ليست مبالغات عاشق أودى بحتفه شبق الغرام في تهويمات التضخيم كي يبرر لنفسه فرادة عشقه الإسطوري، بل كانت إمرأة تصرع البلاغة اللغوية وتقصر عنها مهارات الوصف والتغزل ، فهي لاتنتمي الى عالمنا الأرض المتوحش ، قذفتها عشوائية الكون الى كوكبنا .. التقيتها ، ومسني منها شرر ، ولم أعد كما كنت .
هبطت الى الحياة يوم -1- آذار تلك المرأة وكانت من حصة من برج الحوت بحالته الجيدة المائية ، أميرة العواطف والحساسية ، وقديسة الحنان .. كُتب في لوح شيفرتها السرية الفلكية أسرار عنفوان الأنوثة ، كانت في يوم مولدها تتواجد في برج الحوت الزهرة كوكب الحب والجمال والجاذبية ، كانت هي فينوس آلهة الجمال مجسدة تتمشى في شوارع بغداد ، حينما يدخل كوكب الزهرة الى برج الحوت معنى هذا انه دخل في بيت شرفه حسب مصطلحات التنجيم فيتألق المولود جمالا وجاذبية في حال كانت الزهرة سليمة من النحس ، وتظهر المرأة امامك بركان حارق يسبب لك رعدة وخضة ، ويجتاحك هلع الحيرة وتداخل المشاعر بين الأمنيات الواعدة والشعور بالضعف وعدم الجدارة ، وتجد نفسك متكورا في زاوية ما تضرب رأسك بالحائك وأنت تصرخ : رباه ماهذه المعجزة الأنثوية !
كي تكتمل قداستها وتمتزج مع سحر جمالها .. في لحظة هبوطها الى الأرض يوم ولدت تواجد أربعة كواكب في برج الدلو : زحل ، والمريخ ، وعطارد ، والمشتري ، برج الدلو ينبوع الإنسانية والمحبة والتواضع ، والطائر الغريب بين جموع البشر ، ستتكثف مزاياه وتزداد في حالة تواجد هذه الأعداد من الكواكب فيه ، وستجتمع وتضخ صفاتها .. زحل بصرامته وجديته ، ومن حسن حظها الدلو هو بيت زحل وهنا يختفي نحس زحل ويحل محله السعد ، والمريخ بعنفوانه وإندفاعه ونحسه ، لكن كذلك إقترانه بكوكب السعد المشتري أطفأ نحسه ، كانت بفضل تآزر الحوت والدلو عبارة عن كتلة إنسانية مذهلة تتمنى ان تجثو على ركبتيك امامها وتأخذ يدها مقبلا ومتبركا بها ، هنا البركات والقداسة الحقيقية وليست لدى رجال الدين !
إقتران كوكب عطارد المسؤول عن الكلام والفكر بكوكب زحل لون صوتها بالشجن والعمق وكأنه أصداء قادمة من الحزن الإنساني النبيل ، إقتران كوكب النشاط والشجاعة المريخ بكوكب السعد والوفرة المشتري منحها زخما عارما من النشاط والجرأة وتدفق طاقة الحياة فيها ، كانت إمرأة عندما تمشي يهتز جسدها كله ، وتتحرك بشكل متفجر ، كانت مدمرة ، ويسعدك تسليم رقبتك لها كي تذبحك بضراوة تلك الأنوثة الفاتنة .
القمر حل في برج القوس لحظة ولادتها .. فحلت الضحكات والمزاح وطاقة الحياة التي يتصف بها برج القوس ، ضحكاتها وجع لمن يسمعها ، همهمات شبقية معجونة بروح مفعمة بالطيبة والنقاء ، همهمات تخترقك وتستقر في ثنايا روحك تصدح بالمسرات المصحوبة بآهات حسرة العجز عن عناقها .
وستظل قراءتنا في سجل لوح القدر ناقصة مادمنا لانعرف ساعة ولادة أميرتنا من أجل ان نحدد برج الطالع الذي يعبر عن جوهر الشخصية وذكائها وصحتها واقدارها العامة ، ومن ثم تحديد بيوت الخارطة وأماكن السهام الموزعة على حياة ونشاطات المولود ، وكذلك لانزال لانعرف الكوكب المسيطر على عموم الخارطة الفلكية وبالتالي المتحكم بالحياة والموجه لها .
برج الحوت الصوفي لا يمكنك مجارات الانثى المولودة فيه عاطفيا ما لم تكن تحمل روح شاعر وعقل موسيقى وعين محلل نفسي حريص على مشاعرها .. صوفية برج الحوت تجعله مشروع جاهز لأن يُجرح في أية لحظة وربما بدون سبب ، فهو شهيد الحساسية الملائكية التي لا تتوقف والمعذب دوما من وحشية البشر .. ولهذا أشعر بالذنب لأن حدثت تلك الملحمة العاطفية قبل أن أصبح باحثا متعمقا بالتنجيم ، حينما أحببتها ، وطاردتها في شوارع بغداد مثل متصوف مجذوب خطفته صعقة الحقيقة .. حقيقة ان تلك المرأة هي منتهى السعادة والمعنى والإكتمال !