نحنُ ليسَ المهمُ عندَنَا أبداً أن نطرحَ سيناريو يمكنُ تحققهُ في المستقبلِ, بل المهمُ أن نروضَ عقولنَا على كيفيةِ التفكيرِ السياسي والعسكري, بل نروضَ العقولَ على فهمِ الكثيرِ مِن مراداتِ الأخرينَ ومَا تَكُنُهُ صدورُهُم وتضمرهُ أنفسُهُم, بمجردِ أن تخرجَ الكلماتُ مِن أفواهِهِم وتصلُ الى مسامِعِنَا …
بل, يجبُ علينَا أن نرتقي الى خطواتِ متقدمةٍ جداً في فني السياسيةِ والعسكريةِ الى مراحلٍ تمكننَا أن نرسمَ بعضَ السيناريوهاتِ ولعشراتِ السنينَ مِن الآنَّ, وبالتالي فإنَّ رسمَهَا سيجعلنَا الأقدرُ على فهمِ الكثيرِ مِمَا تضمرهُ الصدورُ مستقبلاً, بل سنصلُ الى مرحلةِ المجيبِ الآلي التي تردُ الجوابَ وتدفعُ الإشكالَ بمجردِ صدورهِ مِ، المقابلِ …
وهذهِ المراحلُ المتقدمةُ مِن التفكيرِ لا يُمكن أن يصلهَا الفردُ أو المجموعةُ مِن الأفرادِ وهم يعيشونَ العَزْلَ التامَ والعُزْلَةِ التامةِ أبداً, بل عليهِم أن يكونواَ متعاملينَ مع الأحداثِ العالميةِ فضلاً عن الإقليميةِ والوطنيةِ على نحو الجديةِ, وأن يُشبعوا التحركاتِ العالميةِ دراسةً وتحليلاً, بل ويعقدوا لهَا العشراتِ مِن الدراساتِ الأكادميةِ والوطنيةِ حتى يصلوا الى رؤيةٍ تامةٍ أو قريبةٍ مِن الحقيقةِ …
هذا إذا تكلمنَا على مستوى الفردي والجماعي البسيطِ, أما في حالةِ التكلمِ عن المستوى الوطني ومستوى بناءِ الدولةِ المتكاملةِ بالمنظورِ العالمي المتعارفِ عليهِ, فلابدَ لنَا مِن التفكيرِ في بناءِ وإنشاءِ الكثيرِ مِن مراكزِ الدراساتِ الأكادميةِ والجامعيةِ وإنشاءِ الكثيرِ مِن المعاهدِ البحثيةِ, كلُّهَا لإجلِ إعادةِ دراسةِ التأريخِ السياسي المعاصرِ, مع إنشاءِ مكتباتٍ عامةٍ تهتمُ في جمعِ وطبعِ ونشرِ هكذا دراساتٍ, بل والإعتناءِ بشراءِ الكثيرِ من النسخِ لدراساتٍ أكادميةٍ وإعادةِ ترجمتِهَا الى اللغةِ العربيةِ لتكن بمتناولِ أكبرِ عددٍ مِن القراءِ والمهتمينَ …
وبالحقيقةِ هذهِ هي الستراتيجيةِ العالميةِ التي تعاملَ بهَا البنتاكونُ الأميركي للسيطرةِ على العالمِ, مِن خلالِ شراءِ العشراتِ مِن النسخِ التي تقومُ المطابعُ على إصدارِهَا ونشرِهَا, وبالتالي خزنِهَا في مكتبتهِ الأكبرِ في العالمِ, وهنَا إستطاعَ البنتاكونُ مِن دراسةِ العالمِ دراسةً تحليليةً -إثنوغرافيا- مِن خلالِ دراسةِ الأفكارِ والتقاليدِ, وبالتالي الحصولُ على الأثرِ الرجعي (Feed back) التي وصلتْ إليهِ الشعوبُ مِن خلالِ العملِ الخارجي على تلقينهِ وترويضهِ لتقبلِ حقائقاً لم يكن يتقبلُهَا يوماً مِن الأيامِ !!!
