كلما تحدثوا عن الإنتخابات , يلوح في الأفق شفق أحمر , وتبدو عيون السماء وكأنها تقطر دما , ذلك أن قبل وبعد أي إنتخابات تتدهور الأحوال , وتسوء الحياة وتتأزم الأوضاع , وكأن لكل دورة إنتخابية حفلة دموية أو ناعور ويلات يدور , وكأن للقادمين أدوار عليهم أن يؤدوها , فيكنزون منها ثروات كبيرة , ويبقون أو يغادرون مقاعدهم , ليأتي غيرهم لتنفيذ ما هو مرسوم ومعلوم ومختوم بكرسي , الجالس عليه رهينة ومرهون.
فالإنتخابات منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم لا تأتينا بما ينفع الناس , فهي محطات إنقضاض على وجودهم , وإغتيال لأحلامهم وطموحاتهم , وهجمة على مدنهم وديارهم , فينجز المنتخَبون مشاريع أوليائهم القادرين على إزاحتهم من الكراسي بلمحة بصر.
فما هي قيمة الإنتخابات؟
هل وجدتم ما هو نافع وصالح للمجتمع قد تمخض من الإنتخابات المتكررة , وفقا لآليات الإنتخابات الموجعة , العاصفة في الواقع المنكوب , والمقبوض على مصيره وسيادته.
فالقانون الفاعل ينص على أن ما يخدم أعداءَ الوطن يدوم ويتطور , وما ينفع الوطن يموت ويُباد عن بكرة أبيه , والمُستَعبَدون يساهمون بتطبيق هذا القانون الاثيم.
فهل ستأتي الإنتخابات بما يفيد ؟!
الأمل يحدو الناس ويمنحهم بارقة تفاؤل ورجاء بغدٍ أفضل , وعلينا أن ننتظر , لكن السلوك يمكن تقديره بالمقارنة بسوابقه , وما سبق أليم ومرير , ويُخشى أن يكون الآتي أشد إيلاما ومرارة وقسوة , فالإنتخابات عبارة عن إنتحابات متعاظمة القوة والتدفق على وجنات وجودنا , الذي يبدو بعيون دامعة حمراء , أوجعها البكاء على أطلال الخوالي والأجداث الغوابر , التي أضحت حية في واقع يموت ما فيه , ويتحول البشر إلى دمى تحركها قوى متنوعة النوازع والدوافع والمخبوءات السيئة.
ووفقا لذلك غاب العقل وطفح كيل النفوس الأمّارة بالسوء والبغضاء والكراهية النكراء!!
فهل سننتخِب أم سننتحِب؟!!
أللهم إستر!!