ما فائدة الإنتخابات العراقية في ديمقراطية هشة، وتحت سوط الميليشيات ومعروفة نتائجها مسبقاً، لم يكن هناك أي تغيير جذري من أول إنتخابات ديمقراطية كما تسمى في العراق، بعد أن تحكمت الأحزاب الإسلامية في عقول أتباعها، أول أقتراع كان عام 2005 لتشكيل الحكومة، وتَدخل المرجعية ورجال الدين في خطبهم على المحافظة على المذهب والطائفة، وتحريم إنتخاب القوائم الغير شيعية وحرمة إنتخاب القوائم العلمانية وهذه كانت معروفة لجميع العراقيين.
رغم نفي المراجع الدينية في النجف بعدم تدخلهم في الإنتخابات لكن الحقيقة تدخلهم بقوة للحصول على الأغلبية وبذلك رسخوا اول عتبة للطائفية داخل العراق. ورغم تم تزوير الإنتخابات ورغم كل هذا التحشيد وتدخل المراجع لعدم إنتخاب القوائم العلمانية، الا إنها تقدمت القوائم العلمانية وبفارق شاسع لكن التزوير أدى الى تفوق القوائم الإسلامية.
لو أتينا لإنتخابات عام 2010 وفوز القائمة العراقية ب91 مقعد، وتلتها إئتلاف دولة القانون ب89 مقعد، رغم التزوير الكبير من الحد من تفوق القائمة العلمانية ولكنها بقت متفوقة ب91 مقعد، ورغم التحشيد الديني وتدخل مراجع إيران الدينية القاطنين في النجف، بنصرة المذهب والطائفة الأسطوانة المعهودة لرجال الدين ومراجعهم، لكنها فشلت بالتعبئة للقوائم الشيعية الموالية لإيران، وهذا أعطى دليل قاطع إنَ الشعب يحاول ينسلخ من هذه الأحزاب الذي عُرف ولائها لإيران وتبعيتها، وأيضا تأكد من كل وعود هذه الأحزاب الإسلامية كاذبة ويشوبها الفساد وتهريب الأموال للدولة جارة السوء إيران، وعلى رغم التزوير تم الأنقلاب على الديمقراطية وعلى الدستور وتم توضيح أحد فقرات الدستور المبهمة، إن القوائم الكبيرة هي الذي تأتلف بعد الإنتخابات، وبذلك أدى لسرقة إرادة العراقيين وتحكموا بالدستور مع تحيز المحكمة الإتحادية لجانب القوائم الموالية لإيران.
إنتخابات عام 2014 الكل يعرف أحداث هذه الإنتخابات ونسبة التزوير، أضافة جرت هذه الإنتخابات في جو مليء بالشحن بين القوات الحكومية وعشائر المنطقة الغربية وخاصة الأنبار، وتهجير كثير من أهل المناطق الغربية مع الغاء كثير من صناديق الأقتراع، وايضاً تفوقت قائمة دولة القانون ب 95 مقعد مع كمية الشحن الطائفي الذي أستغله رجال الدين في كل خطبهم حتى تتفوق الأحزاب الموالية لإيران، وجرت في وقت عدم أستقرار المنطقة، وكان محور إيران في عجله من أمره لتشكيل الحكومة العراقية بقيادة شيعية، وإيران كانت متفوقة على الجانب الأمريكي بفرض إرادتها بتشكيل الحكومة العراقية وعلى المزاج الإيراني، الشعب العراقي بكل هذه الأنتخابات بعد 2003 لم يجد شيء ملموس لأي تحسن بل بالعكس من أسوء الى أسوء، ومشاريع وهمية فقط على ورق، وسرقات مليارات الدولارات لكل قيادة الأحزاب الإسلامية، وجماهيرهم الذي عاهدوها لبناء دولة العدل، لم يبنوا سوى دوله مليئه بالخراب والفساد والظلم، ليتبين للشعب العراقي أن من يتولى الحكومة مجموعة من اللصوص والعملاء،
بعد إنتخابات 2014 بشهرين تم سقوط مدينة الموصل بيد عصابات داعش الإرهابية، ومن هنا تم صياغة الجهاد الكفائي وتشكيل ميليشيات تحت أشراف فيلق القدس، وكان التحشيد لهذا الجهاد مدروس من قبل إيران لتضع يدها كاملتاً على العراق، وأستطاعت أن تتحكم بما بسمى الحشد الشعبي وتموله من أموال العراق، وتكسب ولائه لصالحها لتنفيذ أجنتداتها داخل العراق وأيضاً داخل سوريا، هدفنا من الأسترسال بالأحداث من الإنتخابات، لنصل فكرة للقارئ المراحل الذي مر بها العراق حتى وصوله لتحكم الميليشيات بمفاصل العراق كدولة وكشعب، والتحكم بالقرار العراقي، وحتى التحكم بحرية الشعب العراقي بجميع مفاصلة، والحديث يطول على الجرائم والإنتهاكات للميليشيات العراقية.
