عند حدوث أي طارئ ملفت للنظر في تلك البلدان التي تخضع لنفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإن أصابع الاتهام ستشير مباشرة لهذا النظام أو إن له علاقة به أو على أقل تقدير إنه تداع أو رد فعل أو إنعکاس أو حتى نتيجة للدور والنفوذ الايراني في ذلك البلد، وبنفس السياق جرى ويجري تفسير الانفجار الرهيب الذي وقع في بيروت، ولکن لايبدو إن الشعب اللبناني قد کان يمتلك نفسا وصبرا لکي ينتظر نتائج التحقيقات بل إنه إنفجر في تظاهرات عفوية بعد ذلك الدمار الذي نجم عنه الانفجار ليقوم بإعدام دمى تمثل حسن نصرالله الامين العام لحزب الله اللبناني المعروف ليس بعلاقته وإنما بتبعيته المفرطة للنظام الايراني والتي يفاخر بها نصرالله!
مشهد الاعدام الصوري لنصرالله هو في الحقيقة تعبير صريح جدا وعن الرفض الشديد للشعب اللبناني لدور ونفوذ النظام الايراني في بلدهم ورغبتهم العارمة بإنهائها، خصوصا وإن هذا النفوذ إرتبط بسلسلة من المآسي والويلات المرافقة له على الدوام والذي جعل لبنان الذي کان وشعبه يعتبر بمثابة سويسرا الشرق ومنفتحا على العالم بلدا منزويا ومعزولا عن العالم ومحاصرا بالمشاکل والازمات، وهذا الموقف من جانب الشعب اللبناني والذي يعبر عن الرفض العارم لدور ونفوذ النظام الايراني، لايختلف بالمرة عن مواقف مشابهة شهدناها في العراق بل وحتى إن العراق يغلي حاليا بالرفض ضد دور ونفوذ هذا النظام الذي تسبب بمعظم المآسي والويلات التي يعاني منها الشعب العراقي، وبطبيعة الحال فإن هذا لايعني أبدا بأن بقين شعوب المنطقة وبشکل خاص شعوب سوريا واليمن راضية عن دور ونفوذ النظام الايراني بل إنها على نفس خط الشعبين اللبناني والعراقي وخصوصا عندما ترى ماجناه ويجنيه هذا النظام من شر وعدوان على شعوب لبنان والعراق اليمن وسوريا من أجل ضمان بقاء وإستمرار نفوذه. ولذلك لابد لحادثة الانفجار المروع في بيروت أن تسلط الاضواء على الدور والنفوذ السلبي للنظام الايراني في المنطقة وتمهد من أجل العمل بصورة وأخرى لإنهائه وليس تحديده أو تقليصه حتى.
النظام الايراني المعروف بإستخدامه لکل الطرق والسبل والمناسبات المختلفة من أجل بسط نفوذه وترسيخه في بلدان المنطقة، يقوم دائما بإستغلال نقاط ومواقع الضعف في بلدان المنطقة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته ولاندري لماذا لاتعمل بلدان المنطقة على العمل بنفس الاسلوب خصوصا وإن للنظام الايراني العديد من نقاط الضعف وحتى إنه يمر حاليا بمرحلة يبدو فيها أضعف مايکون، وإن هناك العديد من النقاط التي يمکن الاستفادة منها وتوظيفها حاليا ضد هذا النظام ولعل من أهمها وأکثرها تأثيرا عليه حاليا نقطتان مهمتان هما:
الاول: دعم وتإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کبديل لهذا النظام.
الثاني: الاستفادة من الفرصة الذهبية التي تداعت عن الموقف الامريکي الرسمي المطالب بتشکيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في مجزرة صيف عام 1988، ودعم المطلب الکندي بإدراج هذه المجزرة في لائحة قرار يدين النظام الايراني في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمزمع عقدها في أيلول/سبتمبر القادم، وقطعا فإن النجاح في هکذا أمر من جانب بلدان المنطقة وصدور هکذا قرار فإنه سيٶثر کثيرا على الاوضاع الداخلية وعلى الموقف الدولي للنظام الايراني المعزول والضعيف حاليا وبإمکانه أن يحقق نتائج يحلم بها الجميع.