23 ديسمبر، 2024 7:19 ص

إنقاذ نينوى مسؤولية من؟

إنقاذ نينوى مسؤولية من؟

التكاملية الجمعية تفرض علينا في حال الشدة والضيم أن يتنازل بعضنا للآخر، وأن يتضاعف الجهد المبذول في سبيل تحقيق ما يصبو اليه من يريد العمل على تخليص نينوى مما تعاني ظلماً وجورا ملئ ارجاءها ولم يسلم منه احد، حتى الاموات والاحجار والنبات، ناهيك عن الانسان بنيان الله.
نينوى الجرح:
لم تذق طعم الراحة من كثرة المؤمرات التي حيكت ضدها بدءا من محاولات جادة قام بها الخصوم بغية ابعاد اهلها (الاصلاء) عن قيادتها الى بر الامان، وراهن حينها بعض المحسوبين على نينوى بنفس العشائرية التي كانت تقابل حينها (التسلط) والتفرد، وبخس حق الداخل والطغيان والاخسار.
ولم تنطل الموجة بما رافقها من اصوات نشاز، وتشويه واضح، لم تنطل على اهل نينوى ليقولوا كلمتهم وقتها عبر انتخاب احد ابنائها ليكون محافظا لها، رغم كل التحركات السياسية التي كانت تهدف إلى سلخ المدينة عن هويتها الراسخة في التاريخ، وقتها قاد آل النجيفي دفة القيادة، منتقلين بنينوى الى بر الامان.
صناعة القرار:
المعروف أن يكون المحافظ في اية محافظة رئيس اللجنة الامنية، ويرجع اليه دوماً في اتخاذ القرارات لانه اعلم شخص بمدينته، وتم انتخابه ثانياً من قبل الغالبية من اعضاء مجلس المحافظة.
الذي جرى في نينوى محاولة ابعاد السيد اثيل النجيفي وقتها عن المشاركة في صناعة القرار، بل وصلت الدكتاتورية التفردية حينها الى الاستبداد السياسي الذي جر المحافظة الى ما لا يحمد عقباه.
والامر جاوز حده أكثر في تعرض المحافظ لاكثر من محاولة اغتيال مدفوعة الثمن داخليا وخارجياً.
دفعت المدينة آنذاك الثمن غاليا بسبب السياسات التفردية من قبل ما يسمى (قيادة العمليات) والفرق المتعاقبة التي اذاقت الناس صنوف العذاب ولم تحفظ امن المدينة واهلها.
لواء (الذيب) سئ الصيت وأعماله البربرية لا زال اهل الموصل يتذكرونها جيداً، وكذا الاعمال الفردية لبعض القادة في اهانة اهالي المدينة، ومعاقبة اهلها بشتى الوسائل.
وللتأريخ وقف حينها أثيل النجيفي بوجه كل الانتهاكات وعرض نفسه للخطر من اجل ابناء محافظته، والتلاسن اللفظي الذي وقع بينه وبين (المنهزم) مهدي الغراوي قائد الشرطة الاتحادية لا يخفى على أحد.
نينوى الواقع:
بعد مؤامرة انسحاب قطاعات الجيش والشرطة بصورة مفاجئة من كل نينوى وانهزام زهاء 40000 عنصر امني في ترتيب محكم، وثبات محافظ نينوى الى الدقائق الأخيرة قبيل دخول مافيات داعش المدينة.
كل هذه الأمور المرتبة سلفاً لضرب المحافظة، والنيل من ارادة ابنائها لتركيعهم، بعد أن اصابهم اليأس من اختراقها مخابراتيا من قبل ايران، كانت داعش بالنسبة لحكومة المالكي هي المنقذ، وتم تسليم كل نينوى على طبق من ذهب للعصابات.
والسبب واضح وهو تصفية حسابات سابقة منذ اعوام والمدينة بيد ابنائها وهذا لا يروق للمالكي ومن يدور في فلكه.
نينوى المستقبل:
المحافظة الان بحاجة الى وقفة تضامنية، عبر القرار الواحد والكيان الموحد، ولعل معسكر الحشد الوطني بعث الامل في نفوس أبناء نينوى وخصوصاً بعد تصديه الاخير للهجوم الذي طاله، وهي رسالة واضحة لدور المعسكر في المشاركة الفاعلة في اطلاق شرارة تحرير كل نينوى من براثن داعش ومن على شاكلتهم.
ازعم اني متابع جيد لما يجري على الأرض، وكم استبشر خيراً، ومن يشاطرني الرأي حين نرى السيد أثيل النجيفي المشرف على المعسكر وهو يتجول في المعسكر معايشة مع ابنائه المقاتلين الذي ينتظرون ساعة الصفر.
الطبقة السياسية الموصلية من نواب في بغداد، واعضاء حكومة محلية مدعوون لمساندة ودعم معسكر الحشد الوطني والسيد اثيل النجيفي من اجل نينوى جديدة تتكسر على ابوابها كل المؤامرات، ومن ثم المشاركة الفاعلة في تسجيل موقف سيجد صاحبه اثره في القريب العاجل.
أختم لنينوى:
الصراعات السياسية لن تكون عاقبتها خيرا، والفرصة سانحة الان لدعم نينوى وأبنائها، والتأريخ سيسجل بأحرف من نور من وقف مع نينوى في ازمتها الحالية، شكراً لإبطال الحشد الوطني الصامدون وتقدير لمن يدعمهم ويساندهم، ونينوى بخير حين يحكمها ابناؤها.