لو كان في العراق صحافة حرة كما في العالم المحترم لما وصل العراق الى ما وصل اليه الآن ؛ كذلك لو أمتلكنا العدد المقبول من الصحفيين المهنيين الذين يقولون كلمة الحق بوجه الظلم والفساد المستشري في العراق لكان وضع البلاد أفضل بكثير مما هو عليه الآن
لو كان الصحفيون بمعنى الكلمة ولديهم كلمتهم الحازمة تجاه بلدهم لما رأينا هذا العرض المدعوم لإنتخاباتهم الجديدة ؛ ولو كانوا من غير المرغوب فيهم لتعاملت السلطات مع مؤتمرهم هذا مثلما تعاملت مع مؤتمر المعارضة في عمان
سماح السلطات لإجراء هذه الإنتخابات جاء لسببين الأول : معرفتهم المسبقة بأن المرشحين الجدد ليس لديهم أية خطوط حمراء على عمل الحكومة ومجريات الأوضاع الراهنة في العراق ! والثاني : لحاجتهم الماسة لوجود صحافة مطبلة لعلها تساهم في إيصال الشخصية المحببة لتولي رئاسة الوزراء من جديد !
كيف لاتدعم السلطات نقابة كانت شريكة أساسية لعمل الدمار الذي يشهده البلد ؟ كيف تترك نقابة سكتت عن إغلاق قناة البغدادية لأنها كانت معارضة لتوجهات الحكومة ! كذلك سكتت عن هيأة الإتصالات وإنتهاكاتها المستمرة بحق حرية الإعلام ! كذلك إغلاق مكاتب العديد من القنوات العربية العاملة في العراق ! كذلك سكوتها عن الإغلاق المستمر لوسائل التواصل الإجتماعي التي تكونت بسبب تضحيات الشعب وتطلعاته للحرية !
علينا أن نعي جيدا إن لاحرية في العراق بلا رضا الحكومة ولا تغطية مباشرة لمؤتمر يمكن أن تشم منه رائحة غير مروغوب فيها ؛ كل ماتغطيه قناة العراقية وتعطيه الأهمية فأعلم إن هذا الشيء يصب بمصلحة الحكومة ويساهم في تقويض عملية البناء الديموقراطي للعراق
إعلم إنك كلما تصفق زايد تأخد زايد ؛ إعلم إن بيع الضمير يساوي بيع العراق وهي تجارة رائجة ومربحة جدا هذه الأيام ! إعلم كيف تصور الوضع المحترق بالنار كأنه البرد والسلام ؛ إعلم كيف تحفظ كلمة المفضل وترديدها بشكل متقن لكي تضمن الخير والسعادة الأبدية ؛ إعلم كيف تكون لديك مواقف مؤدية لكل مايحدث بالبلاد
بإتقانك لهذه التعاليم سوف تضمن وصولك الى أعلى المستويات والمناصب وأقلها الحصول على عضوية النقابة الحالية وربما ستكون نقيب الحكوميين العراقيين .