إنتخابات عام 2018 كانت نسبة الناخبين لا تتعدى 40% أو أقل أي نفور شُبه كامل من الشعب العراقي، وهذه وحدها كفيلة بإسقاط العملية السياسية، مع ضعف لتوافد الناخبين في المناطق الغربية بسبب نسبة التهجير العالية، ولعدم إرسال صناديق الأقتراع لكثير من مراكز الإنتخابات في تلك المناطق، ولتواجد الميليشيات الموالية لإيران بكثافة هُناك بحيث أدى الى تفوق القوائم الشيعية على القوائم السنية وهذا دليل قاطع على تحكم الميليشيات بمجرى الإنتخابات، اما في الجنوب ومناطق بغداد، كان للميليشيات دور كبير بالتحكم بصناديق الأقتراع وتحت سطوة السلاح، وكانت نسبة التزوير كبيرة جداً إضافة لنفور أغلبية الشعب من اللعبة السياسية الذي أصبحت مكشوفة بالتزوير والفساد للعالم، مما أدى لتفوق قوائم الميليشيات “السرايا والفتح”.. وبعدها تم حرق صناديق الأقتراع لإخفاء نسبة التزوير والتلاعب بأوراق أقتراع الناخبين، بعدما فشلت المراجع وخطباء الدين بالتحشيد على أساس المذهب والطائفة، وأصبحت لعبة ساذجه مكشوفه النوايا لعموم الشعب، أستخدمت الميليشيات الترهيب وتحت تهديد السلاح ووقوف أتباعهم في اركان كل مركز إنتخابي، وهي بالاساس إنتخابات عام 2018 باطلة لما تخللتها كثير من الإنتهاكات اضافة الى نسبة الناخبين ضعيفة جداً.
إنتخابات عام 2021 لا تختلف عن سابقتها ولا تغير شيء من الوضع السياسي في العراق، وسوف لا تضيف شيء أو يتأمل المواطن العراقي خيراً منها، الوجوه نفسها ولو تغيرت أسماء القوائم، بل بالعكس أصبحت الميليشيات أكثر قوة وأكثر سيطرة من قبل، ولو أجتمع العالم أجمع على أن يحافظ على نزاهة الإنتخابات سوف لا يستطيع، وستتدخل الميليشيات وبقوة وعلى نغمة جديدة بترهيب الشعب حتى لا يحتلكم داعش أختاروا قوائمنا، وأكيد مع تهميش السنة مع تزوير الإنتخابات في المناطق الممتدة من الموصل الى أبو غريب كما فعلت قائمة الفتح سابقا بترهيب أهل الموصل.
أنتخابات عام 2021 ستكون تحت سوط الميليشيات وتحت قوة السلاح، وإيران في هذا الوقت بالذات ستفرض هيمنتها لتصدر قوائمها الموالية لها، لما تمر به المنطقة من بعض التغيرات في السياسة، وتحتاج العراق أكثر من قبل نظراً للتقارب السعودي الإيراني والأتفاق النووي والمحور السوري ومشاكل لبنان المتمثلة بحزب الله، فأنا كوجهة نظر سوف لا تتغير المعادلة السياسية في العراق، الوجوه نفسها مع هيمنة الميليشيات على قرارات الحكومة والدخول في جميع دوائر الدولة العراقية والتحكم بها.
إن إغتيال الناشط إيهاب الوزني في كربلاء أثبت صحة توجهنا أن من يحكم العراق ميليشيات إيران، وتحاول تكميم أي صوت ينتقدها وترسل رسالة للجميع نحن أو لا يكون هُناك شيء أسمه العراق، وأكيد للحكومة علم بما تقوم بهِ هذة الميليشيات من تصفية الأصوات التي تنتقدها، والحكومة نفسها منبثقة وبتمويل ودعم إيراني من صميم هذة العصابات، إن عملية الإغتيال القشة التي قصمت ظهر البعير ووضعت العملية السياسية في الدرك الأسفل وأنتهى أمرها، ولم تكن تتوقع هذه العصابات الإجرامية تجد هذا الحُب والولاء للناشط الشهيد إيهاب الوزني وعلى عموم جميع المحافظات. الشهيد الناشط إيهاب لم يستخدم العنف أو حرض على الحرق أو التخريب، وهذا ما يميز الناشط الذي يحترم قانون حقوق الإنسان، والتعامل سلمياً مع المظاهرات الذي يكفلها الدستور العراقي وقانون حقوق الإنسان العالمي.