نعم, أنا لا أتكلمُ عن مكتبةً إفتراضيةً أو رقميةً, بل أتكلمُ عن مكتبةً ورقيةً تتألفُ مِن الملايينَ مِن الرفوفِ الخشبيةِ ومئاتِ الملايينَ من الكتبِ الورقيةِ, والآلافِ مِن الشبابِ العاملينَ فيهَا !!!
#لذا …قلتُ لكُم اليوم وفي السابقِ, أنهُ ليسَ مِن الضروري أن نتعاملَ مع القرائاتِ السياسيةِ والقراءِ على نحو التحققِ الخارجِ, لأنَّ هذهِ نظريةُ المتخلفينَ -حاشاكُم أحبتي-, وهذهِ النظريةُ هي الأقربُ الى نظريةِ أولئكَ الكشافينَ وفتاحي الفالِ والمنجمينَ, وهل هنالكَ شخصٌ عاقلٌ إدعى يوماً مِن الأيامِ على أنَّ هؤلاءِ مشروعٌ مِن مشاريعِ بناءِ الدولِ المتقدمةِ, بل الكلُّ يتفقُ تقريباً على أنَّ ظهورِ مثلِ هؤلاءِ وإنتشارهِم يتناسبُ طردياً مع تخلفِ الشعوبِ والسيرِ في المراحلِ الأخيرةِ لإنهيارِهَا !!!
بل يُمكن أن نعرفَ البارعينَ في الشأنِ السياسي والعسكري مِن خلالِ التقديمِ لكلِّ السيناريوهاتِ المحتملةِ والتي يُمكن أن يلجأ إليهَا العدو الخارجي, وبالتالي ستكون هذهِ التحليلاتُ بمثابةِ الجرعِ الوقائيةِ التي يتلقاهَا الأصحاءُ وليسَ المصابونَ بالمرضِ, يعني نحنُ نريدُ جيلاً يشرفُ على إكتشافِ الجرعِ الوقائيةِ السياسيةِ والعسكريةِ, وليسَ أن ينكبَ فقط على عملياتِ الإستكشافِ الدوائي, وهذا الجيلُ لم نصلْ إليهِ لحدِ الآن, بل كلُّ ما توصلنَا إليهِ هو الجيلُ ليسَ المريضَ فقط, بل الجيلُ الحاملُ للمرضِ الفتاكِ, الذي يُحسبُ على الأصحاءِ والأسوياءِ, بينمَا هُم مِن حملةِ المرضِ الفتاكِ القاتلِ الذي يُعادلُ قنبلةً جرثوميةً -بايلوجيةٌ- تخلفُ المئاتِ والآلافِ مِن القتلى في حالةِ إنفجارِهَا !!!
ومِن هنَا لابأسَ أن أكررَ مراراً وتكراراً, أن ما أقومُ بكتابتهِ مِن أطروحاتٍ محتملةً وقرائاتٍ سياسيةً, ليسَ ملاكُهَا إضفاءُ المتعةِ عندَ القراءِ الكرامِ!!!, بل هي ليستْ عملياتٍ لفكِ بعضِ الطلاسمِ والإحجياتِ التي يعجزُ المقابلُ عن فهمِهَا أو إدراكِهَا, بل إنَّ ملاكَ العناءِ في كتابتِهَا وإخراجِهَا على حسابِ الصحةِ والوقتِ هو التوصلُ الى أن نضعَ حجراً مِن أحجارِ الأساسِ لبناءِ ذلكَ الصرحِ الشامخِ, الذي سيعيدُ لإمتِنَا وبلادِنَا هيبتهُ المسلوبةِ والمخطوفةِ والمغتصبةِ …
لذا ليسَ مِن المعقولِ أن أُقابلَ في كلِّ مرةٍ الكثيرَ مِن الأحبةِ -والمفترضُ أنهُم على وعي تامٍ لكلِّ ما يُطرحُ هنَا نتيجةً للمرابطةِ والمتابعةِ المستمرةِ طوالِ هاتينِ السنتينِ تقريباً- وهُم غيرُ قادرينَ على درئ و رَّدِ ومناقشةِ, بل وفهمِ الإشكالِ المطروحِ مِن قبلِ الخصمِ !!!
