18 ديسمبر، 2024 6:39 م

إنتفاضة بوجه الفساد والعمالة

إنتفاضة بوجه الفساد والعمالة

هبة أهل البصرة ومدن الجنوب الاخرى والوسط والتي جاءت بعد صبر طال على الحکومات المتعاقبة على العراق منذ الاحتلال الامريکي للعراق، هي هبة وإنتفاضة حق لايمکن إنکار النوايا المشروعة جدا التي تقف خلفها، فقد ذاقت جماهير هذه المدن وسائر مدن العراق ضيما ليس بعده من ضيم ولاسيما بعد أن تم حرمانها من أبسط مقومات الحياة العادية ومن الخدمات العامة الاساسية وهي تنام على بحيرة من النفط.
عندما صار واضحا للقاصي قبل الداني کيف إن الحکومات الفاسدة قد عبثت بمقدرات العراق وبموارده وشرعت بنهبها وسرقتها في وضح النهار وصار هناك طبقة من الفاسدين الاثرياء على حساب الشعب العراقي ممن صاروا يفکرون بمصالحهم ويعطونها الاولوية، فإن الشعب العراقي في مدن الجنوب والوسط التي تصوروا الحکام الفاسدون بأنها ستبقى تساندهم، قد تحرك ضدهم ولم يسلم منه حتى مقرات الاحزاب الاسلامية التي هي من أهم وأکبر منابع ومصادر الفساد.
إنتفاضة الجنوب والوسط، قد جاءت بعد أن لم تعد الحکومات العراقية تفکر بما يريده الشعب العراقي ويطمح إليه وإنما بما يريده نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشکل خاص ودول أخرى بصورة عامة، وإن التدخلات الايرانية الي تجاوزت کل الحدود من حيث تلاعبها بمصالح العراق وجعل هذا البلد ومستقبل شعبه رهين بيد السياسات المشبوهة التي يتم رسم خيوطها في طهران ويتم إملائها على عملائهم المتواجدين في الحکومات العراقية لتصبح أمرا واقعا، وهو ماأضر ويضر بالشعب العراقي وبمستقبل أجياله بصورة خاصة، ولذلك فقد إنتفضت مدن الڤنوب والوسط من أجل أن تضع النقاط على الاحرف وتضع حدا لهذه المهزلة.
السعي لإتهام الانتفاضة الوطنية هذه بتهم خبيثة من أجل إجهاضها وإخمادها، خطة مشبوهة يمکن القول بأن بنودها قد تمت صياغته في طهران، ولايجب أبدا السماح بتمرير وتفعيل هکذا خطة بل ومن المهم جدا الانتباه الى عناصر مندسة تابعة لعملاء النظام الايراني ممن سيندسون في صفوف المنتفضين کي يشوهونها ويحرفونها عن مسارها الوطني وللنظام الايراني يد طولى بهذا الصد حيث إنه قام وخلال إنتفاضة عام 2009، بدس عناصر الحرس الثوري بملابس مدنية بين المنتفضين وساهموا بصورة مٶثرة في إخماد الانتفاضة خصوصا بعد أن تقاعست إدارة الرئيس الامريکي السابق أوباما عن تإييدها، ولکن وخلال الانتفاضة والاحتجاجات الحالية في إيران، فقد تغيرت الصورة تماما حيث صار الشعب المنتفض واعيا ويراقب المندسين ويحددهم، وهذا مايجب على أهل الوسط والجنوب المنتفضين أن ينتبهوا إليه ويأخذونه بنظر الاعتبار.