النسيان ، و عدم إطلاق سراحه فورا لن يمر مرور الكرام ، و ستكون له نتائج يصعب توقعها ، و يا أيها الثوار ليكن مطلبكم الأول و الرئيسي  الآن اطلاق سراح الشحماني ، إنقاذا له اولا … و انقاذا لكم ثانيا … و إنقاذا للثورة ثالثا … و إن لم تفعلوا ذلك فسيأتي الدور عليكم الواحد بعد الآخر ، عندها سينجح أعدأكم و ستصبح الثورة و التظاهرات في خبر كان لا سمح الله .
            و السؤال الآن من المستفيد من إختطاف جلال الشحماني ؟ و من الذي يمكنه أن يقوم بهذا الفعل الشنيع ؟ هناك قوتان مسلحتان على الأرض ، القوات الحكومية و المليشيات الإيرانية التي يشرف عليها و على تحركاتها هادي العامري الغني عن التعريف بعمالته طبعا ، و إذا ما ربطنا بين زيارة العامري لمدحت الملعون متعهدا له بضرب كل من يحاول إزاحته عن كرسيه و بين جلال الشحماني الذي طالب علنا بإقالة مدحت الملعون وكان ينوي قيادة مظاهرة ثانية أمام مقر ه للمطالبة بتنحيته عن القضاء يوم الثلاثاء نفس يوم إختطافه ، نتوصل الى أن أصابع الإتهام تتوجه الى ميليشيات العامري الذي نفذ ما وعد به مدحت الملعون بإبقائه على رأس السلطة القضائية و ضرب كل من يحاول إقصائه ، و ها هي آخر الأخبار  تؤكد إن اطلاق سراح العمال الأتراك قد حصل نتيجة إتفاق بين المخابرات الإيرانية و المخابرات التركية مما يؤكد ان المليشيات تخطف من تريد المخابرات الايرانية خطفه ، و لا ننسى تصريحات مسؤولي ايران الواضحة ضد ثورة العراقيين .
               و المطلوب الآن من تنسيقيات الثوار ان تضع أولوية قصوى لتحرير  الثائر جلال الشحماني من خاطفيه ،  و يا أيها الكتاب و الصحفيين و الإعلاميين و المثقفين سخروا اقلامكم الشريفة و اصواتكم ايضا على الفضائيات و إطلقوا حملة إعلامية متواصلة و يومية و بكافة السبل المتاحة ، و حتى مخاطبة الإعلام العربي و الدولي أيضا من اجل الضغط على الحكومة العراقية لتحرير الشحماني من خاطفيه ، لإن الجميع يجب ان يقف ضد تكرار ما حصل للشهيد هادي المهدي ، و لإن جلال الشحماني دافع عن الجميع ، فعلى الجميع ان يدافع عنه ، لإن غيابه سيليه غياب ثوار آخرين و هذا ليس في صالح الثورة و عندها لن ينفع الندم .