فبِمُجَرَدِ أن يظهرَ أمامَهُم إشكالٌ حتى تبدءَ صفحاتُ الوجهِ بالتلونِ بألوانِ الطيفِ الشمسي كافةً, ولماذا ؟؟ لأنهُم يمرونَ مرورَ الكرامِ على ما يَتمُ طرحهُ هنا, وكأنَّهُم يمرون على أخبارٍ عاجلةٍ التي إعتادَ#السوربونيونَ_كتابَتَهَا, لا بل لابدَ مِن ترويضِ النفسِ والعقلِ على الإشكالِ وردِ الإشكالِ, بل قبلَ أن تُفكرَ يوماً مِن الأيامِ على النشرِ أو الكتابةِ, لابدَ أن يكونَ النصُ أولَ ناقدٍ لهُ هو نفسُ المؤلفِ لهُ, حتى يضمنُ الكاتبُ والمؤلفُ والمحللُ والناقلُ -#ومشكلتي_مع_الناقلِ- خروجَ المقالِ بأقلِ أخطاءٍ ممكنةٍ, بل لا يَرِدُ عليهِ إشكالٌ إلا مِن أولئكَ الذينَ يرتقونَ على مرحلتهِ بكثيرٍ …
#فمثلاً …نحنُ ذكرنَا في المقالِ السابقِ وتحتَ نفسِ العنوانِ (https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1778017135808023&id=100007992601410) , أنَّ هنالكَ إحتمالاً كبيراً جداً في تشكيلِ منطقةٍ عازلةٍ ذاتِ الطابعِ العسكري وليسَ السياسي, لأنَّ إستحصالَ القرارِ السياسي الأممي يحتاجُ الى عمليةِ توافقٍ كبيرةٍ, بل أنَّ إستحصالَ مِثلَ هذا القرارِ يَقتربُ مِن الإمتناعِ, لأنَّ الحربَ في سوريا وسياسةِ قضمِ الأراضي لصالحِ الروسِ مِن طرفٍ والى أميركا مِن الطرفِ الآخرِ, ليسَ الهدفُ مِنهَا هي بسطُ السلطةِ والسيطرةِ على الإقليمِ, بل هو البحثُ عن ثغرةٍ روسياً بإتجاهِ أوربا الشرقيةِ, وبحثُ عن سدِ هذهِ الثغرةِ أميركياً لحمايةِ أمنِ الإتحادِ وأمنِهَا القومي …
ولفهمِ هذهِ الحقيقةِ يتولدُ عندنَا الإحتمالُ الكبيرُ جداً على أنَّهُ مِن الصعبِ جداً أن تدخلَ في عمليةِ المساومةِ الأمميةِ, لأنَّ المبحوثَ عنهُ ليسَ المصالحَ, بل الأمنَ القومي لكلا الطرفينِ روسيا وأميركا !!!
ومِن هنا يُفهمُ جيداً, أنَّ إختيارَ تركيا المناطقَ المتاخمةِ لمحافظةِ هتاي -الإسكندرونة- التركيةِ, لم يكن إختياراً مدنيً أبداً, بل هو إختياراً عسكرياً بإمتيازٍ !!!كيف ؟؟؟لأنَّ إنشاءَ المنطقةِ العازلةِ هو تحصيلٌ حاصلٌ عسكرياً في الشمالِ والشمالِ الشرقي السوري, لأنَّ هنالكَ مناطقاً محررةٌ مِن أيدي النظامِ منذُ بدايةِ الثورةِ السوريِ عام 2011, في الشمالِ والشمالِ الشرقي السوري, وكانَ مِن السهلِ جداً الحصولُ على مناطقٍ عازلةٍ أممياً, وإستحصالُ القرارِ بسيطاً جداً بالقياسِ مع المنطقةِ العازلةِ المطالبِ بهَا مِن قبلِ تركيا على تخومِ محافظةِ هتاي, لأنَّ الشمالَ السوري لا يُشكلُ خطراً عسكرياً على النظامِ في سوريا …
لذا هنَا يُمكن أن نفهَم أن إنشاءِ المناطقِ العازلةِ كانَ ممكناً أممياً, بل وليسَ مِن الصعبِ أبداً, لأنَّ أمثالِ هذهِ المناطقِ حصلتْ وبكثرةٍ سابقاً كما في المنطقةِ العازلةِ بينَ العراقِ والكويتِ أبانَ حربِ الخليجِ الأولى, وبينَ الكوريتينِ, وبينَ ألمانيا وفرنسا قديماً, وبينَ أثيوبيا وأرتيريا, وشمالِ وجنوبِ السودانِ …
ولكن هذهِ السهولةُ لو طالبتْ تركيا بإنشائهَا في الشمالِ أو الشمالِ الشرفي لسوريا, ولكنَ ما عقدَ المسألةِ كثيراً هو أن طالبتْ تركيا إنشائَهَا بالقربِ من هتاي, وهذا ما جعلَ الروسُ رافضينَ لهَا بالمطلقِ, لأنَّ الهدفَ مِن إنشائِهَا عسكرياً وليسَ مدنياً !!!
