أهم سؤال يطرحه مجتمع أو متصفحي الفيس بوك وإذا إستمر طرح هذا السؤال فقد يدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية والعجيب أنه غاب عن ذهن المولعين بهذا السؤال السؤال الأمثل والأهم الذي هو (لماذا لا يصرح صاحب الأسم أو الشكل المستعار بأسمه أو بوجهه أو بشخصيته الحقيقية؟؟؟)
وإذا شغّل كل متمسك بهذا السؤال ( منو أنته ) جانبه المنصف ووجه ذهنه لسؤال ( لماذا ) لوجد عدة أجوبة وهي بحسب الاحتمالات كالآتي :
الاحتمال الأول : القصد من إخفاء الصورة أو الأسم أو الشخص هو للتلاعب بمشاعر وشخصية وهموم المقابل والغاية صنع المقالب المضحكة أو الساخرة أو قد تصل إلى قصد التشهير بالمقابل وهذا الاحتمال هو الأقرب حدسا والأسرع تبادراً إلى ذهن المقابل مما يؤدي إلى صرف الذهن عن الأسباب أو الاحتمالات الآتية .
الاحتمال الثاني : القصد من عدم التصريح وهو لأن الشخص الذي أخفى شخصيته الحقيقية مرفوض من قبل مجتمعه سواء كان رفض المجتمع له حقاً أو باطلاً فيلجأ إلى الشخصية الثانوية على الفيس بوك علّه يستطيع أن يقنع المجتمع الرافض له بشخصيته الأخرى!!
ولو صرح المرفوض بشخصيته الحقيقية لرفضه المجتمع أيضاً أكيداً .
الاحتمال الثالث : القصد من أخفاء الشخصية هو لرفع الحجب والحواجز النفسية بينه وبين المقابل فبإخفاء شخصيته الحقيقية يستطيع أن يذكر ما يدور في باله وما يختلج صدره وما تريده نفسه دون قيود وذلك غير ممكن أحياناً أو غير متاح أو مستحيل في بعض الأحوال إذا ذكر شخصيته الواقعية أما للحياء أو لخوف الضرر النفسي أو البدني فتكون الشخصية الثانوية درعاً واقياً له من جميع أشكال الأذى والضرر الناجم من الحياء أو الخجل وكذلك ما يطال نفسه وبدنه من أضرار .
الاحتمال الرابع : القصد منه النصيحة أو الإصلاح أو الهداية على جميع المستويات وإن قلت كيف ولماذا ؟
أجبتك إن من التجارب الاجتماعية المؤسفة هو أن النصيحة أو الإصلاح أو الهداية لا تأثر تأثيرها أو تأتي بثمارها أحيانا إذا صدرت من شخص بصفته صديقاً أو زميلاً أو أخاً أو أباً … الخ بقدر ما تأثر من شخص مجهول أو لا تعرفه حتى وأحياناً يجتمع مع هذا الاحتمال الاحتمال الذي سبقه أي ( الثالث ) بمعنى لا يصرح الذي يقصد النصيحة أو الإصلاح أو الهداية بشخصيته الحقيقية خوفاً من مغبة أن يخسر بسبب النصيحة صديقه أو أخاه أو جاره أو أبن منطقته أو يناله من المنصوح الحياء أو الخجل أو الأذى أو الضرر فإخفاء الشخصية الواقعية يكون أولى وأرجح بل وأصلح لأن بذلك تحصل نتيجتان صالحتان بنظر الناصح وهي ضمان نجاح النصيحة من جهة وعدم ةحصول الأذى والضرر للناصح والمنصوح معاً من جهة أخرى بخلاف لو ذكر الناصح شخصيته الحقيقية أو انتمائه أو جهته التي هو تابع لها فقد ينتج نتائج مؤسفة أو وخيمة والشواهد على ذلك كثيرة لا مجال لسردها .
وأخيراً أقول إلى مجتمع الفيس بوك الذين هم أما أخوة لي في الدين أو نظائر لي في الخلق والإنسانية صبراً صبراً على من يطرق أبواب صفحاتكم فهو إما يوشك أن يكون فرداً كارهِ للمجتمع بسبب رفضه المتكرر والمستمر له وطرق بابك آملاً بفرصة تشعره أنه لا زال فرداً من أفراد المجتمع ولابد أن تفكر قبل رفضه فقد يكون رفضك له يخلق منه عنصراً ناقما ومنتقما على أفراد المجتمع ككل كما عبر علماء النفس .
أو الذي يطرق صفحتك مهموم خجلان يبحث على من يعينه على ويلات الزمان ويحتاج أن تتطيب خاطره بكلمة وتتصدق عليه بصداقة صادقة تستغني عن ذكر الأسم أو معرفة المسمى .
أو يكون طارق باب صفحتك جالب لك الخير بنصيحة أو إصلاح أو هداية فيأخذ هو ثواب نصحك وإصلاحك وهدايتك وتأخذ أنتَ فائدة الإصغاء للنصيحة والإصلاح والهداية وثوابها وإن قلت أين أنت من الاحتمال الأول ؟ أجبتك إنه معروف من لحن القول وكل ما لا تعلمه أنه ناصح أو فاضح فجعل لصلاحه في قلبك إمكان حتى يذدك عنه ساطع البرهان والمهم في هذا المقام الحكمة القائلة ( لا تنظر إلى من قال بل أنظر إلى ما قيل ) فلتكن هي الأساس أو المبدأ لمجتمع ومتصفحي الفيس بوك .
فندائي يا مجتمع الفيس بوك معاً نستطيع أن نجعل هذه التقنية أكثر قيمة فهي لم تخترع للضحك والتشهير أو الأسراف والتبذير أو الإفراط والتفريط بل أجدت للتعارف بين بني الإنسان بصرف النظر عن لغاتهم وألوانهم وعقائدهم وشعوبهم ونحن إنما خلقنا لنتعارف بقوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) فالتفت إلى سؤال ( منو انته ) كم هو وزنه وقيمته أمام الهدف من خلق البشرية الذي هو التعارف وكم بخسك سؤال ( منو انته ) من أشخاص كان ممكن أن يكونوا خير الناس والأصدقاء وخصوصاً أن المعروف عن مجتمع الفيس بوك مجتمع يشار له بالثقافة والذوق وأحياناً ليس من الثقافة والذوق أن يكون أول أسألتك ( منو انته ) أو تجعل الجواب عنه شرطاً في الاستمرار بالحوار والدردشة وأخيراً أقولها بالعامية العراقية الجميلة هالله هالله بالناس والمروة حلوة!!!!