فسر علماء أمريكيون التقارب الشديد بين بنية كوكب المريخ وكوكب الأرض بعد دراسة التغييرات الحاصلة في تربة الكوكبين ، ويعتقد الباحثون أن المريخ شهد نفس شروط الحياة على كوكب الأرض منذ بلايين السنين حيث يمر بأزمات متتالية دون توقف حاله حال طقس العراق ، فقد سمحت معالجة البيانات بإستخلاص إستنتاجات جديدة حول التغييرات التي طرأت على سطحه ، بعد دراسة بنية التربة فيه والأحوال الجوية المتغيرة دائما التي ساعدت على حفظ آثار تجمد ( الطين ) التي لا يمكن أن تتشكل إلا في ( مواقع المياه القديمة ) التي كانت على سطحه .
أقل ما تستحق من وصف فقد كانت بالفعل مثل ( الطين ) في الخزانات القديمة المريخية تمثل إنحرافا عن الديمقراطية التي تمنيناها في العراق وقد فقدناها بفعل الإرهاب والفساد والطائفية والمنافسة السياسية التي يريد منها القادة الكبار والصغار الحصول على المكاسب والمناصب والمال والجاه والسلطة حتى لو كانت على جثث الأبرياء وجوع الفقراء وآهات المرضى وتوسلات وتمنيات المحرومين الذين لا يجدون ما يحفظون به كرامتهم المغيبة .
إنتخابات 2018 نكسة كبرى للديمقراطية فقد كانت منافسة بين طوائف وقوميات ومجموعات متطرفة ، هي بالفعل إنتخابات طينية حيث التزوير الفظيع والمخيف ودفع الأموال والرشى والتخويف والتنصيب من الأحزاب المسيطرة الذين يحرفون الأمور عن طريقها والذي عليها أن تسلك الأمور وفقا للقانون والمهنية العالية .
في بغداد والنجف وكربلاء والبصرة والعمارة والناصرية والسماوة والكوت وبابل وصلاح الدين والموصل وديالى وكركوك ومحافظات كردستان كان التزوير على أشده والترهيب والتخويف والضغط والأساليب الرخيصة سواء داخل المفوضية أو خارجها من أبرز معالم هذه الممارسة التي إنقلبت وبالا على وطني الجريح وجعلت منه ملكا للمسلحين والإنتهازيين ورجال المصالح الذاتية المضطربين وسمحت للأوباش بأن يتربعوا على عروش السلطة في بلاد الخيرات المنهوبة ومنذ زمن بعيد .
الإنتخابات المريخية الأخيرة خلقت مشكلة بل آلاف المشاكل ودفعت الناس للتشكيك بالمفوضية العليا للإنتخابات وبأساليب عملها وأرتباطاتها مع ما شابها من فشل ذريع وتجاوزات وإنتهاكات وخروج على القانون والتقاليد والآداب المعروفة .
التهم التي يوجهها مرشحون ونواب سابقون للمفوضية ليست عبثية فمن غير المعقول أن يحصل أحد المرشحين على مئات من الأصوات ثم بعد يومين يتحول الرقم إلى عشرات الآلاف وهناك من دعا الى إلغائها ومنهم من طالب بإعادتها أو تشكيل حكومة إنقاذ ومنهم من طالب بإعادة الفرز يدويا وهناك من حمل الحكومة مسؤولية الفوضى التي رافقت العملية الإنتخابية التي تحولت إلى معركة شريرة .
للأسف نحن اليوم في مواجهة حقيقة مرة تتمثل بسيطرة جهات بعينها بمقاليد الأمور لتسيرها بالطريقة التي تريد ووفقا لما تشتهي دون خوف من قانون ورقيب ، وهنا يمكن القول أن الديمقراطية عبارة عن كلمة فضفاضة يمكن أن يستخدمها حتى الإرهابيون للوصول إلى السلطة .