وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت  فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
للأخلاق آثارٍ عظيمة حين تحكُم واقعَ الناس وتوجِّه بوصلة سلوكَهم، فإذا ما فقدت الأخلاق استطار الشرُّ وظهر الفساد في شتى مجالات الحياة السياسية والإعلامية والاقتصادية والثقافية.
نحن لانطالب بالكمال الكلي في ممارساتنا اليومية ، بل لابد من الحفاظ على بعض القيم الأخلاقية في تصرفاتنا خاصة عندما نكون في واجهة إدارية كبيرة للبلد كما هو الحال في إدارة الإتحاد العراقي لكرة القدم.
واليوم مع الأسف الشديد نشاهد ممارسات متناقضة جداً في سلوك نفس الأشخاص، فقد سبق للكابتن علاء كاظم رئيس الهيئة الإدارية لنادي الطلبة والمرشّح على منصب النائب الاول لرئيس الاتحاد العراقي أن قدم إعتراضاً على ترشح الكابتن شرار حيدر لمنصب النائب الأول في إنتخابات إتحاد الكرة العراقي ، لوجود فقرة في لوائح اتحاد الكرة لاتجيز لمن كان يحمل غير الجنسية العراقية أن يرشح لرئاسة أو عضوية الإتحاد العراقي.  والكثير يعلم سبب وضع هذه الفقرة ضمن لوائح الإتحاد في الإنتخابات السابقة! وعاد الكابتن علاء كاظم  ليسحب هذا الإعتراض وليقول للكابتن شرار حيدر في إتصال عبر قناة العراق الرياضية  🙁 انتهى الموضوع وأصبح تحت قدميك، وغداً سأذهب إلى لجنة الطعون وأسحب الاعتراض بشكلٍ نهائي، لأنّه لا أريد له أن يفرّقنا أبداً، وإذا فزت سأكون انا أول من يبادر بتهنئتك) ، في هذا الموقف لابد لكل متابع لموقف الكابتن علاء أن يشيد بهذا الخلق الرياضي والإنساني والوطني العالي ، ولكن في نفس الوقت لابد لنا من طرح السؤال على الكابتن علاء كاظم وكل عضو هيئة عامة في الإتحاد العراقي لكرة القدم : لماذا لم يعترض أحدكم على ترشح ناجح حمود كونه مشمولاً بقانون المساءلة والعدالة ؟ هذا القانون الذي شرع لإنصاف ضحايا النظام المباد وأزلامه ،  وهل يعقل ياأخوان أن تعترضوا على ترشيح  ضحايا النظام المباد ، وتقفوا مع الفريق الذي يمثله أزلام ذلك النظام العفن  ، وتقفوا مع من أدين بقرار أعلى محكمة دولية بالتلاعب والتزوير في الإنتخابات السابقة  محكمة(كاس) ،وتقفوا مع من كان يتآمر على الكرة العراقية حينما كان يرسل التقارير الى الإتحاد الدولي (الفيفا) التي تؤكد أن الملاعب العراقية غير آمنة ، وتقفوا مع من أرسل للإتحاد الدولي تقارير تحرض على إحتفالية إفتتاح ملعب البصرة  !وتسمحوا له بتقلد أعلى منصب في جمهورية كرة القدم العراقية ؟؟؟
لايمكن أن نسمي ذلك إلاّ نفاقاً وخللاً في الأخلاق وفي موازينها الوطنية ، ونحن إذ ندين المساس بشخص السيد شرار حيدر  نطالب اللجنة الرياضية البرلمانية ، وهيئة المساءلة والعدالة ، ووزارة الشباب والرياضة ، واللجنة الأولمبية العراقية التدخل ومنع ناجح حمود من الترشح لعضوية أو رئاسة الإتحاد العراقي لكرة القدم إنصافاً لضحايا البعث المباد ، وإحتراماً للدستور العراقي الذي وافق عليه الشعب العراقي.
[email protected]