22 ديسمبر، 2024 7:52 م

إنجازات “حكومية” في زمن الكورونا !

إنجازات “حكومية” في زمن الكورونا !

فئة من المواطنين تكاد تؤلف نصف المجتمع العراقي ممن يعيشون على مكسبهم اليومي ، يتطرق الجوع إلى عوائلهم عند توقفهم ليوم واحد عن العمل ، وضربت جائحة (كورونا) البلد ، وعندما أصبح الأمر جديا ، توقفت الحياة كليا ، وأردنا العمل بتوصيات الوقاية وأولها إرتداء الكمامة ، وبحثت في 15 صيدلية مشيا على الأقدام ولم أجد من هذه الكمامات! ، أليس الأجدر أن توزّع هذه الكمامات مجانا في الشوارع اسوة بكل دول العالم ، وأشدها فقرا مع المطهرات ؟!.

كنا ننتظر من شركات الإتصالات الغارقة في الفساد ورداءة الخدمة أن تتبرع بكارت واحد فئة 5000 دينار ، أو على الأقل هذا ما هو مكتوب على كارت التعبئة ، لكن سعره الحقيقي 6,500 دينار ! ، وأن تُحسّن خدمة الإنترنيت (الأسوأ والأغلى على الصعيد العالمي أصلا) ، وتنصلت هذه الوزارة عن مجانية هذه الخدمة في هذا الزمن الصعب !.

كنا ننتظر من وزارة “التجارة” ، أن تُشكل خلية أزمة وتوزع مستلزمات اساسية للعائلة العراقية ، كالبيض ومعجون الطماطم والرز وزيت الطبخ وغيرها من المستلزمات الغذائية الأساسية للعائلة العراقية ، لولا كرم المحسنين الذين أبرزوا المعدن العراقي النظيف .

كنا نلتمس أن تتعاون كل من وزارتي التخطيط والمالية ، وأن تستخدم قواعد بياناتها لتوزيع دفعة طوارئ مالية بسيطة للعوائل التي لا موظف فيها أو متقاعد ، فمبالغ الغرامات الهائلة على آلاف السيارات ، بمبلغ قد يصل إلى 400 الف دينار على السيارة الواحدة في فترة حظر التجوال هو كفيل بسداد هذه الأموال ، لكن المهزلة أن رئاسة الوزراء رصدت مبلغ 30 الف دينار للشخص الواحد ، ووضعت سقفا زمنيا قدره يومان فقط لملىء إستمارة الطلب المزعومة ، ولم توزع حتى هذه اللحظة ! ، مصرفي الرشيد والرافدين لم توقف إستقطاعات أقساط سلف المتقاعدين حتى هذه الساعة ، وكل دول العالم دفعت بدل إيجار السكن ، إلا حكومتنا (إلإسلامية جدا) ، بينما نرى حكومات (الكفر والإلحاد) تتسابق لخدمة مواطنيها ! .

كنا ننتظر من وزارة النفط أن توزع قنينة غاز واحدة مجانا لكل عائلة وفق البطاقة التموينية ، ونفس الحال بالنسبة لوزارة الكهرباء ، وهو إطفاء أجور الكهرباء لشهر واحد ، فكل الذي سمعناه عن هذا المجال ، لا يعد سوى إشاعات !.

لكن بدلا من كل ذلك ، نرى النخب السياسية متكالبة على الأجتماعات ، في منزل فلان وعلّان ، وفي هذا الظرف الصعب بالذات ، وكأن الأمر لا يعنيها وهي تتلاقف السلطة تلاقف الصبية للكرة كالزعاطيط ، وكل يدّعي أنه الكتلة الأكبر ، لكننا نعلم أن الهدف هو المماطلة لأجل الإبقاء على عصر الإنحطاط والفساد والتخلف ، العصر الذهبي لكل التيارات والكتل والأحزاب في السلب والنهب وضياع الحقوق ، المتمثل بحكومة عبد المهدي الذي ما كان أن (يُقلع) عن كرسيه لولا الحراك الشعبي المتمثل بثورة الشباب ، وتعود تلك الاحزاب والكتل لغرض ترشيح صمام أمان يمثلها فقط مع الحرص والتكالب والإستقتال على عدم ضياع زمام الأمر من يدها وبالتالي زوال ممالكها ، فتجتمع هنا وهناك وهي تسيل كالمياه الثقيلة التي تجتمع في أحدى البالوعات ! ، والحق أقول أن لولا العناية الإلهية لكانت وفياتنا تضرب الأرقام القياسية العالمية في الوفيات والإصابات ، فلا يوجد مجرد ظل لدولة يلجأ إليها المواطن ، لكن الله بصير بالعباد ، خصوصا إن كانوا مظلومين .