23 ديسمبر، 2024 6:34 م

إلى وزير الشباب والرياضة السيد عبد الحسين عبطان المحترم

إلى وزير الشباب والرياضة السيد عبد الحسين عبطان المحترم

اليكم مني التحيات ، متمنيا لكم النجاح التام في تقديم الخدمات القانونية والانسانية للشباب العراقي ، الذي يعاني بأغلبيته من (استبداد البطالة) ، مثلما اتمنى لكم النجاح في توفير جميع العناصر والخطط لجعل الرياضيين العراقيين شباناً متمايزين نوعياً في ساحات الملاعب الرياضية ،العربية والعالمية ، وانقاذهم  من (استبداد الإحباط)  المتلاحق عليهم  في تلك الساحات.

شاهدتُ لقاءً تلفزيونياً لشاب نجفي تحدث عن خطيئةٍ تفوّق فيها واحدٌ أو مجموعة من عناصر حمايتكم  بممارسة (الاستبداد)  بطريقةٍ فيها شر، واثارة، وفظاظة، لا تخلو من الفاشية.  تحدّث الشاب، ذو الرأس الجريحة واليد المكسورة والعين المضروبة ،عن مسرح الجريمة قرب بيتكم العامر، الذي وقع في شارعه  اعتداء  ظالم انتصر فيها (العنف البيولوجي) على (الاخلاق) و(القانون). هذا التفوق  أدانه ذات يوم الحبر الاعظم ،بابا الفاتيكان، حين رفع احد افراد حمايته سبابته بوجه احد المحبين له. قال البابا مستنكرا: لا ترفع اصبعاً بوجه واحد من رعيتي.. ليس من حقك أن  تغضب احداً من الناس .

يبدو ان بعض اعضاء حمايتكم، يا معالي الوزير،  وحماية غيركم من المسئولين الحكوميين لم يتعلموا (الاخلاق) من مدينة (الفضيلة) ، مدينة  النجف الاشرف.  لهذا اقترح عليكم ان توجهوا ارادتكم لتعليم الحمايات كلها معاني الآداب والاخلاق والفضيلة ولو من الفاتيكان أو حتى في الصين،  التي عانى شعبها من النير التتاري الفظ اكثر من  الذي عاناه شعبنا العراقي من نير الدكتاتور صدام حسين،  لكن المسئولين الصينيين الحاليين جعلوا شرطي او شرطية حماية الوزير من العلماء او المتعلمين بالأخلاق تماما مثل الشرطي او شرطية الحماية في اليابان وكوريا وهولندا والسويد حيث يتميزون بأعلى صفات الشجاعة والاخلاق وحيث تنخفض في أعماقهم إلى اقصى حد  مؤهلات العدوانية والتصرفات الحمقاء.

أنت يا معالي الوزير لن تكون مثل بابا الفاتيكان ولن تكون مثل المسئول الصيني الحكيم لتمنعوا حماياتكم حتى من رفع أصبع السبابة لتهديد المواطنين لأن المفاهيم المهيأة لانتصار (الاخلاق) على (العنف) ليست متوفرة في تنظيمات الحمايات،  ولا بد  من تذكيركم بقضية المدرب الرياضي الذي فقد حياته في مدينة كربلاء  (محمد عباس) بعد ضربه بالهراوات مما ادى الى تهشيم جمجمته تهشيماً وحشياً من (قوات الحماية في كربلاء.

 

 لا شك ان عناصر الحمايات ليسوا ملائكة ، بل هم جاءوا من التركيب الاجتماعي – السياسي العراقي، أي انهم عناصر متنوعة الاخلاق والدوافع والمؤهلات، يمكنها ان تكون متنافرة أو يمكن التوفيق في ما بينها، إلى هذا الحد او ذاك، اذا ما لعب الوزير او الرئيس المسئول عنهم دورا تثقيفيا تعليميا ليجعلهم وفق منهج اخلاقي في التعامل مع الناس .

المطلوب ، أولاً وقبل كل شيء،  ان كل وزير عراقي  يختار (شرطي) حمايته و(سكرتيره) من افاضل الناس واكثرهم خبرة ودراية في التعامل الفاضل مع أبناء الشعب وأن يتم  تخليصهم من ممارسة وسائل (الطغيان) و(الانتقام) و(العدوان)  والتركيز على عدم سيادة الوزير او النائب او المسئول ، بل يجب ان يكونوا من اكثر الناس التزاماً بالمؤهلات الخيرة. اعضاء حمايتكم  ينبغي ان يدخلوا إلى (اكاديمية الفضيلة وتهذيب الاخلاق)..  من دون ذلك فان الاخلاق الاسلامية والانسانية كلها تجابه بأحذية واسلحة افراد حمايتكم التي تتحول إلى ميليشيا أو عصابات  تستحوذ على المجتمع بحجة المحافظة على حياتكم الغالية.

وزارتكم ، وزارة الشباب والرياضة، ايها الوزير،  يجب ان لا تكون امبراطورية عنف وفساد وتعالي . يجب أن لا ترفع سلاحاً أو صوتاً أو سبابة بوجه المستضعفين من الأمة العراقية وأن لا تكون سلطة استبدادية جديدة في الشارع العراقي. عليكم شخصياً ان تعلموهم القوانين الصحيحة والمبادئ  العامة المتعلقة بحماية حياتكم وحياة عائلتكم وايقاف اي شكل من اشكال التهور والتمرد والاغتصاب . بدون ذلك فأن وزارة الشباب والرياضة تكون  فاقدة لتماسكها الداخلي. تذكروا دائماً أن وزارتكم ليست اسطورة، لكنها مؤسسة متزعزعة منذ عام 2003 حتى اليوم لأنها تحولت الى مملكة من ممالك الفساد والفاسدين ، ونموذجها البارز مدينة البصرة الرياضية، التي اهدر فيها مليار دولار من المال العام ولم تتحول حتى اليوم ولو إلى بذرة صغيرة من بذور الرياضة العراقية.

ان الرياضة هي مملكة بالضبط ، لكنها مملكة للنظام الاخلاقي وليس للفساد الاخلاقي.. انها تضم مجاميع من الشبان الشجعان الذي يريدون جعل اسم العراق مرموقاً ومرفوعاً في كل زمان ومكان .

تذكروا دائما   ، أيها السيد الوزير،  ان دوركم الوزاري مؤقت  وان عناصر حمايتكم، إذا كانت بلا أخلاق طيبة،  يمكن ان تتحول الى صراصير ضخمة الجسم او الى زنابير غريبة المنظر اذا اغفلتم رقابتها .. اتمنى لكم قيادة نابغية للرياضة العراقية وحماية سمعتها  من حمايتكم أولاً.