عاشت الدولة العربية في الأراضي اليبيرية 800 عاما حتى طغت أشبيلية وقرطبة على كل المسميات الجغرافية التي سبقت ذلك بالآف السنين , فقد صار لدولة الأندلس حضارة وقيما ودينا أستهوى السكان الأصليين , حتى بعد أن تحولت لدويلات ممزقة لعبت بها النزعات العدوانية وهجرت مسلميها من اليبيرين خاصة, وهم يحملون الأسلام بقلوبهم , فقد وجدوا فيه كل ما يحلم به الأنسان من معتقد وتعامل , أن أحد الأسباب المؤلمة لسقوط الوجود العربي ضعف الروح القومية وإنشغال الأمراء بالبذخ واللهو . والأكثر من ذلك ميلهم للأجنبي أكثر من ميلهم لبعضهم , إنها حالة تشبه ما عليه دولنا العربية حاضراً . ولأن الدويلات صغيرة لا تقوى على صد العدوان صار الطموح بها سهلا , لذلك خلال سنوات تم مسح الوجود العربي بقوة البطش والتنكيل , أن الذين يهمهم الدين من الحركات المتأسلمة المتكاثرة كالفطر الآن , و الذين يفكرون بدولة الأسلام وإلزامية الهجرة الى حيث النواة المزعومة , يضربون تواجد المسلمين بالصميم ويتركون البؤر المعادية للاسلام تمرح بل يعطون لأنفسهم تفسيرات غير منطقية البت .
كيف لهم ان يحاربوا أعداء الاسلام وبؤرهم المضللة وهم صنيعتها لهذا تراهم يتمددون طولا وعرضا هنا وهناك والدول التي تطبخ مطابخها ما يسمى تجفيف منابع الارهاب تتفرج بتشفي , أن الرد المناسب لتمزيق وحدة التراب العربي وفك الارتباط القومي الذي هو مصدر قوة هذه الامة وسلامة ديمومتها هو خلق الكونتانات ولو باسم الأمارات الإسلامية .
قبل شهر تقريبا أعلن البغدادي أمارته في الارض العراقية السورية حيث صار له وجود أرضي , وبعد معركة المطار في بنغازي أعلنت فصائل أنصار الشريعة أمارة إسلامية أخرى , ومن يدري ربما غدا ,بعد غد يعلن الآخرون من الفصائل المتأسلمة أمارات اسلامية أخر والسؤال مَن مِن هذه الأمارات الصحيحة , وهل غدا يشد البغدادي رحاله ويهاجم الأمارة التي تنافسه الخلافة ,أم يجزء الخلافة ويعددها , أن مفهوم الخلافة الإسلامية هو خلافة الأمة كما حصل حين تمرد معاوية على خلافة الإمام علي بن ابي طالب(عليه السلام) وكانت معركة صفين , أم يجد لنا علماء السلطان والداعين اليها جهارا سوقا إسلاموية مثل السوق الأوربية المشتركة مثلا.
للتذكير يوم خرج مسيلمة الكذاب مدعيا النبوة رأى المسلمون أن محاربته تأخذ الأسبقية الأولى , وكان ما كان , أم أن البغدادي وزمرة رجال الدين الذين يقدمون فتاواهم بمدحه ونصره ,ستتفتح قرائحهم بفتوى كفتوى نكاح الجهاد , اللهم إلعن من يُريد خراب المسلمين ويحل دمهم وينتهك عرضهم , ولا تجعلنا نفكر طويلا بقولك الكريم : كنتم خير أمة أخرجت للناس !.