22 نوفمبر، 2024 2:20 م
Search
Close this search box.

إنتهى موسم الدين

يعيش العراقيون هذه الايام موسم الذروة الانتخابي، كل الاحاديث تدور عن موضوع ينحصر بورقة وصندوق بعد اربعة عشر يوماً، فلا تكاد تجد حديثاً يخلوا من هذا الموضوع، جزء من الشعب على بساطته يجزم بولاية ثانية للعبادي واخر يقول لا هي تبقى لهذا المكون الا ان هناك منافسين اخرين قد يخطفون ولايته كما يفعلون مع من يعارضهم من ابناء الشعب، الا انني افكر بطريقة اخرى تماماً، والسؤال الابرز الذي يدور بذهني، بعد كل التغيرات في خارطة السياسة العراقية منذ ستة اشهر والى اليوم هل سيتحول التوجه من العقائدي الى فكري بعد نهاية الانتخابات؟
العقيدة شيء، والفكر شيء اخر، العقيد هي ما يعقد عليه القلب ولا شيء اخر سوه، اما الفكر فهو الاصلح لانه نتاج التفكير والدراسة والتعلم والفرق بين الاثنين كبير، خلال المدة من عام 2003 والى اليوم العقيدة تحكم والفكر يخضع، لا احد يستطيع ان ينكر، ولن ينكر مستقبلاً، السياسيون خدروا الشعب عقائدياً منذ العاشر من نيسان والى يومنا، زرعوا الخوف بالقلوب من الاخر، ثم اكثر من شعب في هذه الارض، ولم يكتفوا بالتقسيم المخفي الذي نعيشه بل اشغلوا العالم بصراعات جاهلية قبلية وساقوا الشعب كقطيع الى الهاوية، ثم عادوا اليوم لينقذوا الشعب من انفسهم بأنفسهم.
اليوم الشعب ادركَ اللعبة، والسياسيون ايضاً ادروكوا هذا ولهم الفضل بالتغيير من العقيدة الى الفكر بالخطابات والتنظير اللامتناهي والمصطلحات التي لا يعرفون معناها لدى الشعب، الصراعات التي عشناها ونعيشها كانت درساً كافياً كي نتعلم، اليوم والكل يعلم اصحاب العقيدة من جماعات وتيارات اسلامية عادوا الينا بوجه جديد وفكرة مدنية، والملتحي حلق ذقنة ورجل الدين تبنى اصحاب البدلات الرسمية، وتركوا المرجعية كونها افتت بالمجرب لا يجرب بالمدنية وعادوا طمعاً بالسلطة.
هذا التحول اعتبره ايجابي، لانه يعتبر من ضمن التغيير الاجتماعي، وهذا يعني ان مجتمعنا حي و يعي ما يعيشه من واقع سيء وقرر التغيير، الا ان هذا اعتبره غلاف شفاف ورقيق جداً فوق العقيدة والاسلام السياسي، قيمة التغيير تظهر حينما ننتهي من الاقتراع ويبدأ حصد الاصوات وتشكل الحكومة حينها احصل على الاجابة التي ابتغيها لنفسي كون هذه الفكرة تهم الشعب وانا واحد منهم، هل فوز الاحزاب المدنية التي أسست حديثاً من قبل جماعات “الاسلام السياسي” سيغير من التوجه والعلاقات من الدول المجاورة الى الدول الاقليمية؟ هذا السؤال صعب الاجابة عليه الان، ننتظر نتائج الانتخابات وما تحمله من مفاجأت وهي التي تحيب عن هذا السؤال.
بقي ان اوصي كل شخص ينتخب، عزيزي العراق عراقنا، هؤلاء ضيوف، اولا كف عن عبادتهم وتقديسهم ووضع علامة الشطار قبل اسماءهم، ثانياً ما دامت هناك باب للتغيير حاول ان تغيير، ثالثاً ان المدنية تضمن حقكَ ولا تنتهك حرمتك، بل العكس تحفظ لكَ دينك وطائفتكَ ومقدساتكَ وشعائركَ، ثم ان العراق اليوم يحتاج الى قائد يبني المستقبل، لا يحتاج الى قائد ديني او عسكري مدفوع من اجندات وسياسات تخدم الدول لا بلدنا، انتخب، الشاب، القوي، الكفوء، صاحب الفكر والمبدأ، والانتخاب لكَ اولاً ثم للعراق.. سلام.

أحدث المقالات