ومِن هنا نفهَمُ صراحةً سوءَ النيةِ التركيا -سياسياً- وجعلَ المدنيينَ حطباً لتسخينِ ملفٍ سياسي وجعلهِ بمرحلةِ النضجِ وجهوزيتهِ التامةِ للأكلِ …
وبالمقابلِ نفهُم الغباءَ الروسي والسوري والإيراني في نفسِ الوقتِ, لأنَّهُم لم يقدموا حلاً يدينونَ مِن خلالهِ الموقفَ التركي لإنشاءِ مثلَ هذهِ المنطقةِ في قلبِ سوريا, وبالتالي بقيتْ الكرةُ التركيا في مرمى روسيا تحديداً ولعدةِ سنواتٍ, حيثُ كانَ مِن المفترضِ لسوريا أن تُبدي حُسنِ النيةِ مع الشعبِ السوري, وتبينُ أممياً أنهُم ليسوا أهدافاً لهَا, بل أنَّ الهدفَ هو فقط حملةِ السلاحِ ضدَ النظامِ !!!
لذا بقيتْ مبادرةُ إنشاءِ المنطقةِ مطروحةً أممياً وبقوةٍ, ومَا أن يغيبَ هذا الملفُ فترةً معينةً حتى يعودَ بالظهورِ مرةً أخرى, وصارَ أشبهُ بمسمارِ جُحَا, حيثُ تعلقُ عليهِ تركيا أملَ بقاءَ المدينينَ بعيدينَ عن خطرِ الموتِ وأتونِ الحربِ, وبالمقابلِ دغدغةُ المشاعرِ الأوربيةِ لتقليلِ مِن زخمِ الهجرةِ إليهَا في حالِ تشكيلِ هكذا منطقةٍ والتي ستأوي الملايينَ من المهاجرينَ في ربوعِ الأرضِ …
#وإنَّ …مشكلةِ القبولِ بهكذا منطقةٍ عازلةٍ على تخومِ حدودِ هتاي التركيا, وبمساحةِ 2500km مربعٍ تقريباً, لأنَّ هذهِ المنطقةِ ستكونُ على أرضِ أكبرِ محافضتينِ في سوريا, بل وأنَّ إنشاءَ هذهِ المنطقةِ سيكونُ لهُ أثراً عسكرياً مباشراً على النظامِ السوري, بل ومعجلاً بسقوطهِ خلالَ أشهرٍ قليلةٍ من إنشاءِ هذهِ المنطقةِ, لأنَ محافظةِ حلبٍ وإدلبٍ ستتحررانِ مباشرةً لِقربِ هذهِ المنطقةِ منهَا, وبالتالي سيقضمُ الثوارُ كلَّ المحافظاتِ جنوباً وصولاً الى دمشقٍ, بينمَا تسقطُ المحافظاتُ الشماليةُ كرقةٍ وديرِ الزورِ والحسكةِ طواعيةً وبدونِ قتالِ, بسببِ أنَّ حربَ الدفاعِ عن العاصمةِ سيكون الأهمُ بالنسبةِ للنظامِ, هذا السيناريو كانَ مطروحاً في عامي 2012-2011 من بدايةِ الثورةِ السوريا !!!
وبالتالي كانَ الحقُ مع النظامُ (سياسياً وعسكرياً) مِن رفضِ هذا المشروعِ, بل وليسَ مِن المعقولِ أن تكونَ روسيا بهذا الغباءِ المفرطِ بالقبولِ بهِ, وبالمقابلِ نعلمُ جيداً الغباءَ التركي لمطالبتِهِم بهكذا منطقةٍ ستراتيجيةٍ مِن قبولِ الطوعي الأممِي لهكذا مشروعٍ بعدَ فتحِهَا السيلِ الهادرِ مِن المهاجرينَ الى أوربا الشرقيةِ ومِنهَا الى عمومِ أوربا, لأنَّ الضغطَ على أوربا لاينفعُ في شيءٍ, لأنَّ القرارَ الأممي غيرُ مبني هذهِ المرةِ على المصالحِ الأمميةِ, وبالتالي سترضخُ روسيا لهذا التصويتِ وعندَهَا سيُمررُ المشروعُ كمَا حصلَ في الكثيرِ مِن البلدانِ العربيةِ سابقاً كالعراقِ وليبيا …
ومِن هنَا رجحنَا القولَ بإنشاءِ منطقةً عازلةً عسكريةً وليستْ سياسيةً مبنيةً على القرارِ الأممي, على طولِ الشريطِ الحدودي التركي السوري عدا على محافظةِ هتاي التركيا, ولكنَ أمرَ عزلِهَا ومنعِ المقاتلاتِ السوريا والروسيا مِن التحليقِ في أجوائِهَا لايمكنُ أن يحصلُ بحالٍ أبداً, إلا بتحصيلِ قرارٍ أممي أو إتفاقِ بينَ أطرافِ النزاعِ في سوريا, للقبولِ بعمليةِ مُقايضةِ هذهِ المنطقةِ على أساسِ منطقةٍ أخرى !!!
ولكن هنَا على الروسِ والنظامِ أن يلتفتوا جيداً, أنَّ القبولَ بالتدخلِ التركي على طولِ الشريطِ الحدودي بينَ البلدينِ وبعمقِ 20km عسكرياً, سيُوفرُ عشراتِ الآلافِ مِن المقاتلينَ الأكرادِ القادرينَ على قضمِ ما تبقى مِن المحافضاتِ الثلاثةِ الشماليةِ -الحسكةُ, دير الزور, الرقةُ-, وبالتالي تبقى أميركا هي اللاعبُ الأوفرِ حظاً على رقعةِ الشطرنجِ السوريا, حيثُ تملكُ مِن المقاتلينَ مئاتِ الآلافِ القادرينَ على إعادةِ توجيهِ بوصلتِهِم لتحريرِ المزيدِ مِن الأراضي السوريا !!!
#وهنا …يجبُ علينَا الإلتفاتْ جيداً, أنَّ أميركا تملكُ مِن خياراتِ وأطرافِ الخيوطِ ما يُأهلُهَا للدخولِ بأيِّ عمليةٍ تفاوضيةٍ مع الروسِ مع الخروجِ منتصرةً في نهايةِ المطافِ, وإن سَوَقَ الإعلامُ على إنهُ تراجعٌ أميركي, لأنَّ هذا التسويقَ يَنُمُ عن الغباءِ المتأصلِ في العقولِ العربيةِ الحاكمةِ والمسيطرةِ على السلطةِ والإعلامِ !!!
فإنَّ أقصَ ما يُملكهُ الروسُ من الملفاتِ لا يعْدُو ملفاً واحداً وهو الإبقاءُ على وجودِهَا أو موطئ قدمٍ في المنطقةِ مع بضعةِ صواريخٍ عابرةٍ للقاراتِ ومهددةٍ للأمنِ العالمِي, لإبقاءِ نفسِهَا على سدةِ التقدمِ العسكري العالمي, هذا الملفُ ليسَ مبنياً على وجودِ أو رحيلِ أو تسليمِ رأسِ النظامِ في سوريا, بل ما تمسكُ الروسِ ببقاءِ النظامِ في سوريا إلا تمسكاً بالميلشياتِ الشيعيةِ المقاتلةِ دونهُ, وبالتالي بمجردِ أن تحزمَ هذهِ الميلشياتُ إيرانياً أمرهَا على رحيلهِ, ستسمعونَ أنَّ روسيا مصرحةً أنَّهُ لا خطٌ أحمرٌ على بقاءِ النظامِ في سوريا, ومرحبةً بعمليةِ إنتقالٍ للسلطةِ !!!