17 نوفمبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

إنتصار الاسدي/23

إنتصار الاسدي/23

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
ولدت الشهيدة انتصار عيسى ناصر ياسين الأسدي، في البصرة، العام 1957، ونالت شرف الشهادة، على أيدي جلاوزة الطاغية المقبور صدام حسين، العام 1991.
إرتقت مدارج الأثير، الى علياء الجن، حيث أنهار العسل تمسد أوراق العنب الخضر، زاهية، جزاءً وفاقا، بما صبرت؛ فالجود بالنفس أسمى غاية الجود، في سبيل إنتشال شعب العراق، كاملا، من مخالب الطاغية.. ساء ذكره!
عانت الغربة والبعد عن الأهل والأقارب، سنوات من عمرها، أفضت بها الى أجمل القبور.. الداثرة، بين يدي سلطان جائر، تنير آخرتها، وتعتم رفاهه.
فأيهما الخاسر!؟ طاغية ضعيف؟ أم قتيلة قوية؟
إنطوت سنوات من عمر الشهيدة أنتصار الأسدي، مسجلة عمرا من تأريخ المعاناة؛ جراء الوقوف.. عونا لزوجها.. ضد حكومة صدام الفاسدة.
 
غنى نفس
إقترنت بالمجاهد سامي محسن، العام 1980، تصارع فقرا ألم بحياتها معه، على الرغم من أنها سليلة عائلة معروفة بالثراء.
مواقفها مشهودة؛ بإخفاء كتبه الدينية؛ لئلا تقع في أيدي بأيدي أمن النظام وحزبييه؛  فيستخدمونها حجة ضده، وأشتغلت صلة رابطة بين زوجها ووالديه وأُخوته الذين منع من الوصول اليهم، فتولت نقل أخباره إليهم وأخبارهم إليه.
عندما خرج من السجن، عملت على تهريبه الى خارج العراق؛ بغية الإفلات من قبضة البعثيين الظالمين لأنها كانت تدرك بأنهم سيعودون لإعتقاله مرة أُخرى ، فجاهدت من أجل أن تحصل على جواز سفر له وبالطريقة التي تضيع على أجهزة الأمن التي كانت مشغولة آنذاك بالإعتقالات وصاحبة زوجها حتى الحدود العراقية الكويتية في ظهيرة يوم شديد الحرارة ورجعت لتكمل الدور من دون أن تعبأ بما يخفيه لها المجرمون.
أحست أجهزة القمع بخروجه؛ فجن جنونهم، يستجوبونها، متفوقة على دهائهم، بالقول أنها قطعت علاقتها به، ساعية للخروج من العراق، وقد منعت من السفر، لكنها أفلتت منهم مرة ثانية بعد مضي عام، أي في 1982، تحط الرحال في ايران عن طريق الكويت، تاركة ولدهما الوحيد، لتسكن معسكر الأهواز التابع لبدر، مع زوجها، ورزقهما الله، خمسة أولاد.
 
أخلاق ثورية
عملت في مؤسسات نسوية، منها جمعية فقهية، وأخريات لتعليم الخياطة والشؤون الثقافية، وإشتغلت في التدريس، متحلية بأخلاق ثورية، متأثرة بالشهيد السيد محمد باقر الصدر (ق. س).
شاء الله، بعد سنوات الهجرة والجهاد، أن تعود الى أرض الوطن عن طريق الشمال، وبعد بضعة شهور من اندلاع الإنتفاضة الشعبانية، وشت بها نساء بعن ضمائرهن ودينهنَّ، وإشتغلن عميلات لأجهزة الأمن، فإعتقلت، مغيبة، وظل مصيرها مجهولاً، حتى هذه اللحظة.

أحدث المقالات