بين فترة وأخرى وخصوصاً الفترة تسبق الإنتخابات، تظهر وسائل الإعلام ما تحوي قريحتها في مجالات عدة، ومنها أسلوب التسقيط وإستعمال الحيل، التي تنطلي فقط على السذّج..
هناك كذلك برامج البناء الخادعة والكاذبة، وهي عبارة عن برامج مستنسخة، تم تطبيقها في دول لفترات سابقة.. لكن أيضاً هنالك جانب مضيئ يمتلك رؤية وبناء، حاله حال برنامج السيّد عبد المهدي الذي تم وأده في المهد !.
هذه الانتخابات التي تم الإعلان عن موعدها، تختلف إختلافاً جذرياً عمّا سبقتها، لانه حدثت قبلها تظاهرات لم نشهد لها مثيلاً، ولا يمكن القول عنها فاشلة بالكامل، ولا ناجحة أيضاً، لانه تم إستغلال الخلل وتم تمرير ما أريد تمريره، من خلال التدخل الإقليمي والدولي، وبصمة السفارة الأمريكية كانت الأبرز.. من خلال تمويل جماعات تم إستدراجها بذريعة النشطاء، ليتم تجنيدهم بمساعدة أحد الأحزاب، التي كان لها الباع الطويل في الحضور، وله بصمة في كل الأحداث التخريبية التي جرت سابقا .
بعض الأحزاب بعد إنكشاف حيلها وفشلها، فذهبت صوب الإنسحاب من الإنتخابات حسب تصريحها للإعلام، وبالحقيقة ربما هو ليس كذلك.. بغرض جلب التعاطف من الجمهور بإدعائه المظلومية، وآخر يخرج للعلن بتصريح أنه مهدد بالقتل والتصفية، لإرجاع مؤيديه لصفه، وهذا أسلوب دأب عليه في الإنتخابات السابقة، علّه ينجح هذه المرة كما في الإنتخابات السالفة .
هنالك من لم يترك مجال بالتقاء محبيه ومواطنيه، ودائم التواجد بينهم، متجاوزا بذلك الطائفة والقومية واللون والطائفة، والمهم عنده بناء عراق قوي رصين، تسوده المحبة والوئام، وبعد إنتهاء جولته إنتبه من يفتقد ذلك بتقليده، والذهاب صوب ما عمل، وجهات أخرى تتهمه بما ليس فيه، لفقدانهم ما يملك من مقبولية ووسطية وخطاب تلقائي دون ورقة تدوين .
هنالك جهات تدّعي أن الوضع الذي يسبق الإنتخابات سيكون فوضوياً، وكما صرّح السفير البريطاني السابق، بقصد القضاء على التجربة، التي دأب عليها المواطن العراقي من جهة، ومن جهة أخرى كسب الوقت، بغرض بقاء الحال كما هو عليه، لتثبيط عزم المواطن بالإنتخاب، لتطبيق البرنامج المعد سلفاً، والغاء الديمقراطية وإختيار من يكون مناسباً لتمثيل جماهيره، وهذا يحتاج وقفة ضد هذه الجهات، التي تعمل على إنهاء الحالة التي يكون للمواطن صوتا يمثله تحت قبة البرلمان .
بعض المحسوبين على السياسة، يعملون لصالح أعداء العراق، مدعي الوطنية يتفهون العملية الديمقراطية، وحث المواطن على عدم الذهاب صوب صناديق الإقتراع، بيد أنهم يعملون بجهود إستثنائية عكس إدعائهم لضمان بقاء الفاسدين، الذين يعملون دون برنامج إنتخابي، ولا يهمهم سوى المنصب للكسب الشخصي وليس لخدمة البلد، وهذا ملموس طوال الفترة المنصرمة، من خلال الاداء المخزي لكل من إستلم منصب وكان بإمكانه العمل ولم يعمل، وهذا الذي نخشاه في قادم الأيام .