23 نوفمبر، 2024 7:10 ص
Search
Close this search box.

إمبراطورية ولاية الفقيه

إمبراطورية ولاية الفقيه

لم يعتقد أحدا بأن نظام بشار الاسد سيصمد بهذه الصورة، بل وان المراهنات کانت تزداد على تزلزل النظام الديني الايراني وتلاشي حزب الله اللبناني بعد سقوط نظام الاسد مباشرة کتمهيد لسقوط تدريجي له، لکن المشهد الحالي يوحي کما نعلم بخلاف ذلك تماما، فقد بقي الاسد فيما نجد حزب الله لايزال في عافيته أما النظام الايراني فإنه يمارس دوره في المنطقة و العالم کسابق عهده وحتى بدأت التحليلات و التوقعات بشأن إحتمال تقاسم نفوذ أمريکي ـ أوربي ـ إيراني على حساب العرب تتوارد کثير هذه الايام.

الحقيقة التي کان الجميع يعلمها بشأن طموحات و تطلعات النظام الديني القائم في إيران ولکن لم يخطو أحدا خطوة عملية واحدة في مواجهتها، والجميع ينتظرون ماسيفعله الامريکيون تحديدا بهذا الخصوص، في الوقت الذي لايعلمون فيه أن الامريکان في کل الاحوال، أي القضاء على النظام الايراني او بقائه و استمراره، فإن المحصلة النهائية ستکون في صالح الامريکيين 100%، لأن الذي لايشارك في الصيد ليس له من نصيب في الفريسة، والعرب لايزالوا يجلسون على مدرجات الانتظار و ينتظرون کيف سيحسم الامريکان الملف الايراني من دون أية مبادرة او دور او مشارکة ما من قبلهم.

الحلم الکبير الذي يراود النظام الايراني ببناء إمبراطوريته الدينية، قد تحقق قسم مهم جدا منها بضم العراق الى دائرة نفوذه منذ عام 2003، کما أن بقاء نظام الاسد و إستمرار قوة و نفوذ حزب الله في لبنان، قد عزز و رسخ الامال أکثر بتحقيق هذا الحلم و تحطيم کل الحواجز أمامها، وان الدور الحالي الذي يلعبه النظام الايراني في شبه الجزيرة العربية من خلال الحوثيين هو قطعا قابل للتوسع و الامتداد بإتجاه المنطقة الشرقية من السعودية، کما ان الذي يجب ملاحظته و أخذه بنظر الاعتبار هو إزدياد حالات التشيع العقائدي(وليس التقليدي)، في بلدان عديدة بالمنطقة وخصوصا مصر و تونس و السودان و حتى الجزائر، هي ظاهرة لها علاقة قوية بحلم هذا النظام.

الانتخابات التي ستجري في 30 نيسان القادم بالعراق، على الرغم من أن هناك رؤى خجولة و محددة بشأن إحتمال تقليص نفوذ النظام الايراني في العراق، لکن کل الاحتمالات الواردة تؤکد بأنها ستجري على إيقاعات خاصة من جانب النظام الايراني نفسه و تنتهي لصالحه، خصوصا فيما لو بقيت دول المنطقة على تحفظاتها و توجسها و عدم وجود روح المبادرة لديها و مع ذلك الصمت الامريکي المريب المرافق لذلك، وان خطر هذا المشروع سيتعاظم و يکبر بعد الانتخابات العراقية التي ستحسم لصالحه مهما کانت النتائج، لکن الاهم من ذلك هو: هل سيبقى العرب آنذاك أيضا ينتظرون؟

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات