العملية السياسية في العراق، قائمة على تخبطاتٍ مركبةٍ فوقَ أخطاءٍ تجرُ أخطاءً، توجب الوقوف عند المبدأ الشخصي الذي أعتمده في حياتي الشخصية “حين تتداخل الأصوات.. خيركم من سكت”!
والحقيقة التي أدركها زعيم التيار الصدري، جاءت متأخرة، بعد خسارات مني بها الشعب العراقي حد اليأس والإحباط على مدى ثمانية عشر عاما، من الفساد والارهاب والـ… ضياع الذي يهيء لإعلان تلاشي العراق!
وخير من أن يتلاشي على يد هذا، ويسجل تاريخيا على ذاك، أثني على خطوة الصدر بالإنسحاب من العملية السياسية، بعد أن أصبحت الإساءة للمجتمع ومصالح الناس.. نهبا وتسليبا وإختراقا للقانون وتجاوزا على الدستور، يجري بإسم الصدر، الذي يتوارى خلفه حتى المنشقون عنه، مناصبينه عداءً كليا او جزئيا.. ظاهرا او مستترا، حتى هؤلاء يقترفون آثاماً يسجلونها بإسم جيش المهدي “وهو منحل” ويعصبونها بلحية مقتدى الصدر!
لذلك حباً به وحفاظا على ما تبقى.. كما قال في بيانه التلفزيوني.. يجب ان يخرج من العملية السياسة، بعد أن تشبعت تجربته بإساءات لن يغفرها التاريخ والدين، إلا إذا صحح مسار أدائه بالإنسحاب من العملية السياسية، متفرغا لشؤون الدين، تاركا الدنيا التي لخصتها فتاة لبنانية إنتحرت خلال السبعينيات بعد ان كتبت على قصاصة ورق: “أما أنا لا أفهم العالم او العالم لا يفهمني”.
وهي عبارة تعيدنا الى حكمتي الأثيرة الى نفسي: “خيركم من سكت” فمثلما سكتت تلك الفتاة اللبنانية.. أبديا، يجب أن يسكت العقلاء.. سياسيا، عندما تقوم سياسة العراق على محاصصة جائرة وفساد علني!
وليوظف التيار الصدري نفوذه في خدمة الدين والمجتمع؛ فينال رضا الله ومحبة الناس.