18 ديسمبر، 2024 11:02 م

إنتصار سياسي جديد للمقاومة الايرانية

إنتصار سياسي جديد للمقاومة الايرانية

في وقت يحاول قادة النظام الايراني بکل مافي وسعهم من أجل تحسين أوضاعهم على الصعيد ونيل الثقة الدولية وبالتالي العمل من خلال ذلك من أجل تخفيف العزلة الدولية المفروضة عليهم ورفع العقوبات، لکن لايبدو إن الاجواء مهيأة للنظام بهذا الصدد ولاسيما وإن النشاطات والتحرکات السياسية المستمرة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية على الصعيد الدولي، صار واضحا بأنها تترك آثارها وتلفت أنظار الاوساط الدولية إليها خصوصا وإن هذا المجلس أصبحت له خبرة لايستهان بها من حيث توقيت تحرکاته ونشاطاته والقيام بها في الاوقات المناسبة التي تتيح لها أن تترك أثرا ونتائج أکثر مما هو متوقع لها.
طرح مشروع”سيدا” للطائرات المسيرة للنظام الايراني على طاولة مجلس النواب الامريکي، والذي يأتي متزامنا مع الاجواء السلبية السائدة بالنسبة لمحادثات فيينا وعدم وجود أية توقعات إيجابية بشأنها، يثير الکثير من القلق في أوساط النظام الايراني خصوصا وإنه يشير إجماع أعضاء كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إلى أن مشروع القانون سيلقى مصادقة عدد كبير من الأصوات في مجلسي النواب و الشيوخ.
الملاحظة المهمة هنا والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار، هو إنه تعزز تجربة تمرير عقوبات سابقة من الكونغرس ضد النظام هذا الاحتمال حيث تم تمرير عقوبات كاتسا (المعروفة باسم أم العقوبات ضد النظام) في مجلس النواب عام 2017 بأغلبية 419 صوتا مقابل 3 أصوات ، وفي مجلس الشيوخ بـ 98 صوتا مقابل صوتين.
من المفيد جدا هنا الإشارة الى أن مکتب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في واشنطن، وبالتزامن مع تقديم مشروع قانون”سيدا” الى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، قد قام بإصدار کتابا مهما تحت عنوان:” إيران: تهديد طائرة قوات الحرس بدون طيار، خدعة نظام عاجز لممارسة السلطة”، حيث تم تقديم محتويات الکتاب إلى لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، کما إنه وقبل شهرين كشف مؤتمر صحفي عقدته المقاومة في واشنطن عن ثمانية مراكز لإنتاج وتصنيع الطائرات بدون طيار وسبعة مراكز لصيانة واستخدام تلك الطائرات والتدريب عليها، وقد لفت ماقد تم طرحه في هذا المٶتمر من معلومات دقيقة وحساسة عن الطائرات المسيرة للنظام، أنظار الاوساط والمحافل السياسية الدولية. والمثير هنا إنه و بعد اسابيع وضعت وزارة الخزانة الأمريكية عددا من هذه المراكز وقادتها على قائمة العقوبات، وحذر مسؤولو وزارة الخارجية والبيت الأبيض من تهديدات الطائرات بدون طيار التي يصنعها النظام الايراني، ولاريب من إن هذه النشاطات والتحرکات المثمرة للمقاومة الايرانية هي التي قادت في النتيجة للتمهيد لتحقيق إنتصار سياسي جديد للمقاومة الايرانية.