23 ديسمبر، 2024 2:14 م

إنشغال الأمة بالسفاسف!!

إنشغال الأمة بالسفاسف!!

من سوء حظ الأمة إنشغالها بالسفاسف , وتبديد جهودها وطاقاتها في مواضيع عفا عليها الزمن وغادرتها الأمم والشعوب , والأمة تندحر بها وتتمزق بسببها , وتنحدر إلى مهاوي الضياع والإنقراض , لأنها تؤسس لدوّامات من الدوائر التدميرية المفرغة.
فالأمة منشغلة بالمذهبيات والفئويات , وكيف ينتصر هذا المذهب على ذاك , ويتمزق الدين بالدين , ويقاتل أهل الدين بعضهم بعضا , فذلك هو النصر المبين , والتقدم والرجاح في الدين.
فالأمة ترجم الدين بالدين , وتمحق المذهب بالمذهب , وتعطل العقل وتنادي حيّ على شرِّ العمل!!
الأمة تترنح في متاهات الأنين , وفي حلبات الشانئين , وأبناؤها منوَّمين , ودعواهم أن أللهم أنصر الأخ على أخيه , يا أرحم الراحمين!!
الأمة تجيِّش بعضها على كلها , وكلها على بعضها , وما عندها من ثروات تشتري بها سلاحا لقتل أبنائها المنادين بحياتها ووجودها.
الأمة لا تتحدث عن العلم والعمل , والبناء والإعمار , والتقدم والأمل , والجد والإجتهاد , فأشاوسها يتنعمون بالفساد , ويمارسون التنكيل بالبلاد , والناس من حولهم عبيد أو أوغاد , فلا من قدرة على لم الشمل والإنطلاق والإرتياد.
الأمة في كساد أفكار وتعفن رؤى , وكثرة أباليس متاجرين بدين , يمتهنون الضلال والبهتان , وبكذبهم يغنمون , ويأخذون المخدوعين بهم إلى ويلات الجحيم , وكأنهم رتعا في حظائر الجزر بالجملة والمفرد , وبإسم جزاريهم يسبّحون , وبربهم هواهم يؤمنون , وعلى مَن إستعبدهم يتوكلون , وشعارهم إنا لله وإنا إليه راجعون.
الأمة تخون الأمة , وتنحر ذاتها , وتمزق رسالتها , وتنكر كتابها , وتمتهن رموزها , وتمتطي دينها في حلبات المصارعة الدنيوية , لتفوز بغنائم بشرية , تحسبها سبايا ومما ملك اليمين , من الأبرياء المأسورين القادمين إلى وحوش مؤدينة تشتهي فعل المشين.
الأمة تلعن نفسها , وتغتال مبادءها , وتدوس على قيمها , وتحارب الفضيلة وتعلي شأن الرذيلة , وتقيم للفساد منابرا , وللإجرام محافلا , وتؤازر أعداء الدين بالدين.
الأمة تسعى إلى حتفها رغم أنفها , فهل ستثوب إلى رشدها؟!!